المناطق السياحية العلاجية تحولت لخرائب مهملة في وقت تحتاج مصر لها كبديل عن سياحة الشواطئ خاصة بعد قيام بعض الدول بمنع رعاياها من السفر إلي مصر. تتعدد لدينا مناطق ذات شهرة تاريخية عريقة تتمتع بميزة السياحة العلاجية مثل حلوان. عين الصيرة. العين السخنة. الغردقة. الفيوم. منطقة الواحات. أسوانوسيناء التي تشتهر برمالها السوداء التي لها القدرة علي التخلص من بعض الأمراض الجلدية بالاضافة إلي العيون الكبريتية والمعدنية التي تمتاز بتركيبها الكيميائي الفريد الذي يفوق في نسبته جميع العيون الكبريتية والمعدنية في العالم. ورغم ذلك فإن دخل هذه السياحة بالمقارنة مع بعض الدول التي لا تملك أي مقومات طبيعية ضئيل جداً. أشار العديد من المواطنين إلي ان إهمال المسئولين أصاب بعض المناطق الهامة مثل الكبريتاج وعين حلوان بالعديد من المشاكل إلي جانب تدني الخدمة المقدمة مما أدي إلي انخفاض نسبة الوافدين عليها. أحمد عبدالفتاح موظف يقول الكبريتاج كان من أهم أماكن السياحة العلاجية في حلوان لما به من حمامات مياه كبريتية طبيعية تقضي علي الآلام الروماتيزمية وكان يتوافد عليه الآلاف من العرب فوالدي كان يعاني من مشكلات في فقرات العنق والمفاصل والأكتاف منذ 10 سنوات نتيجة العمل الشاق وقد تم علاجه بالفعل بالمياه الكبريتية لكنه الآن مجرد أطلال. وتضيف سوسن دياب ربة منزل كنت أذهب بوالدتي المسنة منذ 8 سنوات إلي الكبريتاج وكانت تعاني من الروماتيزم والعلاج الكيميائي له آثار جانبية خطيرة عليها ففضلنا العلاج الطبيعي وقد حدد الطبيب لها عدة جلسات أسبوعية وقد ظهرت النتيجة بشفائها. ولكن بعد ذلك قاموا بتكسير المبني وغلقه وعلمنا بعد ذلك إن المشكلة سببها اختلاف الإدارة مع الشركاء وحتي الآن لم يقوموا بفتحه وإعادة تجديده بالرغم أنه مشفي طبيعي ولم يهتم الحي والمحافظة بإعادة افتتاحه. ويشاركها الحديث سعيد عطايا محاسب مؤكداً أن إهمال المسئولين أصاب المكان بالانهيار بعد أن كان من أهم المناطق العلاجية فأصبح مهملاً ومهمشاً والعلاج به يقتصر علي الفقراء ومن لا يستطيع دفع تكاليف العلاج بالمستشفيات الخاصة حيث إن سعر تذكرة العلاج في الكبريتاج 4 جنيهات فقط. وتشير أم أدهم محمد من سكان حلوان إلي أن عين حلوان والكبريتاج كانا من أهم المناطق العلاجية الطبيعية في حلوان وبعد أن كانت العين مشفي عالمياً من أحسن الأماكن في علاج الأمراض الجلدية بطرق طبيعية أصبحت غابة مغلقة ومسكناً للكلاب الضالة واختلطت مياهها بالصرف الصحي بسبب إهمال المسئولين. يلتقط أطراف الحديث رامي يوسف سائق قائلاً: بعض المسئولين ورجال الأعمال هم السبب الرئيسي وراء الإهمال الموجود في هذه المناطق الطبيعية حيث قاموا بتخريب العين وضياع ملامحها الطبيعية وغلقها تمهيداً للاستيلاء علي أراضيها بوضع اليد وبناء أبراج سكنية تحت مرأي ومسمع المسئولين في المحافظة والحي. ويقول عبدالغفار مجدي بالمعاش هناك العديد من الأماكن السياحية تم إهمالها في سيناء والواحات البحرية كان يأتي إليها السياح من كل بلاد