نائب محافظ الجيزة يزور مطرانية الأقباط الأرثوذكس بطموه للتهنئة بعيد القيامة المجيد    شاهد| قوات الاحتلال تطلق النار على شخصين حاولا الخروج من ركام منزل مدمر في طولكرم    الإصابة تبعد لاعب بايرن ميونخ عن مباراة ريال مدريد في إياب الأبطال    بالصور.. محافظ الشرقية من مطرانية فاقوس: مصر منارة للإخاء والمحبة    محافظة الجيزة : دعم قطاع هضبة الأهرام بمنظومة طلمبات لتحسين ضخ المياه    25 مليون طن، زيادة إنتاج الخضراوات في مصر خلال 2023    خبير اقتصادي: الدولة تستهدف التحول إلى اللامركزية بضخ استثمارات في مختلف المحافظات    الإجازات الرسمية في شهر مايو 2024.. وقائمة العطلات الرسمية لعام 2024    بالصور.. محافظ الوادي الجديد يزور كنيسة السيدة العذراء بالخارجة    إصابة 9 أشخاص خلال مشاجرة بالأسلحة النارية بمدينة إدفو    السعودية تصدر بيان هام بشأن تصاريح موسم الحج للمقيمين    لأول مرة، باليه أوبرا القاهرة يعرض "الجمال النائم"    خاص| زاهي حواس يكشف تفاصيل جديدة عن مشروع تبليط هرم منكاورع    وكيل صحة الشرقية يتفقد طب الأسرة بالروضة في الصالحية الجديدة    استشاري تغذية يقدم نصائح مهمة ل أكل الفسيخ والرنجة في شم النسيم (فيديو)    التعادل السلبي يحسم السوط الأول بين الخليج والطائي بالدوري السعودي    أمريكا والسفاح !    السفير الفلسطيني بتونس: دولتنا عنوان الحق والصمود في العالم    قرار عاجل بشأن المتهم بإنهاء حياة عامل دليفري المطرية |تفاصيل    السجن 10 سنوات ل 3 متهمين بالخطف والسرقة بالإكراه    غرق شاب في قرية سياحية بالساحل الشمالي    5 خطوات لاستخراج شهادة الميلاد إلكترونيا    "حريات الصحفيين" تثمّن تكريم "اليونسكو" للزملاء الفلسطينيين.. وتدين انحياز تصنيف "مراسلون بلا حدود" للكيان الصهيوني    شروط التقديم على شقق الإسكان الاجتماعي 2024.. والأوراق المطلوبة    صالون الأوبرا الثقافي يحتفل بيوم حرية الصحافة بمشاركة النقيب    رمضان عبد المعز يطالب بفرض وثيقة التأمين على الطلاق لحماية الأسرة المصرية    وزير الشباب يفتتح الملعب القانوني بنادي الرياضات البحرية في شرم الشيخ ..صور    رسميا .. مصر تشارك بأكبر بعثة في تاريخها بأولمبياد باريس 2024    بعد القضاء على البلهارسيا وفيروس سي.. مستشار الرئيس للصحة يزف بشرى للمصريين (فيديو)    دعاء تعطيل العنوسة للعزباء.. كلمات للخروج من المحن    إصابة 8 في انقلاب ميكروباص على صحراوي البحيرة    ميرال أشرف: الفوز ببطولة كأس مصر يعبر عن شخصية الأهلي    مفاجأة- علي جمعة: عبارة "لا حياء في الدين" خاطئة.. وهذا هو الصواب    لاعب تونسي سابق: إمام عاشور نقطة قوة الأهلي.. وعلى الترجي استغلال بطء محمد هاني    محمد يوسف ل«المصري اليوم» عن تقصير خالد بيبو: انظروا إلى كلوب    استعدادًا لفصل الصيف.. محافظ أسوان يوجه بالقضاء على ضعف وانقطاع المياه    استقبال 180 شكوى خلال شهر أبريل وحل 154 منها بنسبة 99.76% بالقليوبية    تشييع جنازة الإذاعي أحمد أبو السعود من مسجد السيدة نفيسة| صور    «الصحة» تعلن أماكن تواجد القوافل الطبية بالكنائس خلال احتفالات