تشكيل هيئة مكتب نقابة أسنان القليوبية    نقيب الفلاحين يعلن دعمه لاتحاد القبائل العربية بقيادة العرجاني    إحتفاء بذكرى ميلاده..محافظ الشرقية يؤدى صلاة الجمعة بمسجد الدكتور عبدالحليم محمود في بلبيس    الملتقى الأول لشباب الباحثين العرب بكلية الآداب جامعة عين شمس    إزالة حالة تعدي على أرض زراعية بقرية الفاوية في قنا    أسعار البصل اليوم بالمحافظات.. انخفاض في سعر الكيلو وتوقعات بالمزيد    حملة بحي شرق القاهرة للتأكد من التزام المخابز بالأسعار الجديدة    محافظ كفر الشيخ: انتهاء أعمال رصف شارع المعهد الديني ببلطيم بطول 600    «المشاط»: 117 مشروعًا لدفع مشاركة المرأة وتمكينها اقتصاديًا واجتماعيًا    وزيرة التخطيط: 7.7 مليار جنيه استثمارات عامة لمحافظة الأقصر خلال 23-2024    وزيرة الهجرة تشهد احتفال «يوم أوروبا» وتؤكد: علاقات متميزة وتعاون وثيق بمختلف المجالات    محافظ بني سويف يوجه بمتابعة استمرار التسهيلات في تلقى طلبات التصالح بالقانون الجديد 187    تحذير شديد من الأمم المتحدة بشأن الأوضاع في غزة    الاتحاد الأوروبي يدين الهجوم على مباني الأونروا في القدس الشرقية    أوكرانيا: روسيا بدأت هجوماً برياً في منطقة خاركيف    قصة غلاف| «تايم» ترصد انتفاضة الجامعات الأمريكية ب«عدسة الصحفيين الطلاب»    فانتازي.. أفضل 4 لاعبين ذوي ملكية منخفضة للجولة المزدوجة (DGW37)    أعضاء مجلس الزمالك يستقبلون المنسق الأمني لمباراة نهضة بركان    محلل أداء منتخب الشباب يكشف نقاط قوة الترجي قبل مواجهة الأهلي    بيرسي تاو يحصد جائزة أفضل لاعب في اتحاد دول جنوب إفريقيا    ضبط 40 شيكارة دقيق مدعم في السوق السوداء بقنا    إصابة 6 أشخاص في حادث انقلاب سيارة ميكروباص بالطريق الأوسطي    تشييع جثمان عقيد شرطة ضحية تصادم سيارة مع جمل ببني سويف    مشاجرة بين عائلتين بالأسلحة البيضاء وإصابة شخصين بالفيوم    ضبط لحوم وكبدة غير صالحة للاستهلاك البشري بأحد المطاعم في الفيوم    حفاران حطما الجدران.. كيف ساهمت مياه الشرب في إخماد حريق الإسكندرية للأدوية؟- صور    ما حكم إيداع الأموال في البنوك وأخذ الفوائد؟ مفتي الديار المصرية يجيب    بالصور- جامعة المنيا تحصد 4 مراكز متقدمة في منافسات مهرجان "إبداع"    أحمد العوضي.. "ياسمين خير حبيبة وزوجة"    سنوات الجرى فى المكان: بين التلاشى وفن الوجود    خطيب الجمعة ب "الأزهر": الحضارة الإسلامية حوربت عبر تشكيك المسلمين في تراثهم    الأدلة 60 صفحة.. توضيح مهم لمفتي الجمهورية بشأن التعامل مع البنوك    الرعاية الصحية: تقديم 16 مليون خدمة طبية بالمستشفيات والوحدات التابعة    عادات يومية للتحكم في نسبة السكر بالدم.. آمنة على المرضى    وزير الري يلتقى المدير الإقليمي لمكتب اليونسكو بالقاهرة    الكشف الطبي بالمجان على 1282 مواطنًا في قافلة طبية بدمياط    دعاء الجمعة للمتوفي .. «اللهم أنزله منزلا مباركا وأنت خير المنزلين»    الجيش الإسرائيلي و"حزب الله" يتبادلان القصف    انطلاق فعاليات القوافل التعليمية لطلاب الثانوية العامة بالشرقية    في محكمة الأسرة.. حالات يجوز فيها رفع دعوى طلاق للضرر    الاستغفار والصدقة.. أفضل الأعمال المستحبة في الأشهر الحرم    رحلة مبابي في باريس تنهي بمكالمة الخليفي    هنا الزاهد وشقيقتها فرح يرقصان في حفل زفاف لينا الطهطاوي (صور وفيديو)    رد فعل محمد عادل إمام بعد قرار