يلتف حولها الصغار وتحتضن الرضيع ووجهها يكسوه الحزن وعيناها مليئة بآلاف الأسئلة وصدرها مشحون بالأنات واللوعة و"الدوخة" بين مقر عمل زوجها المرحوم للبحث عن مستحقات الصغار الأربعة بعد وفاته قبل عام مضي. تنحدر الدموع من عينيها وتحدت نفسها وجوده كان حماية كبيرة لنا لم أشعر بها إلا بعد رحيله.. كان سداً مانعاً عنا "البهدلة". أم العيال شيماء. م. ع أرملة منذ ابريل 2014 عمرها 35 سنة ولكن مرارة الأيام زادتها سنين علي عمرها أنهت دراستها وحصلت علي دبلوم تجاري قبل زواجها من "م. ص" وكان يعمل بوزارة العدل.. تقول شيماء: كنت سعيدة بشريك الحياة الطيب الحنون وأنجبنا "أحمد" بالصف الأول الاعدادي و"تُقي" بالصف السادس الابتدائي و"أمير" خمس سنوات بالحضانة و"مهند" الرضيع والذي ولد قبل وفاة أبيه بشهر تقريباً.. كانت حياتنا تسير بهدوء ومحبة وأحيانا ضغط الحياة إلي أن داهم المرض زوجي ودخلنا في دوامة البحث عن العلاج.. وذات يوم وهو مريض طلب مني إعداد أوراقي ليبحث لي عن فرصة عمل معه فاستغربت ولكنه صمم فجمعت أوراق شهادة الدبلوم والميلاد وصورة للبطاقة وصور شخصية وأخذهم معه وطلب من رئاسته فرصة عمل لي والكل يعرف أنه مريض.. فأخذوا الأوراق واشتد عليه المرض إلي أن توفاه الله العام الماضي.. فنصحني الأقارب بتقديم أوراقي مرة ثانية إلي جهة عمله لعلهم يجدون لي فرصة.. وتقدمت بالفعل وحتي الآن لم يجيب أحد بأي خبر أو حتي الأوراق وصلت لمن لا أدري.. ! أما المستحقات والبحث عنها فحتي الآن لم تصرف بقيتها للأبناء ولي والمعاش المتبقي لنا تقريباً ألف جنيه.. هل تكفي لتربية أربعة من الأبناء في مدارس ويحصلون علي دروس في جميع المواد ولبن للرضيع وملابس للصغار وأكل وشرب وعلاج لهم.. ؟ وللعلم انني تركت الشقة الإيجار التي كنا نعيش فيها وأقيم بشقة والدتي بعد وفاتها بالمرج.. فأين العدل يا وزارة العدل والتي قضي بها زوجي 28 عاماً.. هل يشعرون بمعاناة أسرة هذا الرجل الذي قضي أكثر من ثلثي عمره في وزارة العدل؟. أحتاج فرصة عمل تعينني علي الانفاق علي الأبناء وتعليمهم ويحصلون علي شهادات جامعية ويعملون بها تحميهم من "البهدلة" التي عانينا منها أنا وأبيهم..