عيد القيامة بالمحافظات    بعد رحيله عن دورتموند، الوجهة المقبلة ل ماركو رويس    ما حكم أكل الفسيخ وتلوين البيض في يوم شم النسيم؟.. تعرف على رد الإفتاء    خريطة القوافل العلاجية التابعة لحياة كريمة خلال مايو الجارى بالبحر الأحمر    رويترز: قطر قد تغلق مكتب حماس كجزء من مراجعة وساطتها بالحرب    الانتهاء من 45 مشروعًا فى قرى وادى الصعايدة بأسوان ضمن "حياة كريمة"    الخارجية الروسية: تدريبات حلف الناتو تشير إلى استعداده ل "صراع محتمل" مع روسيا    ماريان جرجس تكتب: بين العيد والحدود    إيقاف حركة القطارات بين محطتى الحمام والعُميد بخط القباري مرسى مطروح مؤقتا    القوات المسلحة تهنئ الإخوة المسيحيين بمناسبة عيد القيامة المجيد    توريد 398618 طن قمح للصوامع والشون بالشرقية    المبادرة الوطنية لتطوير الصناعة "ابدأ" .. الليلة مع أسامة كمال في مساء dmc    أوكرانيا: ارتفاع قتلى الجيش الروسي إلى 473 ألفا و400 جندي منذ بدء العملية العسكرية    أبرزها متابعة استعدادات موسم الحج، حصاد وزارة السياحة والآثار خلال أسبوع    مستشار الرئيس للصحة: مصر في الطريق للقضاء على مسببات الإصابة بسرطان الكبد    مي سليم تروج لفيلمها الجديد «بنقدر ظروفك» مع أحمد الفيشاوي    هل بها شبهة ربا؟.. الإفتاء توضح حكم شراء سيارة بالتقسيط من البنك    برج «الحوت» تتضاعف حظوظه.. بشارات ل 5 أبراج فلكية اليوم السبت 4 مايو 2024    المطرب هيثم نبيل يكشف كواليس فيلم عيسى    هبة عبدالحفيظ تكتب: واقعة الدكتور حسام موافي.. هل "الجنيه غلب الكارنيه"؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العالم السرى ل «فيس بوك»
نشر في أكتوبر يوم 29 - 09 - 2013

لم يعد «فيس بوك» مجرد وسيلة للتعارف أو الدردشة بين شعوب العالم بل صار له دورا مؤثرا فى الحراك السياسى للشعوب مثلما حدث فى مصر فى ثورة 25يناير، إلا أنه على الرغم من الاستخدامات الإيجابية والمهمة ل «فيس بوك» والذى لم يعد بمقدور الكثيرين الاستغناء عنه فى حياتهم اليومية إلا أن كثيرين أساءوا استخدامه خصوصاً فى الشأن السياسى عن طريق الحروب النفسية لتدمير منافس أو عدو بالشائعات، إضافة لانتهاك الخصوصيات عن طريق اختراق الحسابات الشخصية، فضلاً عن انتشار جرائم بيع الأسلحة والدعارة والنصب والاحتيال ما بين فوائد استخدام «فيس بوك» ومخاطره تفتح «أكتوبر» هذا الملف الشائك. فى البداية يرى الدكتور إكرام بدر الدين أستاذ العلوم السياسية أن الديمقراطية الرقمية فرضت نفسها على الساحات السياسية فى العالم حتى إن الدستور الأمريكى أقر بأن الإشارة «أعجبنى» تعتبر ضمن حقوق التعبير عن الرأى أى أن الأمر بدأ يشوبه شىء من الحماية المقننة فلم تعد مواقع التواصل الاجتماعى ترفيهية بل إنها مجتمع متكامل بكل سلبياته و عيوبه وإيجابياته وإن كان افتراضيا ولذلك فهو مثالى لدراسة الرأى العام و استطلاعات الرأى ومتابعة الاتجاهات العامة للجمهور وإن كان الأمر غير دقيق لما يمكن من أعمال تحايل و خلق إعداد وهمية لكن متابعة الآراء و التفاعل المتبادل للافراد تعطى مؤشرات عامة ذات دلالات سياسية خطيرة ...
