اليوم تحل ذكري النصر..ذكري العزة والفداء والتضحية من أجل تراب مصر المقدس.. يوم أن ذاق العدو مرارة الهزيمة وعادت لجيش مصر البطل عزته وكرامته هذا النصر الذي تحتفل مصر وجيشها الأعظم بذكراه السابعة والثلاثين لم يكن من قبيل المصادفة وإنما كان بالبذل والتضحية والعرق والفداء لرجال مصر الأوفياء الذين أحبوا تراب الوطن حتي حققوا لمصر النصر في المعركة وها هم يواصلون العطاء تنمية ورخاء واستقرارا وتقدما واذدهارا فشعب مصر الذي صمد وضحي يجني الآن ثمار النصر يملؤه العزم والإرادة تحت قيادة ابن مصر البار الذي صنع النصر الرئيس حسني مبارك. لم يكن نصر أكتوبر وليد مصادفة ولكنه نتيجة حتمية لعمل متواصل قامت به قواتنا المسلحة منذ نكسة67 أعمال بطولية قام بها رجال مصر البواسل خلف خطوط العدو للتمهيد الي الهجوم في السادس من اكتوبر.. هذه البطولات النادرة التي ضحي خلالها جنود مصر الأوفياء بأرواحهم ودمائهم سطروا بأحرف من نور سجلات المجد في تاريخ مصر الحديث وأثبتوا للشعب أن قواته المسلحة ستظل تحمي تراب مصر المقدس مهما كانت التضحية وفي هذا اليوم يرصد الأهرام المسائي صفحات من هذه البطولات التي كانت بمثابة تمهيد لنصر اكتوبر المجيد. ابطالنا لم تضعفهم مرارة الهزيمة في1967 بل زادتهم بأسا, ابطالنا لم يرهبهم العدو بما كان ينسجه من اساطير وبأنه يملك جيشا لايقهر, ابطالنا لم يغمض لهم جفن ولم يهدأ لهم بال حتي ذاقوا حلاوة النصر, ابطالنا ابطال جيل النصر ابطال حرب اكتوبر المجيدة لايمكن ان ننساهم, ابطالنا محفورون في ذاكرة مصر جزء منها لايتجزأ. من هؤلاء الابطال اللواء محيي نوح من ابطال مجموعة39 قتال التي تتبع ادارة المخابرات الحربية والاستطلاع والتي كان يطلق عليها مجموعة الفدائيين المصريين او فرع العمليات بمنطقة سيناء وذلك قبل تكوين المجموعة ابن محافظة الشرقية اكد انه من الفترة مابين1967 الي1973 قامت المجموعة بتنفيذ92 عملية من عمليات الاغارة والاستطلاع والكمائن خلف خطوط العدو امتدت بطول خط الجبهة من بورسعيد شمالا حتي رأس محمد جنوبا وحتي حدود الاردن شرقا. يضيف اللواء محيي نوح انه والمجموعة استطاع انزال خسائر كبيرة بالعدو حيث تم قتل واصابة اكثر من430 شخصا وتدمير17 دبابة و77 مركبة مجنزرة و4 بلدوزرات والحصول علي اول اسير من القوات الاسرائيلية وكان ذلك في عام1968, يضيف انه كان اثناء حرب اكتوبر برتبة رائد فشارك في35 عملية مابين عبور واستطلاع وكمائن. يضيف انه اثناء حرب1967 كان قائد سرية في كتيبة صاعقة وصدرت اوامر للكتيبة بايقاف تقدم لواء مدرع اسرائيلي قادم من اتجاه العريش الي القنطراة واستطعنا رغم تسليحنا البسيط وقف تقدم اللواء المدرع عند منطقة جلبانة عن طريق نشر كتيبة الصاعقة بشكل طولي وبالاسلحة البسيطة حتي ظن العدو اننا قوة كبيرة وتم بالفعل ايقاف اللواء المدرع وبعد صدور اوامر بالانسحاب من سنياء صدرت لنا اوامر باحضار الشاردين من الجنود المصريين وكنا نلبس جلابيب وملابس بدوية ونأخذ مياها معنا وكنا نبحث عنهم ومن نجده نرجع به الي الضفة الغربية وقمنا بتنفيذ مهمتنا بنجاح.. ويقول عينت بعدها قائدا لموقع رأس العش والكاب والفينة علي القناة وفي يوم1 يوليو1967 قامت الفصيلة43 صاعقة بالعبور واحتلال موقع امام القوات الاسرائيلية التي تتحرك باتجاه بورفؤاد وتم الاشتباك معها بواسطة الفصيلة وسرية اخري من الكتيبة103 صاعقة وفي يوم8 يوليو حاول العدو انشاء موقع امام رأس العش فقمت بأخذ مجموعة وصعدنا علي فنطايس المياه وفتحنا النيران عليهم وكانت قواتهم عبارة عن4 عربات مجنزرة ثم تدميرها ودبابتين تمت اصابة واحدة منهما وهربت الاخري وكان معي في هذه المعركة الملازم الشهيد محمود حنفي وبعدها بنصف ساعة جاء الطيران الاسرائيلي وقام بقصف الفناطيس وموقعنا وقام بضرب المدنيين علي الطريق وفندقا في بورسعيد انتقاما منا ونتيجة هذا القصف استشهد الملازم محمود حنفي واصبت انا وكان ذلك عصرا واستمررت اقود المجموعة من العصر حتي الساعة الثالثة ليلا وانا مصاب حتي جاءني النقيب نزيه العجان واخذ مكاني. ويضيف انه بعد هذه المعركة تم اختياري من قبل القيادة للانضمام الي فرع العمليات الخاصة بادارة المخابرات الحربية والاستطلاع تحت قيادة الشهيد ابراهيم الرفاعي وقمنا بتنفيذ العديد من العمليات الناجحة علي طول خط الجبهة.