بالرغم من الدور الرئيسي الذي لعبه الفيس بوك في اشعال ثورة 25 يناير ضد النظام وجمع المتظاهرين حول مطالب شعبية موحدة الا انه أصبح ملعبا مفتوحا لاثارة البلبلة والفتنة بنشر الشائعات والاخبار المغلوطة التي تعد من اخطر الاسلحة التي تضرب المجتمعات في قيمها ورموزها وتحرض علي العنف وخاصة بعد ثورة 30 يونيو كما أنها اصبحت وسيلة سريعة لتناول الشائعات التي تستخدمها الدول كسلاح فعال في الحروب المعنوية والنفسية التي تسبق تحرك الآلة العسكرية ولا يتوقف خطرها عند هذا الحد بل تأثيرها الاخطر اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا. أكد اللواء نبيل لوقا الخبير الأمني ان السيطرة علي صفحات التواصل الاجتماعي في الوقت الحالي غير ممكنة بل مستحيلة ليس في مصر فحسب ولكن علي مستوي العالم فيمكن لأي فرد ان ينشر أي معلومة أو بيان غير دقيق لا يعتمد علي مصادر موثوقة علي المواقع الالكترونية ويتداولها الاشخاص علي صفحاتهم بالفيس بوك وتصبح شائعة تضر بأمن الوطن. ويضيف يجب ان يتم تشريع قانون يجرم أي خبر ومعلومة أو بيانات مرسلة تنشر علي الانترنت ولا يكون لها أساس من الصحة علي أرض الواقع أو مدعومة بالمستندات لعدم اثارة البلبلة والحد من خطورة نشر الشائعات علي الفيس لتجنب حدوث انشقاق في الصف فلابد من تطبيق قانون لينظم نشر المعلومات وتنظيم هذا الحق للتعبير عن الرأي. يشير لوقا إلي أن المرحلة التي تمر بها البلاد الآن تحتاج لعاملين أساسيين هما جهاز شرطي له حق الضبطية القضائية لمراجعة الفيس بوك في تجاوزاته بأفراد مدربين في كيفية التعامل مع شبكة التواصل والثاني هو القوانين التشريعية. يضيف اللواء سامح أبوهشيمة الخبير العسكري وأستاذ الدراسات الاستراتيجية بأكاديمية ناصر العسكرية ان صفحات التواصل الاجتماعي علي شبكة الانترنت اصبحت وسيلة من وسائل حرب المعلومات الموجهه من أجل التأثير علي المواطن وتأثيرها اقوي من السلاح في الحرب حيث انها حرب خفية تعتمد علي ضرب الروح المعنوية واهتزاز الثقة في المؤسسات وتأجيج الأزمات داخل الدولة مثل الشائعات والمعلومات المغلوطة التي تطلق علي صفحات التواصل الاجتماعي لتشويه صورة الدولة والوقيعة بين الشعب والمؤسسات الحكومية. ويري أبوهشيمة وجوب وضع خطط لمواجهة الصفحات التي تعمل علي ضرب الأمن القومي وتكدير السلم الاجتماعي وزعزعة الاستقرار الداخلي من خلال خطة منظمة وموثقة بالإجراءات المرنة حتي يكون لها قوة التأثير في الحد من أي شائعة قبل انتشارها ونحن لدينا الامكانيات التي تؤهلنا لذلك من كوادر مؤهلة وأجهزة حديثة تساعد علي جمع المعلومات حول تلك الصفحات وتتبعها ومعرفة القائمين عليها والتصدي لها. يؤكد الدكتور صفوت العالم استاذ الاجتماع السياسي بكلية الاعلام جامعة القاهرة ان مواقع التواصل الاجتماعي محتواها ومضمونها عادة غير حقيقية أو دقيقة وما ينشر علي الانترنت يعتمد علي مصدر واحد لنقل المعلومة وقد تكون خطأ له هدف أو مصلحة وتكون البيانات والمعلومات بها جزء بسيط من الحقيقة والباقي مختلق لاثارة البلبلة ونشر الفزع وصنع الأزمات بين المواطنين خاصة في الأوقات التي نعيشها وعدم الاستقرار السياسي وانقسام المجتمع فأصبحت هذه المواقع مصدر استقراء العديد من المعلومات والشائعات المغلوطة والمختلفة التي يتم توظيفها لأغراض تضر بشخص أو مؤسسة حكومية عن طريق نشر اخبار لا تمت لها بصلة يتداولها الشباب علي تلك المواقع لتشر في جسد المجتمع كالجراد وقد تؤثر هذه الشائعات علي صفو العلاقات بين دولتين عن طريق نشر تلك السموم فيجب تقنين النشر في هذه المواقع وخضوعها للمراقبة من قبل الجهات الأمنية وغلق الصفحات المشبوهة. ويري الدكتور أحمد يحيي استاذ علم الاجتماع ان شبكة التواصل الاجتماعي تلعب دورا بارزا في نقل المعلومات وفي تكوين رأي وقرار أي شخص فهو عالم افتراضي يمكن من خلاله بناء شخصية فرد أو جماعة تؤثر في تشكيل الوعي الفكري والثقافي وتكون مصدرا لفكر معين أو شائعات بالاضافة لتبني افكار محددة أو مهاجمة معينة تمثل خطورة حقيقية إذا أسيء استخدامه وإذا لم نحرص علي تنقية ما فيه من خلال الوعي مما يكتب وفهم ما وراء الخبر قبل تداوله علي الصفحات الخاصة مشيرا إلي أن بعض المنظمات استطاعت اختراق هذه الشبكة لأغراض سياسية واجتماعية وصحفية تمثل خطورة حقيقية علي المجتمع المصري خاصة فيما يتصل بالحوارات السياسية الموجودة الآن علي الساحة الاجتماعية مؤكدا ان هذه المواقع لها جانب ايجابي لا نستطيع انكاره مثل كشف خطايا الأنظمة الفاسدة وخاصة ما يعرف بحزب الكنبة والذي يعتبر ان الفيس بوك هو وسيلته الأساسية للتعبير عن الآراء ومن هنا نجد ان الشبكة تلعب دورا مهما وخطيرا في حياة المجتمع واخطر ما فيها هو غياب الوعي وليس كل ما ينشر فيها حقيقي.