ويقول د.جمال أبو ذكرى الخبير الأمنى إنه يوجد بوزارة الداخلية إدارة مختصة ومسئولة عن جميع عمليات القرصنة التى تحدث فى المجال الالكترونى وخاصة «الفيس بوك»، مشيراً إلى أن بها خبرات كثيرة بينهم مهندسون متخصصون فى هذا المجال وأيضا مدعمة بأحدث الأجهزة والمعدات ذات تقنية عالية لتتبع الانترنت.وأوضح أنه لايوجد رقابة على الفيس بوك فهذه الأجهزة لا تتخذ أى اجراء إلا من خلال شكاوى أو بلاغات وتتحرك بناء على إذن نيابة.
وكشف محمود زاهر الخبير الأمنى أنه لا يوجد حتى الآن قانون دولى لحماية شبكات التواصل الاجتماعى أو حتى قانون محدد الشبكة العنكبوتية وأوضح أن الشائعات فى الوسط السياسى التى يتم ترويجها عبر «الفيس بوك» أو غيره من شبكات التواصل الاجتماعى تجبر أبطالها على الظهور عبر وسائل الإعلام المرئى خاصة وليس المسموع أو المقروء لتوضيح الحقائق مؤكدا أن «الفيس بوك» أو غيره من شبكات التواصل الاجتماعى نوع من أنواع التجسس فى كل منزل هذه حقيقة خاصة من أجهزة المخابرات وفى ظل ضعف الوعى العام لدى الشعوب وبالتالى تصبح جميع المعلومات متاحة عن طريق التكنولوجيا فمثلا «عندما يتم طرح استطلاع رأى على الشبكة فى موضوع ما يبدأ الجميع يتحدث عن رأيه ويتم عمل نتيجة احصائية عامة على المجتمع سواء كانت اجتماعية وثقافية وغيرها لقياس مدى الوعى الثقافى لدى المجتمع. لذلك لابد أن ننشر الوعى الثقافى بالإضافة إلى الدور الأهم والأخطر الإعلام بالتركيز على الوعى الفكرى.
بينما يقول عاطف لبيب النجمى الخبير القانونى إنه يجب أن نتفق أولا على أن شبكات التواصل الاجتماعى خاصة الفيس بوك أصبحت جزءاً من الحياة اليومية للإنسان وأننا من المستهلكين وليس من المنتجين لهذه التكنولوجيا إذن ليس على المستهلك تقبل السلعة كما هى، ومؤكداً أن هناك رقابة دولية لخدمة الأغراض السياسية وجمع المعلومات فقط بمعنى ما ينشر يتم مراقبته على مستوى تقنى من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والعديد من الدول الأوروبية وغيرها لقياس مدى الثقافة والتوجهات العامة للرأى وبالتالى رقابة لجمع المعلومات والتحليل للاستفادة مما ينشر من معلومات لاتخاذ قرارات.
وأشار النجمى إلى أن الرقابة على المواقع التكنولوجية تحتوى أمرين وبصفتنا كمستهلكين لا نستطيع «فلترة» ما ينشر من معلومات لأننا لا نملك هذه التكنولوجيا وإنما نستهلكها بحالتها كما هى بينما الأمر الثانى أن العالم تخطى إخفاء المعلومة أو اقصاءها وبالتالى مسألة الرقابة تخطاها الزمن ومن الضرورى أن يكون هناك شفافية فى المعلومات التى تنشر حتى لا نعطى الفرصة لمن يقومون بترويج الشائعات من بث معلومات غير صحيحة مستغلين فى ذلك عدم قيام المصدر الأساسى «صاحب المعلومة» بنشرها فهذه وسيلة يمكن من خلالها القضاء على مثل هذه الشائعات أو الفتن.
