يعد القطاع السياحى أبرز القطاعات المتضررة من الاحتجاجات التى شهدتها مصر مؤخراً حيث غادر مصر خلال الأسبوعين الأخيرين ما يقرب من مليون سائح مما كبد الاقتصاد المصرى خسائر تبلغ نحو مليار جنيه. وبدأت وزارة السياحة وهيئة التنشيط السياحى فى اتخاذ عدد من الاجراءات لإعادة الوضع السياحى فى مصر إلى مساره الصحيح عن طريق الاتصال بالشركات السياحية الكبرى والمشاركة فى المؤتمرات المهمة لتوجيه الدعوة للاطمئنان على عودة الهدوء والبدء فى استئناف نشاطها. فى البداية أكدت غرفة السياحة برئاسة د. خالد المناوى تواصل الجهود الراهنة لاستمرار التدفق السياحى إلى مصر والعمل على المشاركة فى جميع البورصات والمعارض السياحية الدولية للتأكيد على مكانة وأمن وأمان المقصد السياحى المصرى وفى بيانها الصادر حول الأزمة والذى تم تعميمه على أعضائها قالت إنها ستشارك فى كل المعارض والمؤتمرات السياحية المقبلة مثل بورصة ميلانو وبرلين وموسكو وستوجه الدعوة لمديرى الشركات السياحية ومنظمى الرحلات ووكالات السفر الأجنبية ورجال الإعلام والصحافة فى كل الدول لزيارة مصر لتتأكد من أنها عادت كما كانت آمنة ومستقرة. كما دعت الغرفة إلى أهمية توحيد الجهود والتكاتف فى جميع المحافل الدولية القادمة مؤكدة على ضرورة مشاركة الشركات الكبرى فى كل المؤتمرات الدولية المهمة وخاصة التى تقام فى شهرى فبراير ومارس مشيراً إلى أهمية عدم ترك الساحة خالية أمام الدول الأخرى الساعية لتحويل السياحة إليها بدلاً من مصر. وأوضحت الغرفة استعدادها للمساهمة وتحمل جانبا من تكاليف المشاركة فى هذه الملتقيات وأنها لن تتوانى عن دعمها للمحافظات السياحية للمشاركة خاصة الأقصر وأسوان والبحر الأحمر والوادى الجديد مشيرة إلى أن السياحة قد تمرض ولكنها لا تموت وشفاؤها من خلال التكاتف الجماعى لعبور هذه الأزمة. كما اكدت غرفة شركات السياحة فى بيانها أنها تقف مع الشرعية الدستورية لأنها تمثل الأمن وثقة السائحين الزائرين كما أنها مطلوبة لاتاحة المزيد من فرص العمل للشباب مؤكدة أن مصر تعيش لحظة فارقة فى تاريخها السياسى وأنها تحتاج إلى تكاتف الأمة بأسرها لوضع خريطة طريق المستقبل. وأضاف بيان الغرفة أن صناعة السياحة هى قاطرة التنمية الاقتصادية وأنها خلال ال 15 عاماً الماضية شهدت تطوراً هائلاً فى القطاع السياحى الذى أضاف عدداً هائلاً فى الاستثمارات تتجاوز تكاليفها مئات المليارات من الجنيهات لبناء الفنادق والقرى السياحية وهذه الاستثمارات الطائلة تبناها المصريون ويعمل بها الملايين من الشباب تتدفق خيراً لمصر وأنها نجحت فى خلق مجتمعات عمرانية تحولت إلى مدن وقرى سياحية يزورها ملايين السائحين وينفقون المليارات من العملة الصعبة. كما طلبت غرفة المنشآت الفندقية برئاسة وسيم محيى الدين من أعضائها من الفنادق والقرى السياحية موافاتها بحالات الإلغاءات التى تلقتها سواء فى شركات السياحة المصرية أو من منظمى الرحلات ووكالات السياحة والسفر الأجنبية وذلك منذ اندلاع المظاهرات يوم 25 يناير الماضى وحتى الآن كما طلبت أيضاً الغرفة من جميع الفنادق فى مصر وخاصة فى المناطق السياحية الملتهبة القاهرة الكبرى - الإسكندرية موافاتها بنسب الاشغال ومدى الضرر الذى تعرضت له لاعداد تقرير بهذه الخسائر التى تلقتها المنشآت الفندقية لعرضها على وزارة السياحة لبحث تقديم تعويض لهذه المنشآت التى تضررت من الالغاءات وحتى تتمكن من الاستمرار فى الوفاء بالتزامتها المادية تجاه عمالها فى ظل حالات الهروب التى شهدتها المناطق السياحية على مدار الأسبوع الماضى من