سنوات عجاف عاشها فريق الزمالك منذ 2004 حين صعد لمصنة التتويج بدرع الدوري العام، احتدمت الأزمات بالنادي واختفت البطولات وتدهور مستوى الفريق الأول، حتى عاد بشكل جديد خلال الموسم الحالي متصدرًا جدول الترتيب العام قبل نهاية المسابقة بثلاث جولات فقط، وتتبقى له نقطة واحدة تفصله عن "العودة للتاريخ" من جديد، آملا أن تكون من غريمه الآزلي فريق الأهلي. ويبقى لنجوم الزمالك ذكرياتهم عن آخر بطولة فاز بها الفريق موسم 2003 - 2004، خاصة عندما حسموا الفوز بالمسابقة بعد الفوز على الأهلي يوم القمة بثنائية مقابل هدف، أحرز للأبيض بشير التابعي وعبد الحليم علي، وسجل هدف الأهلي الوحيد محمد أبو تريكة. وعن لقاء القمة يسترجع "عندليب الزمالك" عبدالحليم علي، والذي حصل على لقب هداف الدوري برصيد 21 هدفًا، ذكرياته بقوله: "مباراة الأهلي موسم 2004 كانت قمة بغض النظر عن الدوري، فدوافع اللاعبين كانت الفوز على الأهلي كبطولة وحدها بعيدا عن الدوري". وبحسب عبدالحليم فإن المدير الفني للزمالك فينجادا، لم يرهق اللاعبين بدنيا أو ذهنيا وبالتالي خفف هذا من الضغط النفسي علينا كعادة المدربين الأجانب، لكنه طالبنا ب"الرجولة في الملعب"، ما ساعدنا على الحفاظ على هدوئنا وتوازننا، حتى سدد بشير التابعي تصويبة قوية سجل منها الهدف الأول في الربع ساعة الأولى من المباراة. وأضاف: "اتفقنا على تأكيد حسم الدرع في مباراة الأهلي وبذلك تصبح الفرحة فرحتين". ويرى عبدالحليم أن مباريات القمة "بطولة منفردة بذاتها" دون النظر للمسابقة التي تُجرى في إطارها، والجميع يريد الفوز بها، حيث تعطي دفعة معنوية كبيرة للفريق والجماهير. المكسب العادي وائل القباني، لاعب الزمالك السابق، أوضح أن هناك ظروف مختلفة بين مباراة 2004 ومباراة القمة هذا الموسم، فالفترة السابقة لعام 2004 كان الزمالك يسير بشكل جيد ويستطيع الفوز على الأهلي بسهولة وامتلك الزمالك جيل جيد للغاية، كان فيه "حازم إمام وبشير التابعي وحسام وإبراهيم حسن - وتامر عبدالحميد وطارق السيد وغيرهم)، كما أن الأبيض حصل على الدوري في الموسم الذي سبق ذلك وهزم أي فريق يواجهه دون متاعب، وخلال الموسم لم يتعرض الفريق للهزيمة قط، وفزنا على الأهلي لحسم الدرع و"المكسب عادي". في نظر القباني فإن الزمالك هذا الموسم يخرج من كبوة والجيل الحالي لم يحصل على درع دوري من قبل، ويلعب مباراة الأهلي للفوز ب"الحسنيين"، ويحتاج لكسر عقدتين (الدوري والفوز على الأهلي). "كانت تعليمات فينجادا بضرورة حسم الدوري لإسعاد الجماهير المتدفقة".. هذا ما يؤكده "ليبرو الزمالك"، ورغم أننا فزنا في جميع البطولات وكانت مباراة الأهلي والزمالك بطولة منفردة ولا ننظر على الدوري لكن الظروف هيّ التي حكمت بذلك أن ننظر لحسم الدوري هذه المرة. وشدد أن الرغبة في حسم الدوري كانت نابعة من داخل اللاعبين قبل أي شئ، ولم نحتاج لتدخلات من مجلس إدارة أو الجهاز الفني لإشعارنا بالمسئولية، فالملايين