وأوضح الدكتور فاروق أبو زيد أستاذ الإعلام ونائب رئيس جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا أن كل فرد أصبح وسيلة إعلامية بذاته من خلال التعبير عن رأيه ونشر الأخبار التى يراها و يلاحظها ويسجلها بنفسه سواء كانت سليمة ام كاذبة بالإضافة لسهولة تداول المعلومات التى لم تعد حكرا على أحد وهذا لن يمنع المغرضين من استخدام «الفيس بوك» ذوى الحرية المطلقة من نشر معلومات مغلوطة أو مزيفة من خلال ملايين الرسائل المستهدفة للتأثير لذلك لا حل عملى للحد من هذا التأثير المرعب إلا بالتوعية الإعلامية التى صارت ضرورة ملحة للانفتاح المعلوماتى الاستقطابى الموجه الذى يمارس من كل الجهات فلا بد من توعية المواطنين من خلال المناهج الدراسية بالمدارس والجامعات وتكوين الوعى الإعلامى العام المتماسك النقدى ليستطيع اختيار ما يتعرض له تبعا لمبادئ القيم والأخلاق ذاتيا وكلنا نرى الأعمال التحريضية والادعاءات و الاتهامات التى تنشر كل ثانية على صفحات الفيس بوك ولا يمكن الرقابة عليها أو محاكمة كاتبها لصعوبة الوصول إليه وإثبات إجرامه وهى تحديات تطرحها التكنولوجيا مازالت بلا حل عملى.
ويرى الدكتور عصام فرج أستاذ الإعلام الذى يرى أن الرقابة على تلك الصفحات واجبة وضرورية من جانب الحكومة من خلال المتابعة على أقل تقدير إضافة لإخضاع ما ينشر علنا من أعمال سب وقذف و تكدير الأمن العام والتحريض المباشر وغير المباشر للقانون وقد رأينا بعضا من ذلك تجاه عدد من النشطاء السياسيين خلال فترات سابقة وذلك بناء على شكاوى مقدمة من المتضرر ذات إثبات مسجل شأنها فى ذلك شأن باقى وسائل الإعلام المرئية المسموعة والمكتوبة طالما توافرت فيها العلنية وليس جديدا اثارة تلك القضايا الالكترونية على ساحات القضاء بداية بأعمال نشر صور الفتيات بأوضاع مخلة بغرض الانتقام على مواقع الانترنت وحتى ما يسمى باللجان الالكترونية التى يتفرغ فيها مجموعة من الأفراد فقط لمواجهة ما ينشر تجاه جماعة أو فئة معينة بالدفاع او الهجوم و التشويه للآخر وهؤلاء لا يجب ترك الساحة لهم لفرض رأيهم حتى يصدقها البعض ولكن لابد من مواجهة هؤلاء بالمثل و الرد عليهم وإظهار مدى كذبهم ومحاربتهم بنفس اسلحتهم وعلى كل جهة أن تتخذ لجاناً إلكترونية مضادة لكشفها و فضحها وكذلك المشاركة الايجابية الفردية قدر المستطاع لكل منا.
