التاريخ الإنساني عبارة عن سلسلة تجارب بشرية في محاولات للوصول إلي المجتمع المثالي الذي طالما تطلع إليه الفلاسفة والمفكرون وحلم به الإنسان في كل مكان. مجتمع الحرية والعدالة والمساواة ولكل تجربة انسانية سلبياتها وإيجابياتها. هزائمها وانتصاراتها. صعودها وهبوطها ولكنها في النهاية تكون حلقة في سلسلة طويلة ممتدة منذ آلاف السنين وتستمر إلي ما لا نهاية طالما ظل حلم البشرية قائماً للوصول إلي المجتمع المثالي. بهذا المعني يمكن النظر إلي جميع ثورات البشر منذ أعلن سبارتاكوس عصيانه علي مجتمع الرق والعبودية في الامبراطورية الرومانية مروراً بتجارب كثيرة مختلفة حتي نصل إلي العصر الحديث حيث الثورة الأمريكية والثورة الفرنسية وكلتاهما مرتا بمراحل قوة وضعف صعود وهبوط وربما ما نشهده من عودة العنصرية العرقية في الولاياتالمتحدة مؤشر لانتكاسة الثورة في أحد أهدافها. في ذات السياق يمكن النظر إلي ثورة يوليو 1952 المصرية التي تمر اليوم الذكري الرابعة والستون لاندلاعها كانقلاب عسكري في البداية يهدف إلي تطهير الجيش فقط من الفساد الذي عشش فيه وأضعفه ثم تطورت بمرور الزمن وخوض التجارب إلي ثورة علي القديم بما فيه من احتلال أجنبي وفساد وظلم اجتماعي وبعد كل هذه السنوات لا شك ان ما حدث يوم 23 يوليو أصبح تجربة محفورة في التاريخ المصري بإيجابياتها "العدالة الاجتماعية والتنمية المستقلة" وسلبياتها "حكم الفرد وغياب الديمقراطية" وبذلك لا يمكن الحديث عنها من وجه واحد كما يحلو للمؤيدين لها المتعصبين لكل ما أنجزته وكما يحلو أيضاً للكارهين المتعصبين لكل ما مر بها من سلبيات وإخفاقات. النظرة الموضوعية للحدث التاريخي تدعونا إلي ذكر الإيجابيات والسلبيات جنباً إلي جنب فكما ان الثورة الفرنسية "أم الثورات في العصر الحديث" مرت بفترات صعود وهبوط وشهدت مذابح وإعدامات كما شهدت عودة الديكتاتورية مرة أخري للحكم في فترة من فتراتها ورغم ذلك تبقي مبادئها "حرية مساواة اخاء" هي الهدف النهائي الذي تسعي إليه فرنسا فإن مبادئ 23 يوليو "القضاء علي الاقطاع والاستعمار وسيطرة رأس المال علي الحكم وإقامة حياة ديمقراطية سليمة وجيش وطني قوي وعدالة اجتماعية" هاديا للمصريين حتي تتحقق كلها وهو ما حاولوه في ثورتي يناير 2011 ويونيو 2013 حيث تجددت الأهداف فيهما في شعار "عيش. حرية. كرامة إنسانية. عدالة اجتماعية" ومازالوا علي الطريق إلي أن يتحقق كل ما ثاروا من أجله في ثوراتهم المتتالية. ليس معني ان أهداف 23 يوليو المعلنة لم تتحقق كاملة حتي الآن أن نحكم عليها بالفشل بل علينا أن ننظر إليها باعتبارها حلقة من حلقات التاريخ المصري أدت إلي تقدم المجتمع خطوة ولو صغيرة جداً إلي الأمام وواجبنا أن ندرس أسباب الإخفاق لكي نتجنبها في التجارب التالية وهكذا بالخبرة والتعلم من الأخطاء تتقدم الشعوب. لقطة "1": "50% من المصريين ليس لديهم صرف صحي" تصريح لرئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي. ربما يدفع المسئولين إلي تغيير أولويات الانفاق في ميزانية الدولة لصالح الاحتياجات الأساسية للمواطنين في القري خصوصاً "صرف صحي مدارس مستشفيات". لقطة "2": عمرو الشوبكي في مجلس النواب. تحية للقضاء المصري.