العالم ولكن بسبب إهمال المسئولين تحولت تلك الأماكن إلي سكن للأشباح. ويضيف عماد أحمد محاسب هناك قصور كبير من جانب الدولة في الاهتمام بالسياحة العلاجية فلدينا مقومات طبيعية كبيرة من الممكن أن تجذب السائحين من مختلف دول العالم وتدر علينا عائداً كبيراً إذا تم استغلالها بشكل جيد. سعيد عبدالحليم خبير سياحي أكد أن السياحة العلاجية بمصر تراجعت كثيراً خلال السنوات الماضية نتيجة إهمال المسئولين فبعد أن كنا من أول الدول في هذا المجال سبقتنا الآن دول كثيرة مثل الأردن والسعودية وتونس علي الرغم من أن هذه الدول ينقصها الكثير من المقومات الطبيعية التي تتميز بها مصر وتنتشر في أراضيها فلدينا العيون الكبريتية والمعدنية التي تمتاز بتركيبها الكيميائي الفريد والذي يفوق في نسبته جميع العيون الكبريتية والمعدنية في العالم علاوة علي توافر الطمي في برك هذه العيون الكبريتية الذي يشفي العديد من أمراض العظام وأمراض الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي والأمراض الجلدية وغيرها وهناك أيضا الرمال الدافئة التي تساعد علي الاستشفاء لمرضي الروماتيزم المفصلي. وأضاف مع قيام بعض الدول بتحذير رعاياها من الحضور للسياحة في مصر لابد من قيام المسئولين والإعلام بالعمل علي تنشيط الدعاية للسياحة العلاجية عن طريق توفير المصحات الطبيعية ذات الجودة والمستوي الراقي مع استقدام الكوادر الهامة في مجال العلاج الطبيعي وعمل حملات إعلامية بجميع اللغات لجذب السياح من كل بقاع الأرض. وأشار محمد يسري مرشد سياحي إلي تمتع مصر بالعديد من أجمل مناطق السياحة العلاجية في العالم مثل الواحات البحرية المشهورة بين السائحين الأوروبيين حيث يقصدونها للاستشفاء وخاصة منطقة عيون بئر حلفا ذات المياه الدافئة ومنطقة عيون القصعة ومناطق الآبار الرومانية التاريخية وبئر البشمو الشهير وهناك أيضا جبل الدكرور وعيون المياه المعدنية بواحة سيوة موقع الصدارة بين أفضل الأماكن للسياحة العلاجية والاستشفاء الطبيعي حيث تتميز بالهدوء ونقاء الجو واعتدال درجة الحرارة تساعد في علاج العديد من الأمراض الروماتيزمية وآلام المفاصل كما تتمتع سيناء بالكثير من الأماكن المهمة التي تؤهلها لتكون مركزاً للسياحة العلاجية لما بها من شواطئ ومناخ دافئ معظم أوقات السنة فيوجد بها الكثير من العيون المائية الحارة التي لها أهمية علاجية مثل حمام فرعون وحمامات موسي التي تتميز بمياهها الكبريتية. الدكتور خيري عبدالدايم إن مصر من أغني الدول بالمقومات الطبيعية في مجال السياحة العلاجية وكانت مقصداً لكل دول الخليج ولكن لعدم وجود إعلام جيد وتنسيق بين الهيئات والجهات المختصة بمرضي الدول العربية أدي إلي العزوف عن الأماكن العلاجية الموجودة بمصر مثل سفاجا والكبريتاج بحلوان وسيوه بالرغم من غزارة الرمال التي تشفي من الأمراض الروماتيزمية مطالباً بعمل بروتوكول يربط بين جميع المؤسسات العلاجية بالخارج وداخل مصر مع الاهتمام بتقديم الخدمات الطبية اللازمة حتي نستطيع تنشيط السياحة العلاجية مرة أخري.