إعادة عرض فيلم "زهايمر" بالسعودية    تجنب 4 أطعمة لتقليل خطر الإصابة بالسرطان    الإسكان تناقش آليات التطوير المؤسسي وتنمية المواهب    463 ألف جنيه إيرادات فيلم فاصل من اللحظات اللذيذة في يوم واحد بدور العرض    حماس: الكرة الآن في ملعب الاحتلال للتوصل لهدنة بغزة    فضل يوم الجمعة وأفضل الأعمال المستحبة فيه.. «الإفتاء» توضح    نشوب حريق بمصفاة نفط روسية بعد هجوم أوكراني بالمسيرات    شخص يطلق النار على شرطيين اثنين بقسم شرطة في فرنسا    لمواليد 10 مايو.. ماذا تقول لك نصيحة خبيرة الأبراج في 2024؟    الناس بتضحك علينا.. تعليق قوي من شوبير علي أزمة الشيبي وحسين الشحات    3 فيروسات خطيرة تهدد العالم.. «الصحة العالمية» تحذر    مايا مرسي تشارك في اجتماع لجنة التضامن الاجتماعي بمجلس النواب لمناقشة الموازنة    رد فعل صادم من محامي الشحات بسبب بيان بيراميدز في قضية الشيبي    اللواء هشام الحلبي يكشف تأثير الحروب على المجتمعات وحياة المواطنين    نهائي الكونفدرالية.. تعرف على سلاح جوميز للفوز أمام نهضة بركان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللواء محيي نوح : كبدنا العدو خسائر فادحة في عملية "لسان التمساح" ثأرًا لرياض
نشر في الجمهورية يوم 05 - 10 - 2015

حرب العاشر من رمضان هي إحدي جولات الصراع العربي- الإسرئيلي التي انتصرت فيها مصر بجدارة حيث حققت قواتنا المسلحة المصرية انتصارا عظيما شهد له العالم وسجله التاريخ حيث قامت القيادة المصرية بوضع خطة محكمة لمهاجمة إسرائيل بهدف استعادة شبه جزيرة سيناء التي سبق احتلتها إسرائيل في حرب 1967 وكانت إسرائيل قد قضت السنوات الست التي تلت حرب 1967 في تحصين مراكزها في سيناء وأنفقت مبالغ هائلة لدعم سلسلة من التحصينات علي مواقعها في منطقة قناة السويس وخط بارليف.
اللواء أركان حرب محيي الدين خليل نوح أحد أبرز أبطال الفرقة "39 قتال" التابعة لقوات الصاعقة قال ل "الجمهورية" حرب أكتوبر معركة عظيمة أول ما اتذكر هو كلمة الله أكبر عبرنا بها من الهزيمة للنصر المبين وذكر تفاصيل نشأته حيث ولد في 6 أغسطس من عام 1943 بمحافظة الشرقية ومر بمراحل التعليم بتفوق رياضي واضح في لعبة الملاكمة حيث تفوق علي اقرانه وحصل علي بطولة مدارس الجمهورية وبطولة القطر المصري التحق بالكلية الحربية عام 1961 وتخرج في الرابع من ابريل 1963 وكان لتوفقه الرياضي وقوامه الممشوق والمثالي دور في الحاقه علي إحدي كتائب سلاح الصاعقة الذي كان له اهتمام كبير به في ذلك الوقت وأضاف كذلك حصل علي المركز الأول في دورة معلمي الصاعقة عام 1963 "الدورة رقم 53" وعملت مدرساً بمدرسة الصاعقة.. وعن المجموعة "39 قتال" ذكر اللواء محيي نوح بأنها مجموعة مقاتلة علي جميع الجبهات من بورسعيد شمالا حتي رأس محمد إلي داخل سيناء إلي داخل إسرائيل من 67 حتي 73 وقد كانت المجموعة تقوم بتنفيذ عمليات اغارة وكمائن واستطلاع خلف خطوط العدو وتمكنت المجموعة من القيام بعمليات داخل إسرائيل بالتعاون مع منظمة فتح حيث تم تدمير مصانع الفوسفات وبعض المطارات ومخازن الوقود واشار البطل محيي إلي أهم انجازات المجموعة حيث كانت تقوم بعمليات انزال مستمرة في أرض العدو واستطاعت المجموعة الاطاحة ب430 قتيلا من صفوف الجيش الاسرائيلي وتدمير 17 دبابة وعربة مختلفة و4 بلدوزر وتدمير عدد كبير من منشآت العدو كما نجحت المجموعة في الحصول علي أول أسير وهو يعقوب روينة.
