وفي موكب جنائزي شعبي مهيب ودعت قرية "أم صوير" بمركز الحسينية بمحافظة الشرقية ابنا من أعز ابنائها وهو المجند يوسف أحمد يوسفي الشرقاوي 22 عاماً والذي استشهد برصاصات غادرة في الهجوم. شارك في تشييع جثمان الفقيد الذي وصل لقريته ملفوفاً بعلم مصر آلاف من أبناء قريته والقري المجاورة يتقدمهم اللواء يحيي برجل رئيس مركز ومدينة الحسينية نائبا عن المحافظ اللواء خالد سعيد وأسرة الفقيد وزملاؤه.. وردد المشيعون الهتافات "لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله والإرهاب عدو الله ونام ياشهيد وارتاح واحنا هنكمل الكفاح" وطالبوا بسرعة ضبط الجناه والثأر منهم وإعدامهم في ميادين عامة ليكونوا عبرة لغيرهم. وقد اتشحت القرية بالسواد وتوافد الآلاف من المواطنين لتقديم واجب العزاء لأسرة الفقيد وتخفيف أحزانهم. وأصيب والد الشهيد أحمد يوسف الشرقاوي 61 عاماً بذهول فور علمه بنبأ استشهاد ابنه واخذ يردد الآيات القرآنية ويقول: "إنا لله وإنا إليه راجعون" لقد احتسبته عند الله شهيدا". ثم ينخرط في البكاء ويقول ان ابني حاصل علي الثانوية الأزهرية منذ عامين ثم تقدم لتأدية واجبه الوطني في أول أكتوبر من العام الماضي وكان شجاعا وله 5 أشقاء نعيمة 28 عاما وعادل 26 عاما وايمان 25 عاما ومحمد 23 عاما وفتحية 18 عاما ثم التقط انفاسه قائلا: لقد اتصل بي هاتفيا يوم 18 أغسطس الحالي للاطمئنان علي الأسرة واطال في مكالمته علي غير العادة وكأنها كانت مكالمة الوداع. أما والدة الشهيد صفية محمد أبوزيد 54 عاما ربة منزل فقد اصيبت بانهيار عصبي فور علمها بنبأ استشهاد نجلها واخذت تردد العبارات التي أبكت الحضور وانخرطت في البكاء قائلة لقد قصموا ظهري واغتالوا زهرة شبابه دون ذنب اقترفه حسبي الله ونعم الوكيل وربنا ينتقم منهم ويحرق قلوبهم علي أعز ما لديهم كما حرقوا قلبي علي فلذة كبدي.. وتقول ان هؤلاء القتلة ليس لهم دين ولا ملة والله لو كفره لما يعملوا كدا في خير أجناد الأرض وطالبت بالثأر والقصاص لنجلها لتنطفئ النيران المشتعلة في صدرها. أما اشقاء الشهيد فقد أكدوا بأن كان طيب القلب والبسمة لم تكن تفارق وجهه وكان حريصا علي أداء الصلوات في مواعيدها وكان بارا بأسرته ولم يخش شيئا غير الله وكان دائما يقول لنا: "الاعمار بيد الله".. وأكدوا انه كان يشعر بأن مكروها سوف يلحق به حيث حرص علي وداعنا جميعا في اجازاته الأخيرة وأوصانا برعاية والدينا بصورة غير طبيعية. أما زملاء الشهيد فقد أكدوا ان هذا الحادث الارهابي لن ينال من عزيمتهم بل يزيدهم اصرارا وقوة علي مواجهة الارهاب واقتلاعه من جذوره والقصاص لشهداء الوطن.