من أخطر المشكلات التي تؤثر علي استقرار المجتمع وأمنه بث الشائعات المغرضة لإحداث البلبله والفوضي بين الناس. والاحساس بالتوتر والقلق. بما يؤدي إلي زعزعة الأمن والأمان. وإثارة الظنون واتهام الأبرياء. ولأن إطلاق الشائعات ينطوي علي ترويج الأخبار الكاذبة. بأقوال مدسوسة لا أساس لها من الصحة فقد نهي الإسلام عنها في آيات محكمات من القرآن الكريم. كقوله تعالي: "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهاله. فتصبحوا علي ما فعلتم نادمين" الحجرات:.6 هذا التوجيه الحكيم في توصف المشكلة الناشئة عن الشائعة وأن مروجها فاسق خارج عن أوامر وتعاليم الشرع. فإن مآلها يكون الندم والحسرة والخسران. إذا يتلقفها في الغالب المغرضون ويعمدون إلي نشرها علي أكبر صعيد ممكن. ليتناقلها الناس في نواديهم وفي أماكن وجودهم وتجمعاتهم. حتي تكون حديث الناس. فتلوكها الألسن. ويزاد عليها من فنون الاثارة والأباطيل ما يحقق الهدف الخبيث المراد منها. وادراكا من الشرع الإسلامي. للعواقب الوخيمة الشائعات فقد حذر الرسول- صلي الله عليه وسلم - من تداولها علي الألسنة أو اتخاذها مادة للحديث والقيل والقال. حيث قال: إن الله يكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال واضاعة المال وانما كان هذا التحذير والتنفير من الشائعات. لما يترتب عليها من آثار مدمرة. وقطيعة رحم. وتعكير لصفو النفوس. وافساد للعلاقات. وخلق الإحن والبغضاء والعدوات. وهي وغيرها من المساوئ التي والريبة. وهي كلها معاول لتدمير المجتمع. وشق الصف. لذلك فإنها تكون محرمة شرعا. والناظر إلي الأثر الخطير الذي أحدثته الشائعات في الماضي والحاضر يوقن بضرورة وضع حد لها وهو ما حكاه القرآن الكريم في حديث الإفك عن أم المؤمنين عائشة وهو اشد الكذب" وما وصف به القرآن الكريم الموقف. والعبارات القاطعة في إدانه قائليه بقوله تعالي: "إذا تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم" النور: .15 وقوله تعالي: "ولولا فضل الله عليكم ورحمته لمسكم فيما أفضتم فيه عذاب عظيم". إن من يطلقون الشائعات هم أناس لا خلاق لهم يعملون ضد الجماعة والمجتمع ينبغي مواجهتهم والتعامل الحاسم معهم. مهما كانت في أمر صغير. لأن النار من مستصغر الشرر لما يؤدي إليه من اشتعال النيران. وإثارة الفتن. بل ونشوب المعارك والمنازعات. وفي أثر الشائعات في الوقت الراهن ازداد خطورة لما يتناقله الاعلام بآلته الجبارة. وخاصة عن طريق الانترنت. وشبكة التواصل الاجتماعي. التي يتخذ منها الكارهون الاستقرار للمجتمع من اعداء الوطن وسيلة لبث الأخبار الكاذبة. بأسرع وسيلة ممكنة لهدم الدين واشعال الفتن في البلاد. لذلك فإن القرآن أرشد إلي ما ينبغي اتباعه حدوث الشائعة بقوله تعالي: "فتبينوا" الحجرات:6 فالأمر بالتثبيت وعدم الانسياب وراء كل ما ينشر أو يذاع فيتعين علي المؤمنين عدم الامتثال لها. وتكذيبها وفضح قائلها. وبيان كذبها. ووقف انتشارها. وتحذير الناس منها. فلا يكفي الموقف السلبي برفضها. لكن يجب علي المومن إبطال أثرها ووقاية المجتمع منها ولا ينبغي الصمت تجاهها معولا علي أن غيره سيحذر الناس منها بل يتخذ موقفا ضدها. لأن كل وقت يمر تزيد الشائعة انتشاراً. فتحدث الأثر المدمر الذي يطول الجميع. فيكتوي بنيرانه.