الدولة الافتراضية
ولم تغفل الأحزاب أيضا عن دور «الفيس بوك» فى نشر البرامج الحزبية والبيانات الصحفية وصار مادة ومصدرًا للأخبار بالفضائيات كما تعمدت الحكومات المتعاقبة إلى التقرب من فئة الشباب واستخدام الفيس بوك كوسيلة اعلامية بالصفحات الرسمية لرجال الدولة و الوزارات و الهيئات الحكومية تطلق من خلالها بياناتها وأخبارها كالصفحة الرسمية للقوات المسلحة التى كانت تخاطب الشعب من خلال بياناتها المصورة وحتى الصفحة الرسمية لرئيس الجمهورية المعزول محمد مرسى وفى هذا الشأن يقول الدكتور أحمد مطر رئيس المركز العربى للبحوث السياسية والاقتصادية إن اللجوء الى العالم الالكترونى أصبح حتميا بعد أن اعتاد الناس ألا يصدقوا الإعلام التقليدى من الصحافة وبرامج «توك شو» اشتهرت بترويجها للأكاذيب التى لا تهدف إلا للعنف و التحريض حيث سجلت الإحصاءات أن الإعلام المصرى يقدم حوالى 61.72 % من مواده الإعلامية من الأكاذيب بالإضافة للشيخوخة التى يعانى منها إعلامنا لعدم تحمل كل رأى لما يخالفه لذلك كان لزاما على العاملين بالحقل السياسى أن يتجهوا إلى الإعلام الالكترونى لما له من انتشار بين فئات الشباب الذى يعتبر هو القيادة المحركة للمجتمع خاصة بعد اثبات قدرته الكبيرة على التأثير وإحداث رأى عام ولذلك فهو مثالى للترويج الفكرى والسياسى للأحزاب واستطلاع الآراء بشكل فورى وتفاعلى مع الجماهير ومناقشة الأفكار والقضايا المطروحة ومعرفة الاتجاهات العامة للأفراد مما شكل طفرة إعلامية زادت من أهمية تلك المواقع الاجتماعية التى صارت تلعب دورا كبيرا تتنقل منه باقى الوسائل الأخبار والمواد الإعلامية لذلك أتوقع أن يزداد عدد تلك المواقع فى المستقبل القريب.
كما يرى الدكتور عدلى رضا استاذ الإذاعة والتليفزيون بإعلام القاهرة أن كل حزب من حقه أن يروج لأفكاره بشتى الطرق ليتمكن من جذب اكبر قدر من الجماهير إليه بالإضافة إلى أن المواقع الاجتماعية صار لها دور كبير فى الإقناع السياسى سواء اختلفنا فى تحديد أهدافه ايجابية أم سلبية وهنا يقع العبء على المتلقى من الجمهور الذى يجب عليه أن ينتبه إلى ما يقرأه من أخبار وآراء بعملية «فلترة» وان يسلم دائما بأن ما يراه ويسمعه لا يمكن أن يكون حقيقة مطلقة أبدا مستخدما المنطق فى تحليل ما يطالع من معلومات أو التأكد منها بالبحث فى أكتر من وسيلة خاصة أن العمل عبر مواقع الانترنت وما تتناقله المواقع الإخبارية الالكترونية أيضا ليتم له تحديد أى شكل من الاخلاقيات أو الالتزامات بل على العكس نلاحظ أن مختلف تلك المواقع تفتقر إلى آداب الحوار أو الآداب العامة فكل الألفاظ أو الصور مباحة مهما كانت مؤذية والأمر يعود للأفراد الذين يقررون اهتماماتهم ويحددون بأنفسهم من يستحق المصداقية ومن يفتقر لها بمرور الوقت وتكرار الأخطاء التى تدعو للشك ...
أما الدكتورة سوسن فايد أستاذ مركز البحوث الاجتماعية فقالت إن مواقع التواصل الاجتماعى أصبحت من أفضل وسائل الاتصال بما يعتبر إعادة اكتشاف للانترنت فقد أصبح وسيلة إعلامية جديدة لذلك كان من الطبيعى أن تستغله التيارات السياسية فى الترويج والدعاية خاصة مع تزايد مساحة الحرية والسرعة فى تداول المعلومة أضافت: الخطورة تكمن فى اعتبار ذلك الجمهور الافتراضى أو المستخدمين لتلك المواقع كنموذج للرأى العام فى ظل أشكال التلاعب الالكترونى فى أعداد زواره أو معجبين تلك الصفحات بما يسمى بالجمهور الوهمى الذى يسهل تكوينه ولذلك ارى أن الحل فى إنشاء حملة تثقيفية للشعب المصرى الذى أصبح فى حاجة ماسة لتعلم مبادئ تكوين الرأى بآلية سليمة حتى لا ينساق لكل ما يتعرض له من خلال المراكز الاجتماعية و التأهيلية من منطلق المسئولية الاجتماعية التى تتكاسل عنها الجهات الثقافية والتعليم والإعلام وليست كل المسئولية على الحكومة كما يظن الكثيرون فلا بد من التخلى عن فكرة الرقابة الحكومية و التحول إلى تغيير الثقافة المجتمعية للشعب و توجيه سلوكياته وتغيير أنماطه الحياتية لأنه أساس الحياة المدنية الراقية التى يقوم عليها تقدم الأمم.