موقعة رأس العش
وأوضح اللواء البطل محيي أنه كلف بقيادة سرية تقوم بتأمين مناطق رأس العش والتينة والكاب وفي يوم 8 يوليو شاهد 4 عربات مجنزرة إسرائيلية ودبابتين أمام منطقة رأس العش في محاولة لإقامة موقع بهذه المنطقة فجهز الرجال اللازمين للمهمة ومنهم الضابط محمود حنفي وطاقم قاذفي أربي جيه وتم الانفاق علي أن تكون اشارة بدأ الهجوم علي العدو أول قذيفة يطلقها قائدهم محيي نوح.. وبالفعل ما هي إلا لحظات قليلة ومن موقعهم علي الضفة الغربية بالقناة انهالت قذائف الأربي جيه المصرية علي دبابات ومجنزرات العدو فدمرت عرباته المجنزرة الأربع واحدي الدبابتين في حين فرت الدبابة الأخري جنوبا فخرج البطل محيي نوح من مخبئه وأخذ يطارد الدبابة في منظر طريف دبابة إسرائيلية فارة علي الضفة الشرقية وجندي صاعقة فارع الطول يطاردها ويجري خلفها علي الضفة الغربية.. ولم تمض أكثر من نصف الساعة حتي جاءت طائرات العدو تقصف الموقع الذي دمر مجنزراتها قصفا شديدا في عملية انتقامية لم تقتصر علي قصف المواقع العسكرية بل امتدت نحو المواقع المدنية فضربوا طرق المواصلات والطرق الحديدية وشبكات المياه وفندق بورسعيد وازهقوا أرواح أعداد كبيرة من المدنيين واستشهد جنود حرس الحدود في المنطقة كانوا يشجعون ابطال الصاعقة اثناء اشتباكهم مع قوات العدو فكانوا يصفقون لكل دبابة أو مجنزرة تدمر.. وأثناء القصف احتمي محيي نوح ورجاله بالملاحات الخلفية فلم يصب منهم أحد سوي محيي نوح الذي أصيب ببعض شظايا القصف.. ولما كانت الاتصالات مقطوعة مع القيادة حضر إليهم النقيب نزيه لمعرفة ما حدث وحل محل البطل محيي نوح الذي تم نقله إلي مستشفي بورسعيد.
المخابرات الحربية والاستطلاع
وأشار اللواء محيي نوح إلي أنه في عام 1968 التحق بإحدي كتائب الصاعقة للعمل محلقأ علي ادارة المخابرات الحربية والاستطلاع ثم رشح وقتها للانضمام إلي مجموعة 39 قتال.
