انتهت المرحلة الثانية من انتخابات البرلمان وسط مشاركة جماهيرية أفضل من المرحلة الأولي بنسبة وصلت لحوالي 30% واستطاعت مصر المضي قدماً في خارطة الطريق باقترابها من استكمال مؤسساتها الديمقراطية. رغم الصعاب والتحديات أجريت الانتخابات بشفافية ونزاهة بصرف النظر عن بعض التجاوزات التي تحدث عند تنظيم أي انتخابات في العالم.. خلال فترة قصيرة تنتهي جولة الإعادة ويصبح البرلمان جاهزاً لمهمته الخاصة والاستثنائية في تاريخ مصر.. يترقب الجميع أداء البرلمان المقبل وأعضائه الجدد في رسم خريطة المستقبل التشريعية والقانونية في مختلف جوانب الحياة الاقتصادية والسياسية والصحية والتعليمية وغيرها. شنت بعض وسائل الإعلام الخارجية حملات انتقاد للانتخابات البرلمانية في مصر وشككت في بعض المرشحين وأيضاً نسبة المشاركة في تدخل غريب في شئون مصر الداخلية ولا يجب أن نهتم بمثل هذه الحملات التي تريد عرقلة أي تقدم أو إنجاز يحدث علي أرض مصر.. أفرزت الانتخابات مجموعة من الأعضاء الذين فازوا في انتخابات أجريت تحت إشراف قضاة مصر وشهد القاصي والداني بنزاهتها وشفافيتها في تأكيد علي أن زمن التزوير قد انتهي إلي غير رجعة وذلك كما أكد المستشار أيمن عباس رئيس اللجنة العامة للانتخابات. وعقب انتهاء جولة الإعادة تقبل مصر علي مرحلة جديدة والآمال معقودة علي هؤلاء الأعضاء لعلهم يلبون طموحات شعب مصر.. الكل يتطلع إلي حركة دائمة لهؤلاء الأعضاء في مجالات تشريع وإصدار القوانين التي تتواءم مع تضحيات شهدائنا الذين سالت دماؤهم في سبيل تحقيق الآمال وأن تكون هناك فرصة لإنجازات تواجه مشكلاتنا وفي مقدمتها البطالة التي تجاوزت نحو 12 مليون شاب يبحثون عن عمل كما أن هناك الكثير من المشاكل التي تحتاج إلي تضافر جهود هؤلاء الأعضاء وأن تكون هناك مسيرة وطنية كل همها خدمة مصر وأبنائها بعيداً عن المصالح والأغراض الشخصية أو تحقيق مكاسب كما كان يحدث في الماضي. ولاشك أن هذه المرحلة تتطلب من نواب الشعب التفاني في مواجهة التحديات التي تعترض الوطن داخلياً وخارجياً وليت هؤلاء الأعضاء يدركون أن هناك تحديات خطيرة يتعين أن نقف صفاً واحداً في مواجهتها والتصدي لها بكل قوة وشجاعة ويكفي أن نتطلع شرقاً وغرباً فنجد التمزق والتشرد وعمليات التقسيم تمضي علي قدم وساق وذلك يلقي علي كل مصري خاصة أعضاء البرلمان العمل بشجاعة وإقدام ودون يأس حتي تمضي هذه المرحلة وتخرج مصر من هذه الأزمات قوية شامخة.. ولعله لا يغيب عنا أن المتربصين بنا كثيرون وكلهم يريدون توجيه ضربات قاصمة لبلادنا.. المرحلة صعبة لكن لا شيء يعوق حركة المخلصين لوطنهم وسوف تكشف الأيام عن صدق نوايا الأعضاء وتسود مصر حركة ديمقراطية توضح أن أبناء أرض الكنانة علي مستوي المسئولية وفي داخلهم تصميم علي استعادة حضارة الآباء والأجداد.