جاءت الليلة الأخيرة من عام 2015 لتودعنا بالأمطار الغزيرة والبرودة الشديدة و الرياح العاتية كأنها تقول لنا انها ذاهبة بسرعة إلي الماضي لنبدأ عاماً جديداً نأمل ان يكون سعيداً مملوءاً بالانجازات والنجاحات لنا ولوطننا. كما هي عادتي في هذه المناسبة من كل عام اقوم بالاتصال بالعديد من الزملاء الذين تشرفت بالعمل معهم في مواقعهم المختلفة لأهنئهم بالعام الجديد .... وكم كانت سعادتي وافتخاري بهم وهم متواجدون في اعمالهم في تلك الاجواء الباردة والامطار الغزيرة ... منهم من ينظم حركة المرور والآخر في تأمين الكنائس حتي يطمئن المصلون فيها وينعمون بالشعور بالامن والاستقرار...و منهم من يتواجد أمام الفنادق المختلفة لتأمين المحتفلين فيها لينعموا بالسعادة خلال هذة الساعات .. بل ان بعضهم كان متواجداً في منطقة الاهرامات المترامية الاطراف حيث تهب عليهم الرياح من هنا وهناك لتأمين تلك الاحتفالية التي نظمتها وزارة السياحة ولم يقم أي منهم بالشكوي او الاعتراض ...بل كانوا يتحدثون معي وهم متقبلون ما هم فيه وماهم مكلفون به دون تذمر او اعتراض. بل ان بعضهم كان يذكر لي بعض زملائهم المتواجدين في صحراء سيناء ومناطق العريش الآن يواجهون الموت كل دقيقة علي يد الارهاب الخائن ويتمنون ان يكونوا معهم في هذا الوقت . -تساءلت لماذا يتم تجاهل ما يتعرض له هؤلاء الرجال من صعوبات ومخاطر يومياً... وهل من ينادي بسقوط حكم العسكر والدولة الامنية - من وجهة نظرهم - لديه القدرة علي ان يقوم بما يقوم به هؤلاء الابطال ليحقق الشعور بالامان لمجموعة تسهر ليلها داخل تلك الفنادق الفاخرة او الملاهي الليلية اوالمقاهي والنوادي ينعمون بالمشروبات الساخنة و الاجواء الدافئة وهم يتمايلون علي انغام الفنان الفلاني اوالراقصة الفلانية. - تساءلت لماذا يتعمد بعض الإعلاميين والصحفيين تصيد اخطاء مجموعات قليلة من رجال الامن وتصويرها علي انها انتهاك لحقوق الانسان وللحريات وللمجتمع المدني .. تخيلت لو لجأ ملهوف إلي رجل شرطة في تلك الاجواء المناخية الصعبة وطلب منه معاينة سكنه الذي تعرض للسرقة او سيارته التي تعرضت لحادث وطلب منه الانتظار حتي الصباح او إلي ان يحضر احد معاونيه .. سرعان ما يتعرض هذا الرجل للتشكيك في نزاهته او مصداقيته و انحيازه للطرف الآخر الذي هو اصلاً مجهول له . - في بدايات العام الجديد أناشد أبناء هذا الشعب الكريم ان ينظر إلي رجال الشرطة نظرة اعتزاز و اكبار فهم جزء من نسيج هذا الوطن وان يعاونه في اداء عمله وان يكون ردود افعاله تجاه بعض الاخطاء التي يقع فيها البعض منهم مساوياً للخطأ ذاته دون تهويل او تهوين. كما أناشد قيادات وزارة الداخلية و معظمهم حالياً من الوجوه الجديدة التي دفع بها السيد الوزير لاستكمال مسيرة عطاء من سبقوهم لتفعيل دور الشرطة المجتمعية بما يتناسب مع طبيعة وثقافة الشعب المصري ومدي تقبله للفكرة واستعداده للمساهمة فيها. رجال الشرطة يا سادة يتحملون ويدافعون ويتقبلون ماهم فيه ... انظروا إليهم في ليالي الشتاء القارصة وأيام الحر الحارقة وهم يقتحمون اوكار الارهاب بكل جرأة و جسارة لايهابون الموت بل يحرصون عليه حرصهم علي الحياة . رسالتي للجميع مصر أمانة في اعناقنا .. فلنتحمل تلك الامانة..و كما ان الشرطة في خدمة الشعب فليكن هذا الشعب الاصيل سنداً و دعماً للشرطة لمواجهة من يريد اسقاط الوطن او عرقلة خطواته و تقدمه نحو مستقبل أفضل للاجيال القادمة ... وتحيا مصر.