وأكد د.جهاد عودة محلل سياسى أن الصفحات الرسمية لمؤسسات الدولة الموجودة على الفيس بوك لها تقنية خاصة لعدم اختراقها او العبث بها حيث تقع تحت المراقبة من قبل وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بخلاف الصفحات الشخصية فلا يوجد رقابة عليها على الرغم من اثبات خطورة ذلك بعد حملات ترويج الشائعات و التحريض على القتل والعنف.
وأوضح عودة أن مايحدث على الفيس بوك لا يصلح كوسيلة لاستطلاع للرأى من قبل الصفحات الرسمية للحكومة لسهولة التحايل على ذلك وان كنت لا اعترف بوجود ما يطلق عليه لجان إلكترونيه فإنها ليس لها أساس من الواقع.
عزلة نفسية
وبخلاف أشكال الصفحات التى تدعو للإلحاد والفجور كصفحة «أنا ملحد» و«لا اله حتى الله» والتى لم تعرف جنسيتها أو المسئول عنها أو مصادرها، وأخرى تخاطب الغرائز و تنشر الرذيلة وأخرى تدعوا للانتحار أو تروج لعبادة الشيطان فان الخطورة الكبرى تظهر فى العزلة النفسية التى أصبحت تشكو منها الأسرة فالزوج ينشغل عن حياته الأسرية والابن يفقد التواصل مع عائلته وانعدمت زيارة الأهل والأصدقاء والاكتفاء بالحديث و الاطمئنان من خلال الفيس بوك.
وفى هذا السياق تقول د.هبه عيسوى أستاذ علم النفس بكلية طب عين شمس: تحول «الفيس بوك» من منابر للحوار والأحاديث إلى ترويج للانحراف وربما أصبح هدفها الاساسى، أضافت أن الفيس بوك أصبح عاملاً فى إنهاء التواصل المباشر بالأشخاص بعضهم البعض كما انحرف عن الهدف الاساسى الذى انطلق من أجله ومشيرة إلى أن الفيس أصبح كابوس التفتت الأسرى وربما مصدراً لنشر الرذيلة والقيم غير الأخلاقية فهو قوة تعامل غير مباشرة أغنت أى مجتمع من التعامل والتواصل المباشر كما أنها تساعد على نشر الانطوائية فأصبح كل شخص الآن يقول ما يحلو له بعيدا عن المواجهة والنقاش الفعال.
وأوضح أحمد حجازى أستاذ علم الاجتماع إن العالم الافتراضى للشبكة العنكبوتية (الانترنت) بصفة عامة والفيس بوك بصفة خاصة بدأ ومنذ سنوات يشغل المساحة الفارغة فى المجتمع والتى تتعلق بالتفاعل والتعامل بين الأفراد إلى أن وصلت إلى درجة الخطورة الحالية على المجتمع ككل، مشيرا إلى أن صفحات التواصل الاجتماعى على الفيس بوك بدأت تشكل وعى معظم الشباب بصرف النظر عن اتجاههم أو وسطهم الاجتماعى وليس المقصود بالوعى درجة الفهم والإدراك بقدر ما هو مقصود منه الانجرار إلى اتجاه بعينه. وحذر حجازى من أن الفيس بوك بات يشكل خطورة على المجتمع خاصة مع وجود صفحات تدعو لما يتنافى مع عاداتنا وتقاليدنا وعقائدنا فهناك صفحات تدعو الى الانتحار وأخرى إلى علاقات شاذة وغيرها، محذراً أيضا من أن الفيس بوك وسيلة غير منضبطة لنشر الأخبار الكاذبة والشائعات إلا أنه أكد فى الوقت نفسه أن الفيس بوك وسيلة هامة لتوجه الرأى العام وهنا تظهر خطورته لأنه يسيطر بشكل كامل على مجتمع الشباب.