بدء تكوين المجموعة 39 قتال
وفي أوائل عام 1968 كانت كتيبة الصاعقة انضم المقاتل البطل محيي نوح إلي المجموعة تحت تصرف القيادة لانتقاء عناصر من بينهم لتكون قوام مجموعة العمليات الخاصة التي يقودها العقيد ابراهيم الرفاعي الذي كان قد سبق له قيادة مجموعات قليلة العدد عبر بها القناة للقيام بأعمال تدمير واستطلاع للعدو وكلف الرفاعي محيي نوح الذي سبق تعارفهما وهما ضمن صفوف وحدات الصاعقة باختيار أفضل العناصر من كتيبته من ضباط وصف ضباط وجنود لضمهم إلي المجموعة التي كان قوامها الرفاعي قائدا للمجموعة والعقيد غالي نصر طبيبا والرائد أحمد رجائي عطية وفصيلة من الصاعقة البحرية وفصيلة من احدي فصائل الصاعقة بالاضافة إلي المجموعة التي اختارها النقيب محيي نوح من كتيبته من ضباط وصف ضباط وجنود لضمهم إلي المجموعة التي كان قوامها الرفاعي قائداً للمجموعة والعقيد غالي نصر طبيباً والرائد أحمد رجائي عطية وفصيلة من الصاعقة البحرية وفضيلة من إحدي فصائل الصاعقة بالإضافة إلي المجموعة التي اختارها النقيب محيي نوح كتيبته حتي بلغ عدد أفراد المجموعة ما يقرب من 200 مقاتل كانوا يتنافسون فيما بينهم لكي يحظوا بالخروج في عمليات مع قائدهم الرفاعي ويذكر المقاتل محيي نوح أن الرفاعي علي الرغم من عدم ضخامة الحجم أو الطول الفارع إلا أنه كان يتمتع بصفة الجرأة المتناهية التي يتمكن من بثها في كل من كان يعمل معه وحملت المجموعة أسماء مختلفة منها مجموعة الكوماندز المصريون ومنظمة سيناء العربية وعندما اكتمل عدد العمليات التي قاموا بها ضد العدو 39 عملية حملت اسم "المجموعة 39 قتال".
أحد عمليات المجموعة
ويذكر اللواء محيي نوح ل"الجمهورية" واحدة من أهم العمليات التي شارك فيها وهي عملية لسان التسماح الأولي في التاسع عشر من ابريل 1969 رداً علي استشهاد الفريق عبدالمنعم رياض 9 مارس 1969 وبتكليف من القيادة العليا تم تكليف الرفاعي ومجموعته بالقيام بعمل ثأري قوي يكلف العدو أكبر الخسائر واختاروا نفس الموقع الذي أطلق قذائفه علي الشهيد رياض وتم الاستطلاع الجيد للموقع من الضفة الغربية للقناة من فوق مبني الإرشاد.. فتم معرفة عدد أفراد الموقع وتسليح الموقع وتم تصميم ماكيت للموقع ثم تشييد موقع هيكلي بنفس التصميم بمنطقة تجمع المجموعة وتم اختيار من ستوكل إليهم المهمة وتم توزيع الأدوار عليهم وتدرب كل فرد علي ما سيقوم به في التوقيتات المحددة وكان موقع لسان التمساح مكون من 4 دشم اثنان في الأمام واثنان في الخلف محصنة تحصيناً شديداً يحميها من أي قصف مدفعي من أثقل الأعيرة فكان تحصينها من فلنكات وقضبان السكك الحديدية وشكاير الرمل يوصل بينها أنفاق لحركة الجنود كي لا يخرج منهم أحد علي سطح الأرض أثناء الاشتباكات وبها مزاغل لمدفعية ثقيلة الأعيرة لضرب مدينة الإسماعيلية.
