* الأهلي والزمالك.. كلاكيت محفوظ ويتكرر في نهاية كل موسم.. إلا في حالات الاستثناء التي يخرج فيها أحدهما من الدور قبل النهائي فيترك الفرصة لغريمه للانفراد والفوز باللقب.. إلا نادرا!! الأهلي والزمالك.. لقاء محفوف بالمخاطر لأسباب كثيرة.. ربما لأن موقف كليهما شائك والفوز فقط هو الذي سيحسن المنظر.. فالزمالك خسر لقب الدوري وليس أمامه إلا الفوز بلقب الكأس والاحتفاظ به ليقف من جديد ندا لند مع الأهلي.. بطولة أمام بطولة!! والزمالك يسعي للفوز ليثبت مرتضي منصور ان اختياره للمدرب مؤمن سليمان والإطاحة بمحمد حلمي كان قراراً صائباً ورغم ذلك وحتي لو حقق الزمالك اللقب.. فالمدرب الأجنبي قادم لا محالة!! والأهلي ليس أمامه ما يقف به أمام ندية الزمالك إلا الفوز بالكأس ليجمع بين الحسنيين بعد ضياعهما في الموسم الماضي.. وليس أمام الأهلي إلا الفوز ليضمن المدرب مارتن يول الاستمرار في القافلة الحمراء بعد اهتزاز الفريق أفريقياً والعروض الضعيفة في الدوري وسط إدارته للفريق في مباريات كثيرة باستثناء آخر مباراة أمام إنبي التي استفاق فيها وفكر بطريقة جيدة وغير في اسلوب الأداء خلال الشوطين وحول الهزيمة إلي فوز بشق الأنفس وفي الرمق الأخير. الكبير والنص نص * باختصار شديد لقاء نهائي الكأس هو لقاء الكبير والنص نص!! لكن كيف؟!! الأهلي فاز واستعاد لقب الدوري من الزمالك.. ويهمه الفوز بالكأس ليجمع البطولتين ويقول للزمالك أنا الكبير وانتزعت منك اللقب..!! والزمالك يسعي للفوز بالكأس لتقسيم الكعكة مع الأهلي بطريقة النص.. نص.. أي أن لكل فريق بطولة ومفيش حد أحسن من حد.. علي اعتبار ان الموسم الكروي دوري وكأس!! وصحيح شتان الفارق بين الدوري بطولة النفس الطويل والكأس وهي بطولة اخطف واجري.. لكن في النهاية كلاهما لقب تحتفل به الجماهير وتسعد به!! وخطورة مباراة نهائي الكأس انها بطولة في حد ذاتها.. نتيجتها الوحيدة هي إما الفائز أو المهزوم.. لأنها حاسمة والهدف فيها ببطولة ولقب.. والخطأ فيها أيضاً ببطولة ولقب.. يعني مفيش وسط!! صعوبة اللقاء * تكمن خطورة وصعوبة اللقاء غداً في نقاط عديدة قد تكون خفية بعض الشيء.. لكنها حاسمة في تحديد الفائز ودحر المهزوم. بالنسبة للمدربين ليس أمام مارتن إلا الفوز ليقطع ألسنة كل من هاجمه من قبل بعد تدهور الأداء في مباريات كثيرة وخسارة الفريق مرارا وتكرارا وهذا ما لم يكن يحدث للأهلي في عهود سابقة علاوة علي ان الفوز باللقب دفعة معنوية للاعبين في الصراع الافريقي الذي يحتاج فيه الأهلي للفوز في المباراتين القادمتين أمام زيسكو الزامبي وأسيك أبيدجان. علي الجانب الآخر تكمن الخطورة في ان المدرب مؤمن سليمان يشعر انه مدرب ترانزيت وانه راحل لا محالة بعد كثرة ما يصدر من بيانات زملكاوية بالتعاقد مع خبير أجنبي.. لذلك يسعي مؤمن للفوز ولا غيره بعد أن ذاق حلاوته بالأهداف الأربعة في مرمي الاسماعيلي.. ويسعي مؤمن للفوز رغم معرفته وثقته في الرحيل حتي يسجل في ورقة تعريفه انه فاز بالكأس كمدير فني للزمالك الكبير جداً جداً.. وأعتقد ان مؤمن يملك مقومات رائعة فنياً وتنظيمياً ويثق في نفسه جداً وأظنه سيقود الفريق بثقة كاملة في لاعبيه لأنه لن يخسر شيئاً مادام هو راحل لا