حذر علماء الدين من الانسياق وراء الشائعات, والإساءة إلي مؤسسات الدولة, واستخدام الدين كستار لإطلاق هذه الشائعات لمحاولة تقوية الموقف ضد إرادة الأغلبية. وأكد علماء الدين أن الشائعات من أخطر الحروب المعنوية, ومن أشد الأسلحة تدميرا. وانه يجب التصدي لها والتكاتف للقضاء علي أسبابها وبواعثها, حتي لا تقضي علي الروح المعنوية في الأمة, علاوة علي تمزيق الوحدة الإسلامية, والعمل علي تفتيت الجبهة الداخلية, وإثارة القلق والرعب والحروب, وزرع بذور الفتنة, وإثارة البلبلة بين الناس, في أوقات الأزمات. وأوضح علماء الدين أن إطلاق الشائعات فعل من لا أخلاق له, بدليل قول الله تبارك وتعالي:يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا علي ما فعلتم نادمين, الحجرات/6. كما جاء تحذير النبي صلي الله عليه وسلم للمسلمين من انسياقهم للشائعات فقال صلي الله عليه وسلم: كفي بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع وأشار الدكتور رأفت عثمان, عضو هيئة كبار علماء الأزهر, إلي أن الشائعة هي اختلاق قول أو فعل ينسب إلي فرد أو جماعة أو إلي دولة وليس له حقيقة ويعلم مختلقه حقيقته ويعمل علي ترويجه بشتي الصور ومن أول وهلة نجد ان هذا التصرف يدخل في مجال الكذب والكذب كما هو معلوم فهو محرم شرعا بأي صفه استثناء3 حالات وهي الكذب في الحرب لان الحرب خدعة وفقا للقاعدة المقررة, والكذب في الإصلاح بين الناس لان الشرع يريد استقرار المحبة والوئام بين الناس والي التنازع والتفرق, وفي حالة كلام الزوج مع زوجته وآيات القرآن الكريم وأحاديث الرسول صل الله علية وسلم بوجوب الصدق وتحريم الكذب فنجد أن الله تبارك وتعالي قال يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين التوبة, ونري أن الرسول صل الله عليه وسلم قال عليكم بالصدق, فإن الصدق يهدي إلي البر, وإن البر يهدي إلي الجنة, وما يزال الرجل يصدق ويتحري الصدق حتي يكتب عند الله صديقا, وإياكم والكذب, فإن الكذب يهدي إلي الفجور, وإن الفجور يهدي إلي النار, وما يزال الرجل يكذب, ويتحري الكذب حتي يكتب عند الله كذابا ومن يعمل علي نشر الإشاعات ثم ويترتب علي إشاعته كثير من الأضرار للدولة أو للجماعة, ومن هنا يظهر خطر الشائعة وهي من ناحية أخري تشير إلي أن الشخص الذي يروج الإشاعات ليس سوي النفس وإذا كانت نفسه سويه ما اختلق الكذب علي أي جماعة أو أي مؤسسة من مؤسسات الدولة ويتفاوت ذنب مرتكب الشائعة بتفاوت الأثر المترتب عليه فقد يترتب علي الشائعة قتل نفس فهي جريمة تستحق العقوبة خاصة ما يتصل منها بأعراض الناس فمن الواضح أن الشائعات خطر من اشد أنواع الخطر علي المجتمعات وعلي الدولة نفسها. وأضاف الدكتور رأفت عثمان, قائلا: إن الشائعة تعد جريمة أخلاقية يحرمها الدين لان من الواجب علي كل فرد من يستمع لاي خبر يراه مفتقرا إلي الصدق لا يعمل علي ترويجه بل يصمت ويسكت عن ما يشاع ولعل هذا يدخل في مجال فعل الخير لأنه يمنع مفاسد قد تحدث بسبب الشائعة بين الأفراد أو المجتمع أو الدولة وأوضح لنا الرسول صل الله عليه وسلم أن فعل الخير ليس له حدود في القيمة