التطورات الأخيرة في العالم العربي وغموض وضباب العلاقات العربية - العربية تستدعي أن نقرأ بهدوء أحداث المنطقة المتوترة في سوريا واليمن والعراق وليبيا.. وهي أشبه بمرحلة الأحلاف في خمسينيات القرن الماضي والأوضاع الحالية تؤكد أن المنطقة تعيش مرحلة تيه عربي. وحتي اليوم فشل المخطط الصهيو - أمريكي في سوريا وأيضا محاولات تركيا وأطراف عربية رغم الاستعانة بالإرهابيين الذين تم استقطابهم من العديد من الدول في تعاون فاضح بين مخابرات الغرب وبعض الدول العربية وللأسف بأموال العرب. وكما قال لي مراسل غربي مخضرم عاش في مصر سنوات:. "لو أموال النفط العربي التي يتم بها تمويل بعض العصابات الإرهابية في سوريا وغيرها تم توجيهها للتنمية لكان لهذه المنطقة شأن آخر". وتواجه سوريا الشقيقة عصابات الإرهاب الممنهج في ظل صراع إقليمي تقوده تركيا مع أطراف عربية في الخليج وأعتقد الصورة واضحة في محاولة رسم خريطة للمنطقة بحسب مخطط الشرق الأوسط الصغير والكبير الذي فشلت السياسة الأمريكية في تسويقه خاصة بعد ثورة 30 يونيو التي أفشلت هذه المخططات لصالح إسرائيل. وأظن ان لقاءات لوزان اليوم السبت في سويسرا ولندن غدا الأحد بشأن سوريا بحضور وزراء خارجية روسياوأمريكا وبريطانيا وفرنسا ومعهم السعودية وقطر وتركيا مكتوب عليها الفشل مقدما لأن أمريكا تفضل الإملاء لا الحوار خاصة ان الاجتماع يغيب عنه أطراف فاعلة في مقدمتهم بحكم ثقلها الاقليمي والأردن والعراق جوار سوريا وحسنا اعتذرت إيران الرقم الصعب في معادلة الخروج من الأزمة. ويأتي لقاء لوزان تكراراً لجنيف 1 وجنيف 2 محاطا بأسباب الفشل لأن من تعتبرهم أمريكا معارضة هم جماعات إرهابية ترعرعت في أفغانستان وألبانيا والبوسنة والهرسك والشيشان منذ ثمانينيات القرن الماضي وتسعي أمريكا لايصال المنطقة لحروب أهلية وعقائدية "سنة وشيعة". وأقف عند قول الرئيس بوتين في منتدي بروسيا الأربعاء الماضي: ان سياسة الابتزاز بشأن سوريا لن تنجح ولن تمر وجاء إلغاؤه في نفس اليوم زيارة مقررة لباريس ليؤكد ان اللقاءات ستفشل حيث ان باريس بحسب التسريبات تنفذ إملاءات أمريكية ولا يغيب عن أي عاقل ان داعش صناعة غربية - أمريكية بامتياز والدليل علاقتها مع إسرائيل. تعلم أمريكا والأطراف الغاضبة من موقف مصر في مجلس الأمن ان مصر تسعي للحل السلمي والحفاظ علي سيادة سوريا ووحدتها وترك الخيار للشعب السوري وليس لاملاءات من هنا أو هناك مشبوهة للأسف منذ اندلاع الأحداث في سوريا. والسؤال الآن: أين العروبة مما يحدث في سوريا وسط محاولة تمزيق أمتنا وإدخالها في متاهات "بلقنة" من واقع الأحداث في ليبيا والعراق واليمن وقبلها الصومال فهل يفيق العرب من التيه الذي نعيش فيه؟!!