وأكد د.أحمد على عثمان من علماء الأزهر وأستاذ سيكولوجية الأديان بالجامعة الأمريكية أن التطور العلمى نعمة من الله على بنى أدم فقد منح الله للإنسان «العقل»الذى أبدع وصنع ما لم يكن يتخيل أن يصل إليه لذلك يجب أولا أن يشكر الإنسان ربه على كل هذه النعم مشيرا إلى أن الشكر ليس فقط بترديد ذلك باللسان ولكن يجب أن يكون عن طريق حسن استغلال كل ما هو متاح، فثورة الاتصالات تجتاح العالم واستخدام آليات ذلك التطور له إيجابياته وسلبياته. وأضاف عثمان انه يجب التوعية بخطورة شبكة الانترنت بصفه عامة والفيس بوك بصفه خاصة ومحاولة استغلال الفيس بوك فى كل ماهو صالح لخدمة الوطن والدين والأخلاق والبعد عن كل ماهو من شأنه إثارة الفتنة والتحريض على العنف خاصة فى ظل الاحداث التى تمر بها الأمة العربية والإسلامية .ويقول استاذ سيكولوجية الاديان أن الانترنت فى النهاية شأنه شأن كل شئ خلقه الله يمكن أن يتم إستغلاله بصورة إيجابية أو صورة سلبية لذلك يجب تجنب الصفحات والمواقع التى تنافى عاداتنا وتقاليدنا وديننا والاستفادة منه فى المعرفه الثقافية، وكيفية الحفاظ على ديننا من خلال صفحات التوعية وبذلك تكون حققنا من تلك الوسيلة الهدف الإيجابى منها.
وتقول د. سوسن فايد مستشار علم النفس السياسى بمركز البحوث الاجتماعية والجنائية أن شبكات التواصل الاجتماعى على مستوى الاقليم سواء كان المجتمع المصرى أو المجتمعات العربية فى الحقيقة مجتمعات افتراضية تم إعادة اكتشافها من خلال النجاح فى الضغط على الشارع المصرى وتحقيق ثورات الربيع العربى أى «بداية الشرارة» كانت من المجتمع الافتراضى وهذه البداية لها مردود ايجابى لدى كل الشباب على كل المستويات المصرى والعربى وأصبح شبكات التواصل الاجتماعى وسيلة أكثر ايجابية وفاعلية وأكثر ثقة فى التأثير وأسرع فى توصيل الرسائل للمستقبل بعد ما كانت قنوات الاتصال أو المشاركة السياسية مغلقة وأصبح البديل والطريقة الذى «يتنفس» منه الشباب فى المشاركة السياسية بشكل له مردود ايجابى على أرض الواقع.
سلاح ذو حدين
وتشير د.سوسن إلى أنه بعد فترة من فرط هذه التأشيرات الإيجابية التى شاهدناها منذ قيام ثورة 25 يناير حتى 30 يونيو أصبحت شبكات التواصل الاجتماعى سلاحاً ذا حدين بعد ما كان يستخدم الجانب الايجابى فى أنه موصل جيد للالتقاء بالأفكار وترتيب الائتلافات للشباب والتوجهات الجماعية «انقلب» وتحول إلى استغلال فى ترويج الشائعات الكاذبة والتى ليس لها أى أساس من الصحة بل أحيانًا مضللة ضد أطراف بشكل فيه توعد وتهديد مما أدى ذلك إلى خلق حرب نفسية ضد هذه الأطراف ومن ثم تحولت مواقع التواصل الاجتماعى من وسيلة جيدة إلا أنه على قدر الايجابيات التى حققتها له مردود سلبى بقوة المرودود الايجابى.