قبل السائحين الأجانب وعودتهم لبلادهم. كما دعت الغرفة أعضاءها إلى موافاتها بصورة من التعاقدات المبرمة بينها وبين الوكيل المصرى أو الأجنبى حتى يمكن النظر فى معاملات الفنادق وشركات السياحة مع الوكيل التى تحددها بنود التعاقد المبرم بين الطرفين والتى منها ما يتضمن سداد الوكيل لقيمة الحجوزات التى تم إلغاؤها وإما أنها لا تتضمن هذا البند. غرفة عمليات وفى بيان صادر عن هيئة تنشيط السياحة قال عمرو العزبى رئيس الهيئة إنه فى ضوء الأحداث العصيبة التى تمر بها مصر هذه الأيام وإدراكاً من وزارة السياحة المصرية وهيئاتها بالمسئولية الكبيرة الملقاة على عاتقها باعتبارها أحد أهم أعمدة الاقتصاد المصرى وقاطرة الأمل لكثير من شباب مصر فقد اجتمعت لجنة إدارة الازمات من قيادات الوزاراة والهيئات التابعة لها لتنظيم الموقف السياحى فى ضوء تأثر الحركة السياحة الدولية لمصر فى هذه الفترة الحساسة والتى تأمل الوزارة فى اجتيازها فى أقرب وقت، وأضاف العزبى أن لجنة الأزمات قررت اتخاذ مجموعة من الاجراءات التى تتناسب مع الوضع الراهن، خاصة أنها تعقد اجتماعات دورية يومية للوقوف على آخر التطورات التى خلقتها الأحداث الجارية من بينها تفعيل غرفة العمليات بالوزارة لمدة 24 ساعة لحين اشعار آخر وذلك لتلقى أى طلبات تتعلق بسلامة السائحين أو المنشآت السياحية كما تقرر تفعيل غرفة عمليات المطارات المختلفة وخاصة القاهرةوالأقصر لتسهيل الاجراءات الخاصة بالسائحين وأشار العزبى إلى أنه قد تم التنسيق المستمر مع الجهات المعنية وكذلك السفارات الأجنبية لتقديم جميع التسهيلات اللازمة فى كل مايتعلق بإجراءات السفر إلى جانب الاتصال الدائم بمكاتب مصر السياحية بالخارج وبصفة مستمرة لرصد جميع التطورات السياحية بالأسواق المختلفة والتعامل السريع مع ظروف ومتغيرات كل سوق سياحى خصوصاً الأسواق الأوروبية. وفى اجتماع عاجل للاتحاد المصرى للغرف السياحية برئاسة أحمد النحاس وبحضور جميع رؤساء الغرف السياحية. أعلن النحاس عن نسب الإشغال بالمحافظات السياحية حيث وصلت بمحافظة الأقصر 4.5% وبخصوص الإشغال بالفنادق العائمة والتى يصل عددها 300 فندق عائم فقد تبلغ 2%، وتراجعت شرم الشيخ من 70% إلى 8%، وبلغت بأسوان 13% ومرسى علم 31% وهذه النسبة تفوق المحافظات الأخرى لتواجد مصريين لقضاء أجازات نصف العام، أما مدينة الغردقة فبلغت نسبة الإشغال 8% وبلغت بمحافظة القاهرة ما بين 4% إلى 5% اعتماداً على المراسلين الأجانب. 16 مليون وأعد الاتحاد لجانا من مجلس إدارته ووزارة السياحة لاجراء الاتصالات بمكاتب هيئة التنشيط السياحى بالخارج لمتابعة رأى وكلاء السفر وفكرهم حول المرحلة القادمة بالإضافة إلى غرف عمليات للوزارة بالمطار للاطمئنان على سفر السائحين بسلام، وأشار النحاس إلى أن عام 2010 حقق أرقاما غير مسبوقة فى تاريخ السياحة المصرية حيث وصل عدد السائحين إلى 14 مليونا و720 ألفا وكان المتوقع لعام 2011 أن نصل إلى 16 مليون سائح، وأوضح الاتحاد أن مصر لن تستطيع استعادة عافيتها السياحية إلا بعد مرور 6 أشهر على الأقل ويجرى الاتصال مع السفارات المصرية بالخارج ومع مجلس الوزراء ومع وزير المالية ومسئولى البنك المركزى لمتابعة الأوضاع وشدد الاتحاد على ضرورة عدم تسريح العمالة كما يدرس حالياً إعادة الدعم للطيران «الشارتر» وتم الاتفاق مع هيئة تنشيط السياحة بوقف الحملة الدعائية بالخارج لفترة زمنية محددة. ومن جانبه أوضح وسيم محيى الدين رئيس غرفة الفنادق بعدم تسريح العمالة المدربة وهناك تنسيق أيضاً مع وزيرة القوى العاملة بتعويضات