أضاف محيي نوح أن بعد التدريب الجيد علي تنفيذ العملية وبعد آخر ضوء من نفس اليوم قاد الرفاعي رجاله في 6 قوارب كانت تحت قيادة غالي نصر لعبور بحيرة التمساح تحت قصف مدفعي بطول الجبهة كي لا يعلم العدو اتجاه الهجوم حتي وصلت المجموعة جنوب الموقع بحوالي 100 متر وكان العميد مصطفي كمال هو ضابط الاتصال علي الضفة الغربية فتم طلب رفع ضرب المدفعية عن الضفة الشرقية وتحركت مجموعات الاقتحام نحو أهدافها النقيب محيي نوح ورجاله الاثني عشر الدشمة رقم 1 والرائد أحمد رجائي عطية الدشمة رقم 2 والنقيب وئام سالم الدشمة رقم 3 والنقيب محسن طه دشمة رقم 4 وبدأت كل مجموعة في تنفيذ مهامها.. فبدأت مجموعة محيي نوح في إلقاء قنابل الدخان والقنابل الحارقة بالمزغل وبدأ العدو في الخروج فتم التعامل به بجميع أنواع الأسلحة رشاشات وقنابل يدوية وسلاح أبيض وحدث ذلك بجميع الدشم فتم القضاء علي كل من في الموقع من جنود إسرائيليين وتم حرق منطقة الشئون الإدارية للموقع بما تضمه من مؤن ومعدات وظل أبطال المجموعة يدمرون في الموقع لمدة ساعتين متواصلتين تم خلالها إنزال العلم الإسرائيلي من أعلي الموقع وحرقه ورفع العلم المصري مكانه والاستيلاء علي بعض الأسلحة الخفيفة من داخل الموقع حتي طلبت القيادة العودة لتحرك احتياطات العدو من المدرعات بإعداد كبيرة نحوهم وبدأ العدو في اعطاء تعليماته لقواته الجوية بالتدخل وأثناء انسحاب رجال المجموعة من الموقع اكتشف النقيب محيي نوح دشمة لم تكن ظاهرة من قبل فألقي داخلها قنبلة يدوية اتضح أنها كانت مخزناً للذخيرة بدأت الذخيرة في الانفجار وتطايرت الشظايا التي أصابت البطل في ظهره ووجهه وجانب عنقه وعاد الأبطال بسلام.
زيارة الرئيس للصقر الجريح
وأشار البطل محيي نوح إلي أنه تم نقله إلي الضفة الغربية وهو مصاب برفقة طبيب المجموعة المقاتل الجسور الرائد غالي نصر إلي مستشفي القصاصين حيث تم عمل بعض الجراحات العاجلة ونقل الدم له وفي اليوم التالي نقلته طائرة هليكوبتر إلي مستشفي المعادي وبمجرد هبوط الطائرة وجد علي باب الطائرة في انتظاره اللواء محمد صادق مدير المخابرات الحربية في ذلك الوقت لتحيته والاطمئنان عليه ولما وجد ملابسه مخضبة بالدماء طلب له غيارات وملابس جديدة وسأله عما إذا كانت أسرته تعلم بإصابته فأجاب بالنفي فأمر اللواء صادق بسيارة تذهب إلي منزله واحضرت زوجته للاطمئنان عليه وأوصي عليه الأطباء وتركه اللواء صادق بعض الوقت وعاد عند مغرب هذا اليوم وطلب منه الاستعداد النفسي لاستقبال شخصية كبيرة ستأتي لزيارته ومضي بعض الوقت فإذا باللواء صادق يدخل الحجرة برفقة الرئيس جمال عبدالناصر والفريق محمد فوزي وزير الحربية ولما أرادت أسرة البطل مغادرة الحجرة طلب منهم أن يظلوا إلي جواره وقدم اللواء صادق البطل للرئيس قائلاً: النقيب محيي نوح من الضباط الممتازين بالاستطلاع والمخابرات ممن قاموا بعملية الإغارة وسأل الرئيس عبدالناصر الطبيب المعالج إذا كانت الحالة الصحية للبطل تمكنه من محادثته فأخبره الطبيب بالايجاب.. واستمع عبدالناصر من البطل الجريح كل تفاصيل العملية والسعادة والرضا والفخر موسومة علي وجه الزعيم الخالد وكيف تم تدمير الموقع بالكامل والقضاء علي أكثر من 40 ضابطاً وجندياً إسرائيلياً في موقع لسان التمساح وكانت استغاثتهم مرصودة علي أجهزة التنصت المصرية وهو ما يثبت كذب الدعاية الصهيونية عن الجندي الذي لا يقهر وفي نهاية الزيارة طلب الرئيس عبدالناصر الاستزادة من مثل هذه العمليات وضرب العدو في كل انحاء سيناء حتي يتحقق النصر وكم كانت سعادة النقيب محيي نوح من هذه الزيارة التي أشعرته بحنان الاب تجاه ابنائه ورعايته لهم وفي اليوم التالي حضرت وسائل الإعلام للقاء البطل وجاءت زيارات كتائب الصاعقة للتهنئة وقد استغرق العلاج بالمستشفي أكثر من شهر شمل عمليات تجميل في الوجه وإزالة بعض الشظايا من العنق وترك البعض الآخر لخطورة إخراجها ومازالت تلك الشظايا موجودة حتي الآن وشمل العلاج جلسات علاج طبيعي علي الظهر وتخلل إحدي الزيارات زيارة قائده الشهيد الرفاعي علم منه بموعد العملية التالية وكان قد تقرر لها في الثامن من أغسطس 1969 ضد نقس الموقع السابق بعد أن زاد العدو من تحصيناته وتسليحه وعدد أفراده فأصر محيي نوح علي الخروج من المستشفي للاشتراك في تلك العملية.