يشاهدون المباراة من كل أرجاء مصر والوطن العربي وكان ننظر إليهم فقط، وفرحتنا باللقب فاقت فرحة الفوز على الأهلي بكل تأكيد. الدوري بنسبة 95% وقال وليد صلاح عبداللطيف، مهاجم الزمالك السابق، إن النادي شكل مجموعة متميزة من اللاعبين عبر إضافة حسام وإبراهيم حسن وتامر عبدالحميد مع بداية عام 2001، وكنت أحد الذين انضموا في هذه الفترة، وشكلنا إضافة قوية للزمالك ومن خلال هذه المجموعة استطاع الفريق الفوز في جميع مباريات موسم 2003 -2004 دون خسارة واحدة، بخلاف المشاركة الفعالة والحصول على بطولات دوري أبطال أفريقيا وكأس مصر والبطولة العربية. "الزمالك حسم الدوري بنسبة 95% قبل مواجهة الأهلي. كنا نحتاج للفوز والتأكيد أن الزمالك المنافس الوحيد على البطولة".. هكذا كانت الأجواء قبل المباراة بحسب عبداللطيف. وأضاف: "مباريات الأهلي لها حسابات آخرى، وتكون أسهل مباريات لأن الفريقين يريدان اللعب بطريقة هجومية وهذا يخلق مساحات كبيرة في الثلث الأخير من الملعب بعكس أن تلعب أمام فريق يغلق جميع خطوطه، بجانب أن مباريات القمة لها متعة خاصة عند جميع اللاعبين، وتصنع النجومية وتقدم لاعبين جدد". وعن طقوس هذه المباراة أوضح مهاجم الزمالك أن "مباراة القمة لها مراسمها الخاصة، وكل لاعب له عادات مختلفة مثل قراءة قرأن أو الصلاة أو يتكلم مع والدته لكننا نتفق جميعا قبل المباراة بساعة بالتركيز في غرفة خلع الملابس والاستماع للمحاضرة الفنية والتجهيز للمباراة. إلا ماتش الأهلي والزمالك بطولة خاصة". وائل جمعة، مدافع الأهلي السابق هو الأكثر اللاعبين الذين اشتكى منهم وليد عبداللطيف: "دائما ما كان بيلعب عليّ مان. من المساكين الجيدين، واعترف أني من المهاجمين الذين أرهقهم، وحتى إن كنت احتياطيا وحدث بتديل ونزلت أرض الملعب كان يترك المهاجم الذي تولى حمايته وجاء ليلعب عليّ مان تو مان". فاتحة خير معتز إينو، ناشئ الزمالك الجديد في موسم 2004، والذي حلّ أساسيا في مباراة القمة أنذالك، لا ينكر شغفه بالمشاركة في هذه المباراة بأي قميص: "على المستوى الشخصي أرغب في لعبها سواء للأهلي أو الزمالك، فهيّ مباريات نجوم لها طابع خاص والعالم العربي يتابعها، ومن يسجل هدف يظل بذاكرة الجماهير". وعما يتذكره إينو من هذه المباراة أن : " الزمالك كان يسير بشكل جيد وفزنا في كل المباريات سواء في الداخل أو الخارج وكان تركيزنا على أساس المكسب. كنا فارقين عن الأهلي وكل التركيز للفوز للحفاظ على الفارق، وكان كعبنا عالي علي الأهلي خلال هذه الفترة". "الزمالك يسعى دائما للفوز على الأهلي. مباراة الأهلي مصيرية، وممكن يخسر الدوري بس يكسب الدوري".. هذا هو أوضحه إينو عن طبيعة المباراة حين كان في الزمالك قبل انتقاله للأهلي بعد ذلك. ويؤكد إينو أن هذه المباراة كانت "فاتحة خير" عليه، حيث توّج بأول بطولة مع الفريق الأول ثم وقع عقده الأول مع النادي بعد أن لعب بشكل حر طوال الموسم، وتم تثبيتي بالتشكيل الأساسي للفريق.
