المنتدي الاقتصادي العالمي الشهير "بدافوس" تأسس عام 1971 من قبل البروفيسير كلاوس شواب كمنظمة دولية مستقلة غير ربحية تستهدف تحسين أوضاع العالم عن طريق التعاون بين القطاعين العام والخاص.. وتتنوع فعالياته بين مؤتمر سنوي في منتج دافوس السويسري في شهر يناير من كل عام وعدد من المؤتمرات الاقليمية الدورية من بينها المنتدي الاقتصادي العالمي للشرق الأوسط وشمال افريقيا الذي عقد في الاردن هذا العام. ولاشك أن مشاركة مصر أمام 50 دولة و900 شخصية عالمية سياسية واقتصادية ومجتمع مدني شاركوا في المؤتمر الاخير كانت رسالة قوية مفادها أن مصر تضع اقدامها علي خريطة الاستثمار أمام العالم وتعد خطوة هامة لدفع الشأن الاقتصادي المصري للبناء علي ما تحقق من نجاحات في مؤتمر دعم الاقتصاد المصري وتوجت هذه الخطوة بالإعلان عن استضافة مصر لمنتدي دافوس للمرة الثالثة بعد 2006 و2008 في مايو 2016 وحينها يكون قد تم افتتاح محور قناة السويس واكتمال شبكة الطرق العملاقة وقطع اشواط كبيرة في تنمية سيناء والانتهاء من الخطوة الاخيرة لخارطة الطريق. ومعروف ان منتدي دافوس يعقد في الدول الجاذبة للاستثمار والتي تتمتع بمناخ سياسي واقتصادي وأمني مستقر وهذا في حد ذاته رسالة يرسلها هذا المنتدي للدولة التي سينعقد فيها انها تحظي بهذه السمات لانه يجمع اعداداً كبيرة من رؤساء الدول والحكومات والشخصيات الفاعلة في الاقتصاد العالمي والشركات متعددة الجنسيات ويبحث قضايا مختلفة اقرب ما تكون لمفهوم الاقتصاد السياسي بمعني أنه يتعامل مع الاقتصاد والسياسة كوجهين لعملة واحدة بالتالي يتحدث عن قضايا اقليمية موجودة في المنطقة سواء أمنية أو سياسية تتعلق بالأمن القومي لهذه الدول وتأثيراتها علي الاقتصاد. في تصوري أنه يجب أن نبدأ من الآن الاستعداد للمؤتمر باستكمال إزالة كل العقبات والتحديات أمام المستثمرين والتأكيد علي أن مصر تفتح ذراعيها أمام العالم للاستثمار برؤية جديدة تطمئن المستثمرين وبدروس مستفادة من مؤتمر دعم الاقتصاد المصري الذي لاشك انه به نقاط ايجابية كثيرة ولكن كانت هناك بعض النقاط السلبية التي يجب أن نتداركها وان يكون لدينا مشروعات كاملة بدراسات جدوي متكاملة يتم طرحها علي المستثمرين لتخدم التنمية. ونحتاج أيضا إلي تبني برامج تمكين الشباب اقتصاديا واجتماعيا في المرحلة المقبلة من خلال المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر التي لا تقل أهمية عن المشروعات الكبري وتحقق نوعاً من الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي بعدما أصبح الاستثمار في الشباب هو الحل الامثل لما بين 40 و50% من عدد السكان حيث اصبحنا علي اعتاب ال 100 مليون نسمة وهؤلاء هم طاقة فعالة يجب توظيفها توظيفاً جيداً في المشروعات.