ويمنع علي الإنسان ترديد ما يسمعه وان يفعل الخير والصواب لحفظ امن واستقرار المجتمع. وقال الدكتور احمد كريمة, أستاذ االشريعة بجامعة الأزهر, ان المعالجة الموضوعية والواقعية لفتنة الشائعات يكون بتدابير وقائية وأخري زجرية أما الوقائية فيقوم بها الإعلام الدعوي الواعي, والشائعات فتنة كبري يجب أن تجرم كعقوبة زجرية وتقدر بقدرها من أهل الاختصاص والتقنين في الشريعة الإسلامية وتغلظ العقوبة إذا صدرت ممن لهم تأثير ومن المفترض أنهم قدوة فعلي سبيل المثال الدعاة في وسائلهم الدعوية من منابر ومساجد وإعلام مرئي ومسموع ومقروء إذا روجوا الشائعات ستجد المحاسبة والمؤاخذة. من جانبه أشار الدكتور محمد الشحات الجندي, عضو مجمع البحوث الإسلامية, إلي أن الشائعات سلاح فتاك في إثارة البلبلة وهي وسيلة الأعداء عندما يريدون تفكيك وحدتها وإثارة الفوضي وعدم الاستقرار فيها وقد حذر الإسلام من مروجي الشائعات لما يترتب عليها من ضرر وفتن قد تودي بالأخضر واليابس خاصة في وقتنا الحاضر الذي أصبح العالم فيه قرية صغيرة خاصة في الفترات التي تمر فيها الأمة بمراحل انتقالية كتلك التي تحدث في مصر, وبالتالي فأن إثارة الشائعات من بعض الأفراد توصلنا إلي أحداثا فئوية أو طائفية والسعي من جانب هؤلاء إلي التشكيك في القوي الضاربة للوطن والأمة والتشكيك في الأركان الصلبة للأمة والوطن مثل الجيش أو الأزهر او القضاء أو الإعلام الهادف والبناء إنما هو في الواقع تدمير لخط الدفاع عن الوطن وعن الأمة ومن شأنه عدم التوقف عند هذه الشائعات, والضرب بيد من حديد علي مروجيها لأنها تصيب الأمة في مقتل وهدم الأمة والدولة وإثارة الفساد فيها وتمكين عدوها الأكبر منها وهو ما حذر منه الإسلام تحذيرا شديدا لقوله تعالي يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا علي ما فعلتم نادمين ومن ثم فإن من يشيع الشائعة إنما هو شخص يستحق إن يعاقب علي فعلته الشنيعة وان يجازي بما يردعه ويوقفه, حتي لا تنتشر هذه الشائعة انتشار النار في الهشيم, ويقع ما لا يحمد عقباه بسببها. وأوضح انه في إطار المشهد الراهن ينبغي التنويه بكل معطياته وتناقضاته وصراعاته بين الرأي والرأي الآخر والصراعات الناتجة عنه من التخندق حول رأي بعينة وإثارة الأقاويل والمزاعم حول صحة موقفه وسداد رأيه ومحاولة جمع المؤيدين له والمناصرين أيا كان انتماؤه السياسي إنما هو موقف ينبغي مقاومته ويتعين إدانته متي كان هذا الرأي أو صاحبه يطلق الشائعات التي تؤدي إلي فساد ذات البين وتفرق وحدة الأمة وتعمل ضد مصلحتها وتجعل البلاد في تمزق وحيرة وتعطل العمل والإنتاج. وحذر من استخدام الدين كستار لإطلاق هذه الشائعات لمحاولة تقوية الموقف ضد إرادة الأغلبية, مطالبا علماء الدين بالحفاظ علي الثوابت المهمة مثل الحفاظ علي قوة الجيش المصري المدافع عن الأرض والعرض وكذلك المؤسسات العامة ذات النصيب الديني والحضاري, واعتبار تلك الثوابت خطا احمر لا ينبغي تجاوزه أو النيل منة والتلاحم لحمايته في مواجهة من يريدون إضعاف الأمة لإذهاب ريحها ممثلة في هذه المؤسسات الداعمة لنصرة الأمة والوطن.