سيدة من صعيد مصر تعيش بمنزل متواضع بقرية الشرفا و تقع شرق النيلبالمنيا أجبرتها الظروف الاجتماعية الصعبة علي تحدي طبيعتها كامرأة والنزول الي ميدان العمل.. لا تعرف شيئا عن الأحداث السياسية الجارية أو الاعتصامات الموجودة بالمصانع والشركات أو بمشاكل الإعلان الدستوري أو بالأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد.. لكنها بفطرة المرأه المصرية الكادحة قالت لنا إن السياسة التي اهتم بها هي البحث عن لقمة العيش لأولادي من أجل تعليمهم فهم الأمل القادم لرفع اسم بلدهم عاليا.. أهالي قريتها قالوا انها أفضل من1000 رجل.. ولقبوها باسم أم الصابرين. الأهرام المسائي توجهت الي تلك القرية المصرية الاصيلة لتلتقي بالمرأة الخارقة للعادة التي تحدت الظروف والتي روت قصتها وهي فخورة بما انجزته من الحاق بناتها بالتعليم الجامعي وانها اوشكت علي اتمام رسالتها في الحياة. وقالت رضا عبد السلام علي: إن زوجي توفي منذ18 عاما وكانت ابنتي الصغري لم تكمل شهرين وأكبر بناتي كانت في الصف الأول الابتدائي وفي نفس يوم وفاة زوجي حضر الي شقيقاه سامحهما الله الي منزلي وطلبوا مني التوقيع علي مستند لسرعة الحصول علي المعاش مستغلين انني أجهل القراءة والكتابة ولا اكتب سوي أسمي فقط وبعد مرور عدة أشهر طالبتهم بميراث زوجي وكانت المفأجاة بأنهم جعلوني أوقع علي مستند مني بانني حصلت علي كامل مستحقاتي واستولوا بذلك علي3 منازل ونصف قيراط أرض كانت ميراثا لبناتي, ولم يتركوا لي سوي غرفتين فوق الجبل بمنطقة الشرفاء شرق المنيا دون أن يعبأوا بتعرضنا لمكروه في تلك المنطقة النائية أنا وبناتي في هذا المكان ولم يكن لنا مصدر رزق وواجهت العديد من المشاكل للبحث عن عمل دون جدوي ولم نكن نملك سوي سياره مستعمله اشتراها زوجي قبل وفاته. ليعمل عليها لتساعده علي المعيشة وتربية بناته وتوفي قبل أن يسدد أقساطها وخيرني صاحب السيارة.. اما سداد الاقساط المتراكمة أو اعادتها اليه. ولم أجد المال الذي أعطيه له.. ولكن رضا لم تجد طريقة للخروج من عثرتها سوي تحدي الظروف والخروج للعمل واستكمال مشوار زوجها في تربية بناتها. وبصوت واه يحمل آلاما كثيرة قالت رضا عبد السلام: قررت العمل علي سيارة زوجي بنقل عمال المحاجر من والي مكان اقامتهم ومحل عملهم بقري محافظة المنيا دون أن أخشي من تعرضي لمكروه.. المهم هو البحث عن لقمة العيش لبناتي.. وبالفعل تمكنت من تعلم القيادة والحصول علي الرخصة وبدات العمل وسط ظروف صعبة للغاية تعرضت خلالها لحوادث مرورية متعددة, ولكن الله انقذني منها والحمد لله صمدت أمام كثير من المصاعب ومرت أيام والسنوات وتمكنت من تحقيق حلمي بالحاق بناتي بالتعليم الجامعي وإكمال رسالتي تجاههن, حيث حصلت شيماء ابنتي الكبري علي بكالوريوس التمريض, وهند حصلت علي بكالوريوس كلية الزراعة, وايمان التي اوشكت ان تنهي دراستها بالمعهد التجاري, ولم يتبق سوي ابنتي الصغري هدير التي تدرس في التعليم الثانوي. وبسؤالها عن عائلتها أكدت رضا أن أسرتها تعيش في القاهرة ولا يوجدأحد منهم يسأل عنها أو عن بناتها رغم انها لم تطلب يوما مساعدة أحد منهم في تربية بناتها وبالكاد يتصل بها أاشقاؤها مرة كل عامين للاطمئنان عليها وعلي بناتها, وأضافت أم الصابرين كما يلقبونها انني لجات الي جميع محافظي المنيا لتوفير فرص عمل لبناتي أو منحي شقه بدلا من المنزل الصغير الذي يقع اسفل الجبل ولكن دون جدوي.. لا اطلب المستحيل يكفيني فخرا انني تحديت الصعاب لتصبح بناتي في مراحل تعليمية جيدة.. وأتمني أن يوفر مسئولو المحافظة فرصة عمل لبناتي ليساعدوني في ظروف الحياة.