** توقفت أمام أحد أخبار وزارة الزراعة.. تنظيم حملات مكثفة لمكافحة القوارض والفئران التي تتكاثر في الحقول.. في أعقاب جني المحصول.. وما قد تسببه من خراب يمتد إلي الزراعات وشواطيء الترع والمصارف ومنازل الفلاحين.. لتحقق كيف الالتهام الشره مما تستطيع الوصول إليه من كميات لا يجب الاستهانة بها.. وما يمكن أن تستكمله داخل منظومة تعاني الكثير من السلبيات والصعوبات.. وتعتبر منفذا لارتفاعات متواصلة في الأسعار. ** الخبر الذي سررت به يوضح الحملات مستمرة من جانب إدارة المكافحة.. بدأت عقب حصاد القمح وستتواصل عقب جني محاصيل القطر والأذرة والأرز وتلك التي تتنظرها القوارض والفئران بفارغ الصبر.. بمزيد من الشره وبالطبع الكثير من الصحة تساعدها علي الإسراع في التناسل وغزو كل ما هو يابس.. تفاعل معه قوارضها الحديدية بالخراب والتدمير.. المساحة التي غطتها الحملة وصلت ساعة كتابة المقال إلي 400 ألف فدان تقريباً.. مما يدل علي ان الزراعة استيقظت.. ولكن الحملة مازالت في بدايتها.. تحتاج إلي آليات وتجاوب من الجمعيات الزراعية وفروع بنك الائتمان بما يملك من شون ومخازن معرضة لخطر الهدر والالتهاب.. وكذلك المزارع الذي يهمه إنقاذ محصوله وتخفيض خسائره.. وكذلك المرشد الزراعي الذراع الأساسية في تقدير الكثيرين نحو رفع انتاجية المحاصيل ورعاية التقاوي المنتقاة. ** وهي بشكل عام تجعل الفلاح آمناً في حقله مع أولاده وصبيانه.. من خطر هجوم القوارض وأسراب الفئران الضخمة التي قد تهاجم وتلتهم رضيعاً تركته والدته في "خص" الحقل أو تحت ظل شجرة.. بينما تشارك زوجها أعمال الفلاحة ورعاية المحصول.. وهو ما يحدث بالفعل وقد يصل إلي صفحات الحوادث بالصحف.. ومن المفيد إذن ألا تقتصر هذه الحملات علي النواحي الكيماوية.. ويا ليت جهاز الزراعة ينظم واجب المكافحة في جماعات تطوعية من الشباب.. تستخدم الوسائل الآمنة والمضمونة لاصطياد هذه القوارض من المنبع.. ووضع حد لغزوات فئران الحقول البيض.. الذين قد يسلح البعض جلودهم ويتعامل معهم كالأرانب.. ومن الطبيعي أن يرتبط هذا النشاط المقترح بدعم الزراعة الحيوية أو النظيفة.. الخالية من المبيدات والاستفادة من تجارب الآخرين خاصة لنجاح المقاومة في المساحات الكبيرة.. بعيداً عن احتمالات الخطر للفلاح وأسرته والحيوانات التي تعمل في خدمة حقله.. علماً بأن لدينا بالفعل ثقافة في التعامل مع حشرات وفئران المنازل بدءاً بالصراصير والنمل.. تمارسها شركات عالمية.. تضمن لك نظافة المكان لفترة محدودة.. ويزداد زبائنها في المنازل القديمة والأبراج لأن القوارض إذا ما تسللت لمكان ما.. تكبر بسرعة علي ما تتناوله من أخشاب وحدايد وأسلاك وزجاج.. وليس بقايا الطعام أو فضلات القمامة. ويا ليت إدارة المكافحة بالزراعة تولي الانتباه إلي خسارة الفلاح والزراعة من جراء انقراض طيور الحقل مثل "أبو فصادة وأبو قردان والهدهد" الذين كانوا يسبحون خلف المسقي يلتقطون الديدان واليرقات.. ويحمون بائعي المحصول من كوارث نسمع عنها.. قد تغيب الحاصلات في مقتل.. أو تتسبب في عرض ما أثمر بأعلي الأسعار. ** وبما ان الحديث عن الزراعة وأحوالها لا تستطيع الصمت عما تشهده الآن من مطاردة تشريعية قانونية شعبية لمافيا توريد القمح المحلي بعد موسم طويل من الاهتمام العام.. أسفر رغم التنظيمات والاستجابات وخطوط الشكاوي الساخنة عن خسائر تقدر بحوالي 5 مليارات جنيه موزعة علي معظم محافظات القمح.. تكشف في تفاصيلها لجنة تقصي حقائق شكلها البرلمان وتتحدث عن وقائع للفساد.. تتلخص في توريدات لكميات علي الورق.. أو خلط للمستورد مع المحلي.. أو تخزين عشوائي خارج المواصفات.. يرجح أنه سينزل بمدينة القمح عن 22.5 قيراط.. مما يعني انه سيكون غير صالح للاستهلاك الآدمي بالتأكيد.. ونكون قد حصدنا الهشيم رغم الإعلان عن استلام وتوريد 5 ملايين طن من القمح المحلي بزيادة نصف مليون عن المستهدف والانتهاء في الموعد المحدد للموسم بدون رفض لأي كمية قدم بها الفلاح مع الاستجابة لطلبات فتح الشونة الترابية وصرف المستحقات فوراً. ** الآن لا مفر من مواصلة التعاقد علي شراء القمح المستورد.. وإرجاء حلم الاكتفاء الذاتي ولكن تداعيات فساد القمح تستحق من الآن تقييما شفافاً لموسم ابريل الماضي.. يتولاه مجلس النواب والحكومة والخبراء والتعاونيون.. يصل به إلي منظومة يجب تطبيقها الموسم الجديد.. تمتد لقاعدة واسعة تغطي الأراضي القديمة والجديدة.. يناقش الرأي العام ملاحظاتها.. يتبع سيرها أولاً بأول.. مع انتظار نرجو ألا يطول لتقرير معهد بحوث القمح.. كيف اختلط القمح المحلي بالمستورد رغم الاجراءات والاحتياطات.