ويقول اللواء محيي نوح انه اثناء حرب اكتوبر صدرت اوامر للمجموعة بضرب مواقع البترول في الجنوب عن طريق الطائرات الهيلوكبتر من مطار الماظة وقمنا بتدمير مواقع البترول في بلاعيم بالقنابل وذلك لان اسرائيل كانت تستخدمها في تموين القوات وسحبه وضخه الي داخل إسرائيل كما دمرنا مواقع البترول في منطقة شلاضيم. وقال اللواء محيي نوح إنه بعد ذلك صدرت للمجموعة أوامر أخري بتدمير المعبر الذي انشأه العدو لعبور بعض دباباته الي الضفة الغربية وعندما وصلنا كانت قد عبرت بعض الدبابات وصدرت أوامر بتغيير المهمة وأصبحت مهمة المجموعة تدمير قوات العدو التي تسللت وأثناء دخول المجموعة سرابيوم خرج لنا أحد الجنود واخبرنا ان عربته احترقت نتيجة لكمين الدبابات الإسرائيلية وابلغنا بأن الدبابات الإسرائيلية قامت بنصب كمين تحت القبة فقمنا بفتح تشكيلنا وقمنا باحتلال قاعدة صواريخ مصرية تم نقلها من الضفة الغربية وقمنا من خلالها بضرب قوات العدو المتجه نحو الإسماعيلية, ويقول نجحت المجموعة في تدمير دبابتين واصابة إحدي الدبابات اصابة مباشرة وأثناء المعركة استشهد الرفاعي توليت قيادة المجموعة, وبعدها ذهبت الي قائد الجيش وهو اللواء عبدالمنعم خليل لأخذ تعليمات جديدة منه حيث كانت مجموعة اخري قد جاءت وأخذت الموقع الموجودين فيه فصدرت أوامر بتحرك ناحية جبل مريم جنوبالإسماعيلية لأن هناك هجوما وهناك احدي كتائب المظلات المصرية وكانت مهمة المجموعة معاونته في المعركة وذهبنا الي جبل مريم وقمنا بزرع الالغام وتعاملنا مع العدو ودمرنا بعض دباباته ولم يستطع دخول الإسماعيلية من هذا الاتجاه, وقامت قوات الصاعقة بتدمير العدو في منطقة نفيشة ومناطق الجناين وقامت القوات بمساعدة الأهالي بخوض معركة بطولية من معارك حرب اكتوبر في يوم24 وهي معركة السويس.. وعن الكلمات التي لن ينساها اللواء محيي نوح قال العبارات التي سجلها الرئيس محمد أنور السادات في12 أغسطس1971 عندما زار موقع رأس العش والكاب والتينة بخط يده حيث كتب انني انتهز فرصة زيارتي لاحيي الجميع ممن اشتركوا في عرض اليوم من الضباط والصف والجنود الذين كتبوا لوطنهم بطولات خالدة سيأتي اليوم بأذن الله بعد ان نفرغ من معركتنا لاذاعتها علي الشعب أريد شراسة أكثر وبطولة أكثر فالمعركة ستكون معركة مصير وشعبكم يثق فيكم ويضع شرفه وآماله في ايديكم, تحية لكم وتحية للفريق أول صادق الذي بدأ بكسر اسطورة التفوق بالعبور والالتحام والله يرعاكم وقلوب شعبكم. ويضيف اللواء محيي نوح انه في ابريل1969 قام هو وزملاؤه بعملية للهجوم علي موقع العدو المواجه لمدينة الإسماعيلية وأثناء العملية اصبت أنا وزميل آخر ولكن نجاحنا في قتل واصابة أكثر من30 فردا منهم, وأثناء مدة علاجي بمستشفي القوات المسلحة كان يتصل بقيادته ليسأل عن أخبار باقي المجموعة واخبار الدوريات, ويقول انه كان يشعر بالأسي لأنه لا يستطيع مشاركتهم في الدوريات وعن سبب اصابته قال إنه في هذه العملية اراد أن يتأكد من القضاء تماما علي جميع أفراد العدو الموجودين داخل الدوشمة التي كان يتعامل معها وبعد أن القيت قنبلة يدوية أمسك بقنبلة يدوية أخري ورفعت مسمار الأمان ومد يده داخل الدوشمة لتسقط القنبلة فيها وتفجرت القنبلة ونتيجة لانفجارها تفجرت ذخيرة العدو وتمتليء المنطقة بصوت الانفجار والدخان والرماد والشظايا واصابتني بعض الشظايا وسقطت علي الأرض وحملني باقي أفراد المجموعة. ويقول إنه في تلك الأثناء كان يرد أنا لم أقم بشيء غير عادي لكنني كنت أؤدي واجبي وأشعر بأنه مازال هناك واجب يجب ان أقوم به طالما ان العدو مازال موجودا في سيناء.