استطر قائلاً: كالمعتاد تم استطلاع الموقع مرة أخري وتأكد من وجود موانع هندسية حوله تمثلت في الأسلاك الشائكة وحقول الألغام فضلاً عن زيادة تحصين الدشم.. وتم الاتفاق علي مهاجمة الموقع من خلال الثغرات التي تركها العدو في الموانع الهندسية لتحرك جنوده.. وتم الهجوم علي الموقع بنفس التشكيل السابق ولكن حدثت المفاجأة فأثناء الهجوم انفجر لغمين فسفوريان في مجموعتي محيي نوح ورجائي فأصابه اللغم الأول المقاتل الذي خلف النقيب محيي نوح إصابة جسيمة واصيب النقيب محيي نوح إصابة في ظهره وأوضح بأنه لم يشعر بها في وقتها ولكنه لم يتوقف وجذب الجندي الذي سقط خلفه لكي لا يعيق حركة باقي المجموعة.. أما الرائد رجائي فاصابه اللغم فاصبح متوهجاً كعمود نيون منتصف فما كان من رجال مجموعته وكان من بينهم المقاتل مصطفي إبراهيم إلا أن اسقطوه أرضاً وأهالوا عليه الرمال لاطفائه وشعر العدو بالأبطال فأطلقوا دانات الفيلرز المضيئة لكي يشتبكوا مع رجال المجموعة فكان الابطال ينبطحون أرضا عند كل اضاءة ويهبوا بعدها للاشتباك مع العدو وعلي عجل حضرت مدرعات العدو إلي المنطقة ودارت معركة شديدة بين الطرفين تكبد فيها العدو الكثير واصدر الرفاعي أوامره لرجاله بالانسحاب من المعركة والعودة إلي الضفة الغربية للقناة وقد استشهد من رجال المجموعة في هذه العملية 9 شهداء واصيب 23 مقاتلاً ولم تنجح هذه العملية في تدمير الموقع تدميراً تاماً.
ويروي البطل ذكرياته عن عملية أخري من عمليات الفداء والبطولة وهي عملية تدمير مطار الطور في اليوم الثاني من مايو 1970 حيث تم التوجه إلي منطقة الزعفرانة حيث نقطة الانطلاق وتحضير القوات للعبور.. فتم نفخ القوارب الزودياك وتثبيت المواتير وارتداء بدل الغطس وتحميل القواذف والألغام وبالرغم من ارتفاع الموج إلي 6 أمتار وجو قارص البرودة في ذلك اليوم إلا أن الرفاعي أصر علي تنفيذ المهمة وبعد آخر ضوء انطلقت القوارب في اتجاه الطور.. كان النقيب محيي نوح واقفا في مقدمة أحد القوارب وارتفعت مقدمة القارب بشدة إلي أعلي الامواج ثم هبط فجأة بعنف فما كان من البطل إلا ان وجد نفسه طائرا في الهواء ثم غاص في الماء أسفل القارب مباشرة في الظلام فتشبث بحبل لتثبيت القارب بشدة وهو تحت سطح الماء ويسمع ضوضاء رفاص المحرك.. وقال كنت في موقف لا أحسد عليه فلو افلتت يدي لشطرني رفاص المحرك أشلاء.. وفي أحسن الظروف لو نجيت من المحرك لا بتلعتني الامواج وما شعر بي أحد.. وفي الوقت نفسه أنا تحت سطح الماء لا استطيع التنفس وبدأت احتسي الماء المالح وتسرب إلي جوفي وفي تلك الاثناء شاهدت صورة طفلتي الوحيدة حديثة الولادة أمامي مباشرة وكانت تتكلم معي.. وتجلت عناية الله له عندما أوقف قائد اللنش المساعد البحر علي أبو الحسن القارب عندما اكتشف عدم وجوده حينئذ فقط تحركت وأنا ملامس باطن القارب إلي أحد أجنابه ورفعت يدي لأعلي.