محالة.. أي انه سيلعب بطريقة المثل الشعبي "صابت.. يا اثنين عور"!! فلابد من المجازفة للفوز وتحقيق اللقب بلا خوف من الرحيل. لذلك ستكون المباراة حسب رؤيتي رائعة فنياً ومن سيميل للدفاع لأطول فترة ممكنة فهو الخاسر لا محالة.. ومن سينتظر اللجوء لضربات الترجيح.. خاسر لا محالة ومن سيلعب بطريقة قلب الأسد لتحقيق الفوز سيناله!! شحن بطاريات الجدد!! * أهم لقطة في لقاء قمة الكأس هي مشاركة النجوم الجدد الذين ضمهم كل فريق.. لأن الصراع الأزلي بينهما لن ينتهي أبداً مادامت الكرة علي ظهر الأرض وقد شاهدنا هذا الصراع محتدماً في المضاربة علي أسعار اللاعبين الجدد بطريقة "فيها يا اخفيها".. والمقصود إما أن أنال ثقة اللاعب وأضمه لفريقي أو أن أرفع سعره علي الفريق الآخر!! وهذا ما حدث في صفقات كثيرة هذا الموسم الذي شاهدنا فيه أسعارا خيالية بعد تدخل الزمالك في صفقات الأهلي وتقديم عروض أعلي فيضطر البائع لقبولها مثلما حدث مع الاسماعيلي بالذات وبالتالي يشرب الأهلي المقلب ويصبح أمام أحد أمرين.. إما الموافقة علي الشراء بالسعر العالي وإما ضياع الصفقة!! ونتيجة للصراع الأزلي يضطر الناديان للدخول في حرب باردة شديدة والضرب من تحت الحزام لخطف اللاعبين البارزين في الأندية الأخري أو تركهم بعد رفع أسعارهم علي الفريق الآخر.. وبالتالي ارتفعت الأسعار.. وزاد عدد المنتقلين وكأن كل فريق منهما يريد تغيير جلد فريقه بالكامل.. فمتي وكيف سيشرك كل جهاز فني هذا العدد الكبير.. وكم لاعب سيتركهم كل فريق وكم هي الخسائر المادية للنادي في موسم الانتقالات!! ابحثوا عن الحرب الباردة وفكروا فيها لأن خسائر الأهلي والزمالك في موسم الانتقالات تفوق المائتي مليون جنيه ما بين شراء جديد أو التخلص من النفايات التي سبق ودفعوا فيها عشرات الملايين في مواسم سابقة!! * المهم ان مشاركة اللاعبين الجدد في هذا اللقاء سلاح فيه سم قاتل.. لأن اللاعب الجديد الذي اشتراه النادي بعد حرب شرسة منذ أيام ومشاركته في لقاء بطولة جماهيرية.. إما أن يرفع اللاعب إذا أجاد وسجل وإما أن ينهي مشواره من قبل أن يبدأ وإما أن يصبح فألاً حسناً للجماهير.. وإما أن يصبح نحساً علي الفريق.. والأسماء كثيرة في الفريقين. فهل سنشاهد استانلي وإسلام جمال وابراهيم صلاح وعلي فتحي في تشكيل الزمالك ويا ويل من يخطيء ويا سعادة من يتألق ويحجز لنفسه مكاناً في التشكيل لمدة موسم كامل. وهل سنشاهد علي معلول ومروان محسن والشناوي وكريم ومحمد حمدي مع الأهلي؟! ويا سعده من يسجل أو يجيد منهم ويا خراب بيته من يخطيء!! أتوقف فقط أمام رؤية كل مدير فني لقيادة فريقه واختياره للتشكيل وأثر نتيجة اللقاء القادم علي باقي اللاعبين وخروج بعضهم من القائمة الجديدة بعد أن كان سيلعب بشكل شبه أساسي هذا الموسم. صدقوني لقاء نهائي الكأس سيكون نقطة انطلاق لبعض الأسماء الجديدة وسيكون أيضاً نهاية مبكرة لبعضهم.. تماماً مثلما سيكون نقطة في آخر السطر لمدرب مثل مؤمن سليمان حتي ولو فاز باللقب.. ليلحق بمحمد حلمي ومن سبقوه لأن المدرب الأجنبي ينتظر علي الخط خارج الملعب.. حتي الأهلي لو خسر الكأس ستزداد صورة يول اهتزازاً لكنه سيستمر حتي انتهاء البطولة الافريقية!! وهذا هو الفارق الوحيد!!