شيع الآلاف من أهالي قرية "الغزالي" بمركز فاقوس بمحافظة الشرقية في موكب جنائزي شعبي مهيب ابنا من اعز أبناءهم وهو المجند عبد القادر رضا إبراهيم 22 عاما إلى مثواه الأخير. استشهد عبد القادر إثر إصابته برصاصة غادرة أطلقها عليه أحد الإرهابيين أثناء تأديته لواجبه الوطني في تأمين كمين المهدية بمنطقة رفح بشمال سيناء . تقدم المشيعون رئيس مركز ومدينة فاقوس السباعي عبد الرحمن ، نائبا عن محافظ الشرقية اللواء خالد سعيد ، وعدد كبير من القيادات الأمنية والتنفيذية والشعبية وزملاء الشهيد . ردد المشيعون الهتافات المنددة بالإرهاب والمطالبة بالاستمرار في القصاص من الجناة وإعدامهم في ميادين عامة ليكونوا عبرة لغيرهم منها " لا اله إلا الله الشهيد حبيب الله والإرهاب عدو الله ونام يا شهيد وارتاح وإحنا هنكمل الكفاح " كما ردد المشيعون الهتافات المؤيدة للجيش والشرطة التي تؤكد أنهم يدا واحدة .. اتشحت قرية الشهيد بالسواد وتعالت صرخات النسوة حزنا على فراق الشهيد ، وتوافد الآلاف من المواطنين على منزل أسرته لتقديم واجب العزاء في مصابهم الأليم وتخفيف أحزانهم .. وطالبوا بإطلاق اسمه على إحدى مدارس قريته تخليدا لذكراه .. كان الشهيد قد وصل لقريته داخل سيارة ملفوفا بعلم مصر وبرفقته عدد كبير من أفراد وقيادات القوات المسلحة ، حيث تم تأدية صلاة الجنازة علية بمسجد الغزالي بقريته وتشييعه لمثواه الأخير بمقابر أسرته . أصيب والد الشهيد رضا إبراهيم محمد 45 عاما شيخ إداري قرية الغزالي بذهول فور علمه بنبأ استشهاد نجله ، وأخذ يردد الآيات القرآنية ويقول "إنا لله وإنا إليه راجعون لقد احتسبته عند الله شهيدا " ثم ينخرط في البكاء ، ويقول ابني حاصل على بكالوريوس تجارة العام الماضي وعندما تم تكليفه بالخدمة العسكرية منذ شهر في شمال سيناء كان سعيدا ولم يبد أي مشاعر للخوف في أي لحظة وكان يتمنى أن ينال الشهادة وقد منحها له الله .. أما والدة الشهيد أميمة إبراهيم علي غبن 40 عاما ربة منزل فقد أصيبت بانهيار عصبي فور علمها بنبأ استشهاد نجلها الأكبر وأخذت تردد العبارات التي أبكت الحضور وانخرطت في البكاء قائلة لقد قصموا ظهري واغتالوا سندي في الحياة دون ذنب اقترفه حسبي الله ونعم الوكيل وربنا ينتقم منهم ويحرق قلوبهم على اعز ما لديهم كما حرقوا قلبي على فلذة كبدي ..وقالت :الشهيد أول فرحتي وله 4 أشقاء 3 بنات وولد وكان شجاعا ولم يخش غير الله .. أما أشقاء الشهيد ال 4 أشقاء راندا 19 عاما ، اعتماد 18 عاما بالصف الثالث الثانوي ، ومحمد 14 عاما بالفرقة الأولى الإعدادي ، وحنين بالابتدائي فقد أكدوا بأن الشهيد كان طيب القلب والبسمة لم تكن تفارق وجهة وكان حريصا على أداء الصلوات في مواعيدها وكان بارا بأسرته ولم يخش شيئا غير الله وكان دائما يقول لنا الأعمار بيد الله ..وأكدوا أن هؤلاء الجناة ليس لهم دين ولا ملة ولا يعرفون شيئا عن الإسلام. وأكد زملاء الشهيد أن هذا الحادث الإرهابي لن ينال من عزيمتهم بل يزيدهم إصرارا وقوة على مواجهة الإرهاب واقتلاعه من جذوره والقصاص لشهداء الوطن .