كنت احلق ذقني أمس وتذكرت أزمة سد النهضة التي تهدد حتي باللجوء الي الخيار العسكري مما يعني مزيدا من الدماء والخراب والدمار الاقتصادي.. وفجأة اكتشفت انني تركت الحنفية مفتوحة مثلما نفعل جميعا أثناء حلاقة الذقن.. وقررت ان اقفل الحنفية. نحن نتعامل مع المياه باستهتار شديد لا أظن انه له مثيل في العالم.. البواب يغسل السيارة صباحا بكمية من المياه تكفي لغسل اسطول من السيارات القهوجي يرش أمام القهوة كميةپمن المياه تكفي لرش الشارع بأكمله.. نستهلك في الوضوء كمية من المياه تكفي للاستحمام.. ومع ذلك لا نشعر أننا نرتكب جريمة. ادخل الي أي مصلحة حكومية أو منشأة عامة وتوجه الي دورات المياه وأراهن انك ستجد عددا لا بأس به من الحنفيات مفتوحا والمياه تتدفق أو علي الأقل تنقط لأن أحدا لم يهتم باصلاحها. ست البيت أي بيت عندما تبدأ في غسل الصحون تترك الحنفية مفتوحة وتبدأ في تناول الأطباق واحدا بعد الآخر بينما المياه تسيل بكميات تكفي لغسل كل أواني المنزل. للأسف نحن من أشد شعوب العالم اسرافا في استهلاك المياه لأن الاحصائيات تقول ان المواطن في أوروبا يستهلك 32% من المياه التي يستهلكها المواطن في الدول النامية أي ان الأغنياء أكثر حرصا علي المياه من الفقراء أو بعبارة أدق أكثر ادراكا لقيمة المياه في الحياة. للأسف لا توجد احصائيات عن استهلاك المياه في مصر لكنني أتصور انها ستكون أرقاما مرعبة رغم اننا دولة فقيرة في الموارد المائية ولولا السدود والخزانات التي أنشأت في عهد محمد علي وجمال عبدالناصر لكنا الآن نعاني من مجاعة في المياه. الدولة عليها دور في الحفاظ علي المياه لكن الدور الأكبر علينا نحن.. ويجب ان نراعي ذلك أثناء حلاقة الدقن أو غسيل المواعين أو الوضوء أو الرش أمام المحل أو غسيل السيارة.. ولذلك فقد قررت ان اقفل الحنفية.