للفنادق المتضررة، وطالبنا من الفنادق أن تمدنا ببيانات عن العمالة الثابتة والموسمية للاتفاق على النسب المحددة للتعويضات فى مقابل التفريط فيهم. وعرض أحمد الوصيف عضو الاتحاد المصرى للغرف السياحية الموقف السياحى الحالى قائلاً: إن البنوك أغلقت كل التسهيلات التى كانت تمنح لهم فى ذلك الوقت العصيب على الرغم من أن الحكومة الجديدة واعية تماماً لما يتكبده القطاع السياحى من خسائر ولم تستوعب البنوك حتى الآن ذلك ويطالب وكلاء السفر العالميون الذين قاموا بدفع مقدم حجوزات الأشهر القادمة باسترجاع مستحقاتهم فى ثبوت الحالة القهرية التى تمر بها البلاد، وأضاف أن الشهر الماضى كنا نعمل بنسب اشغال عالية والآن تطالب البنوك بسرعة سداد القروض وتساءل أين دور صندوق الازمات؟ حيث قد يتم تحصيل رسوم من الفنادق والشركات وأصحاب البازارات ومراكز الغوص لمثل هذه الأزمة. وأشار الوصيف إلى أنه لا يوجد تحذير فى السوق الإنجليزى لمواطنيه بعدم السفر للبحر الأحمر وهو سوق متماسك حتى الآن ولم تتم أية مبادرات فى الوقت الحالى لالغاء حجوزات الصيف القادم ولكن من المتوقع أن تقل نسبة الاشغالات فى تلك الفترة إلى 30%. وعن الأضرار التى لحقت بالمنشآت والمطاعم السياحية أعلن وجدى الكردانى رئيس غرفة المنشآت السياحية أن جميع المنشآت بداخل منطقة الهرم قد دمرت وسلبت بالكامل وكشف الكردانى أن أغلبية أصحاب أعمال السياحة طالبوا لأول مرة بسلف لسداد مرتبات شهر يناير للعاملين وأعرب عن قلقه الشديد تجاه العمالة المدربة حيث يتم صرف ملايين من أجل تدريبها ورفع مهاراتها وأضاف طلبنا من أصحاب المنشآت ضرورة الابقاء على تلك العمالة وعدم تسريحها وهى تعد من العمل الفنى الذى سوف تحتاجه فى الفترة المستقبلية القادمة. وعن البازارات السياحية كشف محمد القطان رئيس غرفة السلع والعاديات أن البازارات تعرضت للاعتداء خاصة فى ميدان التحرير بالمتحف المصرى وبلغت خسائره 6 ملايين جنيه نظراً لوجود مشغولات ذهبية معروضة للبيع كما أن هناك 4 محلات بحى خان الخليلى و5 محلات بشارع الهرم تم تدميرها بالكامل كما حدث بمنطقة الصاغة بالحسين العديد من عمليات التخريب ولكن لايمكن حصر الخسائر الآن نظراً لانها ليس لديها تراخيص سياحية ويطالب القطان بمخاطبة وكلاء السفر لتحفيزهم على زيارة المناطق السياحية فى مصر. وأوضح وسيم محيى الدين رئيس غرفة الفنادق أنه فى خلال شهر أبريل المقبل مطلوب من الفنادق والشركات السياحية تقديم ميزانيتها العمومية لدفع ضريبة الدخل والمبيعات وناشد وزير المالية بتأجيل دفع هذه الرسوم مؤقتاً فى الوقت الراهن وطالب الحضور من رؤساء الغرف أن تقوم القوى العاملة بمساعدة القطاع السياحى الذى يقوم بدفع 1 % من ايراداته لصالح صندوق الكوارث الخاص بالقوى العاملة. وفى ختام اللقاء طالب جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين بأن تشارك البازارات بمنتجاتها السياحية فى المحافل الدولية. وعن مراكز الغوص المصرية أكد هشام جبر رئيس الغرفة أن هناك تعاونا بين غرفة الفنادق لتخفيض رسوم إيجار مراكز الغوص الموجودة بالفنادق خلال فترة انخفاض السياحة الوافدة والتى لا تتعدى 2% عن مراكز الغوص وناشد القطانى أيضاً أن تراعى الفنادق هذا بالنسبة للبازارات المفتوحة داخل الفنادق. وأكد جبر أن ممثلى غرفة الغوص سوف يتواجدون فى المعارض الدولية خلال شهرى فبراير ومارس وسوف نقوم بتوجيه رسالة سياحية سياسية بتشكيل لجنة من الاتحاد لوضع ورقة عمل تضم جميع متطلبات الاتحاد القطاع السياحى وتحديد مسئوليات كل وزارة تجاه القطاع.