استمراراً لمسلسل فشل الانقلاب العسكري الدموي في إدارة موارد الدولة واستغلال الثروات الطبيعية لتوفير دخل بالعملات الصعبة يساعد في إنعاش الاقتصاد وتوفير فرص عمل واستثمارات للشباب، أكد خبراء أن مصر أصبحت خارج منظومة السياحة العلاجية في العالم، مقارنة بدول عربية أخرى، كالأردن. وأوضح الخبراء أن الحكومة الانقلابية الفاشلة لم تدرك الأهمية الطبية والعلاجية للعديد من الأماكن بمصر والتي إن تم استغلالها بشكل أفضل تكون مقصداً للسياحة العلاجية ومنافسة العديد من الشركات الوطنية والأجنبية الكبرى للاستثمار الأمثل في هذا المجال.
ويرى الخبراء أن السياحة العلاجية في العالم، من أهم الموارد الاقتصادية حيث تصل عوائدها إلى نحو 100 مليار دولار سنويًا، وتتصدر الأردن المرتبة الأولى عربياً، بنحو 1.8 مليار دولار سنويًا، في حين أن مصر خارج هذه الخريطة، بحسب بوابة الأهرام.
وطالب محمد إسماعيل عبده ، رئيس شعبة المستلزمات الطبية بغرفة القاهرة التجارية، بإنشاء مدن طبية متكاملة، تحتوى على فنادق وعلاجات متخصصة وتقديم خدمة طبية سياحية للسائح الزائر لمصر، من أجل الاستشفاء مع أهمية اهتمام الدولة بتلك المنظومة، مع ضرورة توفير الأطباء المتخصصين، وتوفير شبكة طرق للتيسير على السائح لسهولة الوصول إلى هذه الأماكن، مع الاهتمام بالمحميات الطبيعية لسهولة التسويق والترويج للسياحة العلاجية، كما طالب بإنشاء شركات متخصصة للطب العلاجي، ولها نسبة من الأرباح لإنجاح المشروع والمنافسة عالميًا.
بدوره أوضح جلال حجازي، رئيس شعبة السياحة بغرفة شمال سيناء، أن مصر تتميز بكثرة العيون والآبار الطبيعية ذات المياه المدنية والكبريتية، تختلف في العمق والسعة ودرجة الحرارة بين 30 و37 درجة مئوية، خاصة وأن الأبحاث العلمية والتحليلات المعملية، أثبتت احتواء الكثير من هذه الينابيع الطبيعية على أعلى نسبة من عنصر الكبريت بالآبار المنتشرة في مختلف أنحاء العالم، كما تحتوى هذه المياه الطبيعية على عدة أملاح معدنية، وبعض المعادن ذات القيمة العلاجية، من أمثال كربونات الصوديوم، ونسب متفاوتة من بعض العناصر الفلزية مثل الماغنسيوم، والحديد.
وأشار إلى أن رمال مصر لا تقل ثراء عن مياهها فقد أظهرت الدراسات العلمية احتواء الكثبان الرملية بالصحراء المصرية على نسب مأمونة وعظيمة الفائدة من العناصر المشعة، وقد أدى العلاج بغمس بالطمي أو الرمال لفترات محددة إلى نتائج غير مسبوقة في عدة أمراض روماتيزمية، مثل مرض الروماتيد، والآلام الناتجة عن أمراض العمود الفقري.
ولفت حجازي إلى أن أهم المناطق التي تتمتع بالعلاج الطبيعي ولها شهرة عالمية، هي منطقة حلوان وتمتاز بحماماتها الشهيرة، وبجوها الجاف وبمياهها الكبريتية، بالإضافة إلى الواحات البحرية والتي يوجد بها نحو 400 عين للمياه الكبريتية الدافئة والباردة، مما يؤهلها لتصبح من أهم المنتجعات العلاجية في العالم.