حدث شرخ اجتماعى
التواصل عبر الانترنت بمثابة وسيلة اتصال جيدة وله طابع ايجابى خاصة فى التواصل مع أشخاص من الخارج ومن الداخل أيضًا فهو وسيلة ايجابية لحل مشكلة المسافات البعيدة لأننا نسمع ونرى الطرف الآخر لكن من الضرورى أن تنشأ مواقع تحث الإنسان أن هذا له مردود ايجابى نفسى عليه بينما الاختلاط المباشر بالأسرة يشبع لديه احاسيس عاطفية لا يمكن لشبكات التواصل الاجتماعى أن تقوم بها لذلك لابد من يكون هناك مواقع على مستوى المجتمع المدنى أو الدولة بحيث ترشد وتعالج هذه السلبيات من خلال التوعية.
صحية وإيجابية
بالفعل كان هناك انغلاق للمشاركة المجتمعية أو السياسية لفترة طويلة لدى الشباب مما خلق نوعاً من الكبت الطويل لدى الكثير وعندما نجح فى أول تجربة بإيجابية أصبح هناك انفتاح على العالم فهو وسيلة صحية للشباب لتفريغ طاقاته والتعبير عن آرائهم وأنفسهم خاصة الأشخاص التى تعانى من الخجل والانطواء لكن نحتاج لتوجيه وترشيد بحيث لا يكون هناك استغلال لمواقع التواصل المجتمع الافتراضى وحتى لا ننحدر للسلبيات من خلال مواقع متخصصة ومضادة للسلبيات.
خطة مدروسة
من الضرورى أن يكون هناك خطة مدروسة لمراقبة هذه السلبيات التى نراها عبر مواقع الفيس بوك أو غيره من شبكات التواصل الاجتماعى ومتابعة كل ما ينشر عبر هذه الشبكات وأن يرد على من يدعى أكاذيب أو شائعات حتى نستطيع القضاء على هذه الظاهرة ومن ينتقد شيئًا ما عبر هذه المواقع لابد أن يكون بناء.
فالعالم كله رفع القبعة للمصريين فى الخارج فالشباب المصرى مستهدف وعليه أن يقى نفسه ويقومها من هذه السلبيات ولابد أيضًا أن نحافظ على الجانب الإيجابى الذى من خلاله حققنا الثورة المصرية العظيمة ونبتعد عن النواحى السلبية.
ومن جانبها تؤكد د.سامية الجندى أستاذ علم النفس الاجتماعى أن شبكات التواصل الاجتماعى تلعب دوراً رئيسياً خاصة مع بداية ثورة 25 يناير وكان سببا رئيسيًا وراء التفاف الشباب جميعًا ولكن أصبحت الآن ليست بنفس درجة القوة التى كانت عليها حينما انطلقت ثورة 25 يناير والشباب أصبح يفرز الأفكار التى تنشر عبر شبكات التواصل الاجتماعى فالشباب لديه وعى كامل بما يحدث حوله.
وتضيف الجندى أن الشبكات التواصل الاجتماعى تلعب دوراً كبيرًا للأفضل فى الأشياء التى تؤدى للايجابيات بينما الأشياء التى تؤدى للسلبيات يراها الجميع ولا يؤخذ بها بصورة جدية ولا يتفاعل معها لأنه لديه هدف محدد هو التنمية والاستقرار فى مصر.
وتضيف الجندى من الممكن أن تكون هناك دعوات لمليونيات عبر الانترنت غير هادفة فهم بعض من الفئات لهم بعض المتطلبات ليس لها أى فاعلية لكن المهم من يستجيب لها أما إذا كانت الدعوات ايجابية وهادفة مثلما حدث فى 30 يونيو فالجميع يستجيب لها فهو وسيلة عالمية معترف بها تساعد فى توصيل المعلومات على مستوى العالم.
وتشير الجندى إلى أن هناك دور للرقابة على شبكات التواصل الاجتماعى والصور الإباحية التى تنشر به لكن المهم احترام مبادئنا وعاداتنا حتى لا ننجرف فى طريق آخر أو سلوكيات غير مرغوب فيها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.