استنكر المعلمون قيام وزارة التربية والتعليم بتنظيم رحلة إلي مدينة شرم الشيخ بعد غد الخميس دون الإعلان عنها أو نشر أي تفاصيل للرحلة أو وضع بوسترات داخل المدارس. رفض المعلمون فكرة سفرهم إلي مدينة شرم الشيخ في هذا التوقيت غير المناسب لأنه في منتصف التيرم الدراسي وعدم اتاحة الفرصة لأسر المعلمين لمرافقتهم مما أدي إلي إعراض بعض المعلمات عن السفر بسبب عدم اصطحاب أسرهن معهن!! أكد أبو المكارم حسن مدير إدارة الزاوية الحمراء التعليمية ان توقيت الرحلة غير مناسب فكيف يتم الإعلان عن رحلة لتنشيط السياحة والسفر بعدها بأربعة أيام فقط كما ان قصر الرحلة علي المعلمين فقط دون أسرهم يجعل الكثير من المعلمين يعرض عن المشاركة خاصة المعلمات اللاتي ستتركن أبناءهن وأزواجهن ويمضين ليلتين خارج المنزل. وأيده في الرأي ياسر عرابي مدرس لغة عربية الذي اعتبر فكرة السفر لشرم الشيخ استنزاف لموارد الوطن لأن مدينة شرم الشيخ هي المدينة الرئيسية في ادخال العملة الصعبة للبلاد وان الدولة تحتاج إلي تنشيط السياحة خارجياً خاصة في الدول التي منعت مواطنيها من السفر إلي شرم الشيخ كما ان أغلب الفنادق ترفض اقامة المصريين في غرفها بسبب بعض العادات السيئة التي تصدر من بعض المواطنين مثل الحصول علي طعام أكثر مما يحتاج الفرد ثم يقوم بإلقائه في القمامة أو الحصول علي أي أدوات من الفندق كتذكار. أضاف: ان موعد الرحلة غير مناسب خاصة للمعلمين ولا يتناسب مع توزيعة المناهج خاصة مع اقتراب امتحانات نصف العام وكان يمكن اقامتها خلال الاجازة لاتاحة الفرصة لأكبر عدد من المعلمين للسفر واصطحاب أسرهم معهم.. أشار إلي أن وزارة التربية والتعليم كان يمكن الخروج بأكثر من فكرة لدعم وتنشيط السياحة مثل التبرع بمبلغ زهيد من جميع القائمين علي العملية التعليمية وفتح حساب به لتنشيط السياحة أو قيام المصريين بالخارج بدعوة الأجانب للسفر إلي مصر وليس مدينة شرم الشيخ فقط بالتعاون مع قنصليتنا بالخارج أو قيام الفنانين بإقامة حفلاتهم بمدينة شرم الشيخ أو بالخارج وتوجيه دعوة بالخارج لحضور هذه الحفلات. أوضح ان الوزارة لم تنشر إعلان الرحلة داخل المدارس لكي يعلم المعلمون عن مواعيد السفر والفنادق التي سيقومون فيها حتي الآن.. مشيراً إلي أن الإدارة التعليمية أرسلت رسالة علي التليفونات المحمولة لمجموعة معينة من المعلمين بأن هناك رحلة إلي شرم الشيخ وتكلفة الرحلة 200 جنيه فقط ليس إلا؟! أشار شريف سليمان مدرس رياضيات بأن تنشيط السياحة يجب أن يكون خارجياً وليس داخلياً بمعني ان أبناءنا المقيمون في الخارج يجب أن يكون لهم دور في تغيير فكر الدول التي منعت رعاياها من السفر إلي شرم الشيخ ففكرة سفر المصريين إلي المدينة لا يعتبر تنشيطاً للسياحة لأنه لا يعود بالعملة الصعبة التي تحتاجها الدولة في بناء الاقتصاد المصري. أكد انه كمدرس لا يعرف أي شيء عن الرحلة ولم يتم نشر إعلان لها أو حتي ارسال رسائل علي التليفون المحمول مما أدي إلي عدم معرفتنا أي تفاصيل عن الرحلة. قال الدكتور مختار الشريف الخبير الاقتصادي وأستاذ الاقتصاد بجامعة المنصورة: ان كل الرحلات الداخلية التي ستقوم بها كافة فئات المجتمع المصري بمختلف قطاعاته لا تأتي بعملات أجنبية وهذا معناه ان الهدف من هذه الرحلات هو مجرد التزامات محلية لمساعدة العمال والموظفين الذين يعملون في الفنادق والبازارات السياحية لكي لا تزداد البطالة بالعمال والموظفين العاملين في قطاع السياحة.. ولكن إذا كان الهدف من هذه الرحلة تنشيط السياحة وترويجها والإعلان عنها داخلياً وخارجياً.. فإنها لا تضيف لحصيلة المجتمع والدولة والحكومة أي عملات أجنبية لذلك فهي مفيدة من أجل الحصول علي دخل للموظفين ولكن علي المصريين العائدين من الخارج العمل علي انعاش السياحة من خلال الصرف بالعملات الأجنبية هناك. أشار الدكتور محمد النجار أستاذ الاقتصاد بكلية التجارة جامعة بنها إلي أن السياحة في الأساس منذ ثورة 25 يناير 2011 وهي في حالة من الانهيار لأن السياح يرغبون في المجيء في بلد أموره الداخلية مستقرة.. بالإضافة إلي أن هناك أمرين سيئين جداً من الناحية الاقتصادية عن طريق تدفق الاستثمارات الأجنبية أقل جداً من الاستثمار الأجنبي المباشر وعائدات السياحة الآتية من تدفق السياح العرب خاصة في شهر رمضان.. وبهذه الرحلات الداخلية التي سيقوم بها الشعب المصري كله خلال الفترة المقبلة خاصة في اجازة نصف العام الدراسي في شرم الشيخ والأقصر وأسوان سيعالج بعض مشاكل أصحاب الفنادق والبازارات وسيزداد دخل أصحاب الفنادق والمنتجعات السياحية والسلعية والخدمية وهذا أمر لا بأس به ولكن المشكلة في القطاع السياحي هو زيادة الاحتياطي من الدخل الأجنبي الذي لا يتدفق إلا من خلال زيارات الأجانب ومن ثم فهذه الرحلة لها تأثير معنوي أكثر منه مادي ولكنها لا تعالج الموقف بشكل نهائي علي مستوي الاقتصاد الوطني.. ولكن إذا قام الأثرياء المصريون بالصرف بالنقد الأجنبي للفنادق مقابل تخفيضات كالتخفيضات المقدمة للأجانب فإنها ستزيد رصيد الدولة من الدخل الأجنبي.