يبدو ان لعنة شهر يونيو تطارد شعب مصر. فمن قبل وقعت في نفس الشهر نكسة 5 يونيو.. وليس في مصر أحد لا يضع يده علي قلبه تحسباً ليوم 30 من هذا الشهر. حقيقة ما اشبه الليلة بالبارحة. فالحديث يملأ الساحة ومختلف الأوساط عن مجريات الأمور وما ينتظر بسطاء هذا الشعب من جراء تلك الحرب المشتعلة بين أبناء أرض الكنانة. فرق متناحرة كل له رأي. صراع وحناجر تردد عبارات تحمل تهديداً ووعيداً. لدرجة أن هناك من ينادي بقطع يد وقتل من يقترب من قصر الاتحادية. كما ان نذر الشر قد اطلت برأسها في الإسكندرية فقد وقعت الاشتباكات بين المؤيدين والمعارضين. وليس بخاف علي أحد ما يجري في قصر ومحيط وزارة الثقافة والدماء التي سالت في الاشتباكات بين المؤيدين والمعارضين لسياسة الدولة. الاستعدادات علي قدم وساق من أجل هذا اليوم. أوراق تجمع لحركة "تمرد" وأخري لحركة "تجرد" والتصعيد والتنافس يمضي بلا أي تردد. الأزمات يلاحق بعضها البعض والفرقاء يحشدون لليوم الموعود. سباق محموم دون تقدير لمصلحة الوطن. ودون ان يسأل أحد نفسه إلي أين نحن ذاهبون؟ وما هو مصير الحياة في الشوارع والميادين في الغد المنتظر؟ رغم ان الجميع خاسر في تلك المعارك. والأكثر غرابة ان أحداً لا يدري كيف تخرج قلب العروبة النابض من هذه الأزمات؟ وهل أغلقت كل الطرق من أجل مخرج آمن وحماية منشآتنا ومؤسساتنا ودماء أبنائنا من هذه الكارثة التي تلوح في الافق نذرها الخطيرة؟! بلا شك هناك الكثير من وجهات النظر للانطلاق نحو القوي السياسية والأحزاب والائتلافات الشبابية ومختلف التيارات الإسلامية وغيرها من أجل وقف تلك المعارك المشتعلة وجمع شمل هؤلاء نحو كلمة سواء من أجل مصلحة الوطن والحفاظ علي هذه الجهود وادخارها لمعارك البناء والتنمية. وصيانة الدماء الذكية لشبابنا ويكفي ما جري لكن السؤال الذي يدق الرءوس بشدة من يستطيع القيام بهذه المهمة وسط هذه الظروف الصعبة. وذلك التشبث بالرأي وتمسك كل فريق بوجهة نظره؟ تساؤلات يدافع بعضها البعض والظلام يحيط بنا من كل جانب!! حقيقة رغم كل الصعاب والمعوقات التي تكتنف هذه المهمة الشاقة الا ان ذلك ليس عسيراً أمام عزيمة الرجال المخلصين ومن تمتليء قلوبهم حباً للوطن ومصلحته العليا. ومن تفيض مشاعرهم بالعزة لهؤلاء البسطاء الغالبية العظمي من أبناء شعبنا لا تثنيهم أي صعاب عن خوض هذا الطريق. وتجشم أي صعوبات والتحرك بحب وإخلاص وحياد بين مختلف الأطراف. ومن قبل أي شيء التوكل علي الله والثقة بتأييده من أجل حقن الدماء. وصيانة الأمة من حرب أهلية لا يعرف أحد مداها إلا الله. العزيمة الصادقة قادرة علي قهر الصعاب وإزالة الأشواك من الطرق أياً كانت الصعاب!! الآمال معقودة علي حكماء مصر ورجالاتها وهم كثير بحمد الله خاصة من الذين لم ينخرطوا في طوفان هذا الحشد سواء مع المعارضين أو المؤيدين. هؤلاء كثيرون وتتطلع إليهم الجماهير للقيام بهذا الدور الوطني العظيم. وبذل أقصي الجهد سواء مع رياسة الجمهورية والحكومة أو مختلف الاحزاب والقوي السياسية والائتلافات والتحرك دون يأس أو ملل وطرق كل الأبواب بقلوب وعقول مفتوحة لا تبتغي سوي مصلحة الوطن ووقف هذه المعارك بين الاشقاء. هؤلاء الرجال لا يرضيهم ان يظلوا في مقاعد المتفرجين بينما المعارك تتصاعد والأيام تتوالي دون تحرك علي أرض الواقع لحسم الموقف وحماية الأمة من اسالة الدماء. لدينا حكماء في كل المواقع.. تستنهض وطنيتهم وهمتهم من أجل أجيال المستقبل وحماية لمصر من الأخطار. في نفس الوقت مصلحة الوطن العليا تتطلب مبادرة شجاعة من هؤلاء الحكماء تتضمن وقفة حازمة محايدة بين كل الأطراف سواء من المؤيدين للدولة أو المعارضين. والسعي بجدية لاتخاذ موقف يراعي كل الآراء والاتجاهات وإعلاء مصلحة الوطن فوق كل اعتبار والابتعاد قدر الاستطاعة عن العودة لنقطة الصفر. مبادرة تستهدف الانطلاق نحو آفاق توحد ولا تفرق تجمع بين الفرقاء دون غرض أو ميل لأي طرف. علي الجانب الآخر.. فإن الآمال تحدونا إلي مبادرة من جانب مؤسسة الرئاسة باعتبارها المسئولة عن إدارة شئون هذا الشعب. وأمانة هذه المسئولية تتطلب السعي بكل جهد نحو التقريب بين وجهات النظر والاستماع بصبر وسعة صدر لكل الآراء والاتجاهات ونتطلع إلي مبادرة من جانب مؤسسة الرئاسة لعلها تستجيب لنداء تشكيل حكومة وطنية تتوافق عليها كل الاتجاهات مع الأخذ في الاعتبار بأن الجميع حريص علي المضي في الطريق الذي اختاره الشعب. بالاضافة إلي الاستجابة بتغيير النائب العام عن طريق مجلس القضاء الأعلي. تلك مجرد مقترحات لعلها تنير الطريق أمام من يتخذ القرار. ونأمل ان يوفقه الله إلي أفضل الوسائل التي تساهم في حقن الدماء وحسم المواقف بين كل الأطراف وإعلاء مصلحة الوطن فوق الجميع. اعتقد انه يجب ان تتضافر كل الجهود من أجل وقف تلك المعارك الدائرة وحسم الأمور بإرادة وطنية وشجاعة وان تتكاتف جهود الحكماء من كل الأطراف مع مؤسسة الرئاسة وأجهزة الدولة من أجل رفعة الوطن ووضع حد لتلك المعارك التي تشتد مع اقتراب يوم 30 يونيو. نتمني ان يمضي كأي يوم من أيام مصر الجميلة. يا أبناء أرض الكنانة حان الوقت لنضع أيدينا متشابكة مع بعضنا البعض حفاظاً علي أمتنا ووطننا وحماية لكل منشآتنا. وفي الختام ان أريد إلا الإصلاح ما استطعت. وما طرحته من أفكار ربما يكون خطأ يحتمل الصواب. والله من وراء القصد.