حرب أكتوبر
وذكر اللواء محيي أنه تم تكليف رجال المجموعة مع بداية حرب أكتوبر بعمليات في عمق العدو الغرض منها تشتيت انتباهه وتدمير مستودعاته البترولية لحرمانه مما يحتاجه من الوقود اللازم لادارة عجلة الحرب لديه مع تلغيم طرقه ومدقاته وتدمير مخازن ذخيرته وتعطيل احتياطياته.. ويتذكر البطل محيي نوح تلك العملية في مساء أول أيام المعركة ضد خزانات ومصافي البترول علي خليج السويس وتم الهجوم بواسطة 3 طائرات هليكوبتر استقلوها من قاعدة شمال القاهرة بعد أن تزودوا بطلقات الحارق الخارق وتم الهجوم وتدمير الاهداف بالرغم من مقاومة عنيفة من العدو بواسطة دفاعاته الأرضية تسببت في سقوط احدي طائرات الهليكوبتر المهاجمة واستشهد طيارها واصيب من فيها ومنهم المقاتل البطل فؤاد مراد وفي يوم آخر تم ضرب مواقع بترول العدو بمنطقة شراتيب ولكن هذه المرة بواسطة القوارب واستخدام الاربيجهات والأسلحة والاسلحة الحارق خارق.. وكان التجمع في مركز القيادة الخلفية.
شهادة البطل الذهبي
بدأ اللواء البطل محيي الحديث عن قائده اللواء إبراهيم الرفاعي وامتلأت عيناه بالدموع وقال عندما حدثت ثغرة الدفرسوار في الضفة الغربية حيث اخترقت قوات العدو إحدي الكباري طلب من المجموعة التجمع والذهاب إلي الإسماعيلية بتكليف من القيادة بضرب المعبر الوحيد للعدو وتدميره وعند الوصول إلي الإسماعيلية قابل الرفاعي الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس الأركان الذي كان قد وصل إلي هناك لابلاغ القيادة بحقيقة أمر الثغرة.. فكلفه الفريق الشاذلي بمهمة أخري وتم تغيير مسار المهمة الأولي وهي تدمير العدو بمنطقة الثغرة واعطاه خط سير بمنطقة السرابيوم وفي الصباح الباكر عندما نسبته القوات الإسرائيلية للمجموعة وعلي الفور عادت المجموعة إلي إحدي قواعد الصواريخ المصرية.. وفي أثناء الاشتباك أصيب اللواء الرفاعي الاصابة التي لقي ربه علي أثرها وعقب استشهاد الرفاعي وتم اخلائه للخلف وابلغ المخابرات الحربية وبعدها تولي محيي نوح القيادة وعاد الرائد غالي نصر والرائد العجيزي إلي القاهرة بناء علي أوامر القيادة وأستدعي النقيب محيي نوح إلي قيادة الجيش الثاني لمقابلة اللواء عبد المنعم خليل الذي أعطاه تكليفات للمجموعة بالتوجه إلي جبل مريم جنوب الاسماعيلية لدعم رجال المظلات الذين يقاتلون العدو هناك وبالتنسيق بين النقيب محيي نوح الذي تولي قيادة المجموعة وبين العميد محمود عبدالله قائد سلاح المظلات والعميد اسماعيل عزمي قائد لواء المظلات انتشر أبطال المجموعة أمام جبل مريم ليكونوا حاجز صلد بين العدو وقوات المظلات المصرية ومنعوا العدو من دخول الاسماعيلية في الوقت الذي قامت فيه قوات الصاعقة في تدمير العدو بنفيشة وأبو عطوة حتي يوم 22 أكتوبر وبالرغم من قرار وقف اطلاق النار إلا أن العدو واصل تقدمه نحو السويس حتي يوم 24 أكتوبر وملحمة السويس إلي أن وضعت الحرب أوزارها وتم وضع مفوضات الكيلو .101


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.