أعداء في الخارج يخططون.. وأذناب وعملاء في الداخل ينفذون.. ومثل السوس ينخرون.. ومرجفون في المدينة يثبطون ويعرقلون.. هذا هو حالنا الذي يرضي عدواً ولا يسر حبيباً.. بجانب كسالي متراخين يتمسكون بقانون "السكون" ويرفضون قانون الحركة والعمل.. في بيات شتوي وخمول صيفي باستمرار.. ولم تكن الحكومة وحدها التي تسير بسرعة السلحفاء.. فالشعب يسير علي خطاها أيضاً. الرئيس السيسي يركض شرقاً وغرباً.. ويزور بلاد خلق الله.. ويعقد الاتفاقيات.. و"يفاصل" في كل شئ.. ويعمل ليل نهار من أجل انقاذ البلاد من كبوتها.. لكن بكل أسف.. فإنه يعمل "وحده".. وان كان هذا ظاهراً منذ عشرين شهراً.. إلا أننا لم نجد رد فعل من المسئولين أو المواطنين.. لنعمل جميعاً يداً واحدة.. تدفع حركة الانتاج والتنمية وتحل الكثير من المشاكل المرتبطة. ما يدهشني أن الشعب المصري.. قادر علي تحقيق المعجزات.. لكنه لا يفعل.. وبلا مبرر.. مع أن ذلك أصبح الآن مسألة وجود.. ومسألة حياة أو موت.. فمصر أم الدنيا.. كانت تقود العالم.. وفي يوم من الأيام.. ولأزمان طويلة كانت سلة غذائه.. وقوة عظمي.. واقتصاداً قوياً. البلاد كلها عبر التاريخ تتعرض لكبوات.. لكنها تنهض.. غير أن نهضتها ونهوضها وتقدمها لا يتم إلا بأيدي أبنائها وحدهم وليس بسواعد غيرهم.. ولنا في اليابان المثال الحي.. بعد تعرضها لأول قنبلة نووية في التاريخ وهزيمتها بعد تقدمها وتغلبها علي أمريكا وحلفائها.. غير أن اليابان.. ألقت الأحزان جانبا.. وطرحت الهزيمة وهب أبناؤها يعملون ليل نهار.. حتي أصبحت في مقدمة اقتصاديات العالم.. وكيانا يحسب له ألف حساب في كل المجالات. وأمامنا تجربة ألمانيا.. بعد الدمار الشامل الذي تعرضت له بعد الحرب العالمية الثانية.. وتحول مواطنوها بالفعل إلي "ماكينات" في حركتهم .. ظلوا عليها حتي اليوم.. فوضعوا بلدهم في قائمة الكبار في كل شئ. حتي بلاد شرق آسيا.. والنمور الاقتصادية عندما تعرضت لأزمة "الدولار" كان مواطنوها يتسابقون في طوابير طويلة لبيع ما لديهم من مدخرات من العملات الصعبة لدعم اقتصاد بلدانهم. نحن لسنا أقل من هؤلاء أو أولئك.. ويجب ان نواجه مشاكلنا بأنفسنا.. فالحلول لا يتم استيرادها.. فأمامنا مشروعات قومية كبري وامكانات بحاجة لأن نستغلها .. وان كان الموقف صعباً.. لكن الحل ليس مستحيلاً.. بل سيكون يسيراً إذا كان تحركنا جماعياً.