قد لا يعرف البعض أن هناك فيلما مصريا كان يتناول نفس موضوع هذا الفيلم بالتحديد. وعلي ما أتذكر كان اسمه "لو افترقنا". ولا أعرف مصيره حتي الآن. ولكنني عاصرت أيام تصويره الأولي.. هذا طبعا فضلا عن وجود فيلم أمريكي شهير بعنوان "Stuck on you" أو "الممسك بك" أو "الملتصق" بطولة: مات ديمون وجريج كينير وإخراج: بوبي فاريللي وعرض عام 2003. وتناول بالطبع موضوع الالتصاق الذي يحدث بين التوأم. والذي تنجبه الأم بسبب خطأ في تناول دواء ما. أو حتي بسبب زواج الأقارب. وهو ما تحاول أجهزة السونار الحديثة الكشف عنه مبكرا. ومن قبل الإنجاب حتي. لتفادي هذه المخاطر علي قدر المستطاع.. ومع كل هذا نجد كتابنا الأفاضل "وهم فنانون أيضا!". لا يتورعون أن يضعوا كلمة "تأليف" علي هذه الأعمال المسروقة شكلا وموضوعا. والمنقولة بجرأة منقطعة النظير.. وببجاحة يحسدون عليها!. إلا إذا اعتبروا وضع المساخر والإفيهات المحلية الفجة في بعض المشاهد. هي منتهي "العبقرية" منهم. حتي ولو كانت بها الكثير من السفالة أو الانحطاط..!! تنين أبوراسين! وفيلم "حسن وبقلظ" من إخراج وائل إحسان. وهو مخرج يمتاز بحسه الكوميدي العالي. وكان سببا في شهرة العديد من نجوم الكوميديا عندنا. خاصة من جيل الوسط. جيل محمد هنيدي ورفاقه.. وذلك لتمكنه من إخراج المشهد الكوميدي بصورة سليمة وصحيحة. وتوليد منه أكبر قدر من الضحك اللطيف المحبب لكل أفراد الأسرة. لا الضحك الخشن أو الجارح الذي يأنف ويقرف منه الجميع.. وهذه كانت إحدي أههم مميزات هذا المخرج.. ولا أعرف لماذا تنازل عن ميزته الكبري هذه في هذا الفيلم؟! إن إيقاع النصف الأول من الفيلم. بل المشاهد الأولي فيه سريعة ومقنعة. حينما نري أباً يسرع لزوجته التي تلد في المستشفي. ولكنه يضحي بالأم من أجل توأم وجده ملتصقا. بل وأطلق عليه بمنتهي الصفاقة "التنين أبوراسين"!! ثم فجأة ومن دون مبرر ندخل إلي منطقة الفانتازيا. التي لا تحلق عاليا لكي تمتع المشاهد. أو تسقط أحداثه علي الواقع لنقده وتشريحه.. وإنما نري خيالا عقيما مزيفا. لأنه يحكي بواقعية "تخاصم الواقع" رحلة هذا التوأم الملتصق بعدما كبروا "علي ربيع وكريم فهمي". ليصدمنا منذ البداية بعدم تشابهما علي الإطلاق. مع محاولات سخيفة لإقناعنا بأنهما واحد. حتي في المشاعر والأحاسيس.. كيف؟ لا أعلم؟!.. لدرجة أنهما يمتحنان. وعندما يغشان يطرد المراقب واحد فقط. لنري الثاني يؤدي الامتحان ولصيقة خارج اللجنة!! حتي يصل السخف مداه في اللحظات الخصوصية بدخولهما الحمام. بل وحتي في اصطياد عاهرة لممارسة الجنس معها وهما ملتصقان!! وهي "سخافات" أو "اسكتشات" في غاية السخف والضحالة والابتذال. وكنت أربأ بمخرج تقني محترف أن يقع في هذا الفارص أو الهلس المبالغ فيه إلي درجة الهطل.. حتي ولو كان مؤلف العمل المسروق أو المقتبس هو نفسه أحد أبطال الفيلم. وهي آفة وضحت مساوئها بدرجة تحاكي فيها سينما المقاولات القديمة. بل وأسوأ منها أيضا. لأنها لا تنتمي لأي شخصيات من لحم ودم. ولا حتي كارتونية.. بل هي هلامية أو شيطانية..!! فمثلا كله كوم. وحكاية أن يلتحق أحدهما بالجيش أولا. ثم بالشرطة. ويصبح ضابطا وهو ملتصق بتوأمه هذا كوم تاني.. وطبعا جاء كل هذا الضعف الدرامي لمجرد أن البطل يريد أن يُحضر الرخصة التي يتم سحبها كل فترة من حبيبته "يسرا اللوزي". والتي لا أعلم كيف تضع نفسها في هذه الصورة المزرية. باشتراكها في هذا العبث المثير للشفقة..!! سيرك المقاولات! أما النصف الثاني من الفيلم. والذي أراد صناعه أن يقووا العنصر الدرامي قليلا. خاصة بعدما تم فصل التوأمين. وتلك المبالغة في أن الأحاسيس تبادلت بينهما في خصام فاحش للعلم والعلماء.. بحيث حين يُضرب أحدهما. نجد الثاني يتأثر ويتألم..! ومع ذلك نجد الدراما التي أرادوا أن ينشطوها. تسقط في ضعف آخر. حينما يروون لنا حدوتة ساذجة عن رجل الأعمال "أحمد فؤاد سليم" قريب البطلة المهووس بها برغم أنها مثل ابنته. بل ويحاول الاعتداء عليها لصناعة "هيرو" كاذب من البطل المنقذ. وكذا ظهور شقيقها صاحب الشخصية المهزوزة "مصطفي خاطر" أو الطبيب "بيومي فؤاد". وكلهم كما نري ممثلون من شلتهم. التي من الواضح أنهم يضعون الشخصيات أو يكتبونها مجاملة لهم.. لتصل الذروة بظهور الثلاثي "سمير وشهير وبهير". والذي به بالطبع أحمد فهمي شقيق بطل الفيلم ومؤلفه. لنصبح حقيقة لا مجازا. في سيرك من المقاولات التي لا تتوقف أبدا..!! بالتأكيد الفيلم ينتمي لأفلام التسلية الرابحة. وبه الكثير من الضحك. حتي ولو زاد بالاستظراف وبالشتايم. وهو شيء ممجوج ويحتاج إلي حل مع هذا الجيل. الذي لا يريد أن يتعلم أبدا ممن سبقوه.. بما في ذلك طبعا الإساءة السخيفة لجهاز الشرطة. قال يعني هي ناقصة!! وقد حاول البطلان إثبات قدراتهما علي قدر رسم الشخصيات الضعيف والمتهافت.. وعلي كل منهما أن يعود إلي مكانته السابقة التي أراها الأفضل من هذه البطولات المطلقة المصطنعة.. يعود "فهمي" للأدوار الرومانسية التي يجيدها. ويعود "ربيع" للبطولة الجماعية الكوميدية التي يبرز فيها وينجح.. كما كانت المعاني الإنسانية الجميلة في التأكيد علي المحبة والأخوة والصداقة والإخلاص هي أهم ما في هذا الفيلم.. برغم الاقتباس أو الاختلاس..!!