أمهات متعلمات وعاملات يتمتعن بصحة جيدة وأبناء تهتم بهم ويستمتع الجميع بحياة آمنة وأخريات يجري خلفهن الصغار وهن يلهثن لانجاز عمل في البيت أو خارجه في أي مكان هذه الصور نراها يوميا عند الجيران والعمل والشارع لنتساءل هل عمل المرأة ينظم حياتها الصحية والعملية ويمنح للوطن ابناء أصحاء.. المرأة وفرص العمل وتأثير ذلك علي تنظيم الأسرة كان هذا التحقيق الدكتورة بثينة الديب الخبيرة السكانية أشارت إلي أن أول مسح في مجال بحوث الخصوبة كان عام 1980 والاخير عام 2008 وبين هذين التاريخين تشير غالبية الابحاث أن متوسط انجاب السيدة العاملة يقل عن ست البيت والعاملات ينقسمن إلي متعلمات وأميات وهناك فروق جوهرية ايضا بينهن فالعاملة المتعلمة نجد اطفالها أقل اثنين عن العائلة غير المتعلمة وبتوضيح ادق نجد العاملة المتعلمة تنظم وقتها اكثر وتحلل التكلفة والعائد وتدرس الامر من جميع جوانبه بتحكيم العقل فتنظم فترات المباعدة بين الانجاب والاخر كما تحسب الاجازات والترقيات وكل ما تتأثر به في وظيفتها بسبب إجازة الوضع ورعاية الطفل ونجد في الغالب الاسرة التي تعمل فيها الأم أطفالها لا يتعدون 3 اطفال إلا نادرا وهذا يؤكد أن عمل المرأة عنصر فعال لضبط الساعة السكانية لكن واقع الحال يكشف ان البطالة تصل نسبتها 13% وبين الاناث فقط 24% وهذا رقم مؤثر في المشكلة السكانية أما البطالة بين الشباب للفئة العمرية 20-29 سنة فتصل 65% أي أن الخريجين الجدد اكثر من ثلثيهم لا يجد فرص عمل وذلك يعود لسبب خطير هو ان ارباب الاعمال يبحثون دائما عن اصحاب الخبرات مما يقلل فرص العمل المنتظمة للخريجين الجدد. ولو انتقلنا للفئة العمرية 30-35 سنة نجد انخفاضا ملحوظا في البطالة. وعن الحلول لهذه الاشكالية تطرح د.بثينة الديب أن المشروعات التي أعلن عنها في المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ ملزمة بعدم استيراد عمالة من الخارج وضرورة تفعيل قانون الاستثمار والذي ينص بالا تتعد العمالة الوافدة ال 10% من طاقة العمل بالمنشأة الاقتصادية.. من جهة أخري وجود وزارة للتعليم الفني والتدريب عليها مهمة دراسة احتياجات سوق العمل من التخصصات المختلفة. باختصار ينبغي أن تكون لدينا خطة لمواجهة الندرة في التخصصات المختلفة ويوجه الدارسين بعد حصولهم علي الاعدادية للقطاعات المختلفة التي تعاني من الندرة. المسئولية مشتركة * الدكتورة مني الحديدي أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة تري أن التفاهم والمشاركة بين الزوجين هي مفتاح الحل لكل مشكلة.. ومنها المشكلة السكانية لأن عدد الاطفال المحدود يمكن المرأة من اداء واجباتها والتزاماتها سواء كانت عاملة وزوجة وكذلك يجب أن يكون في حدود قدرات الزوجة الصحية والنفسية شريطة ان تلتزم الدولة بتوفير الخدمات الضرورية للمرأة العاملة بالكفاءة المطلوبة لتنجح في دورها كأم وموظفة وذلك بتوفير دور الحضانة في كل عمل يضم اكثر من مائة سيدة عاملة ووسائل مواصلات آدمية لنقلها من البيت للعمل والعودة وخدمات أخري معاونة كأن تكون الاسعار في متناول الأسر المتوسطة أي أن المسئولية مشتركة بين الاسرة والدولة ولأن المرأة هي المعول عليها كثيرا في تنظيم الاسرة ينبغي ألا تكون مشتتة الذهن فيما يخص صغارها ورعايتهم والاطمئنان عليهم. انا ضد القول ان المرأة العاملة حياتها اقل استقرارا من ربات البيوت لان هناك ربات بيوت يستغلهن الأزواج في العمل ويبتزهن بما يضاعف أعباؤهن النفسية والاسرية فتهرب منه بالانفصال وهذا مؤثر علي الاستقرار العائلي. تباين في استخدام الوسائل * الدكتورة حنان جرجس مدير العمليات بالمركز المصري لبحوث الرأي العام بصيرة: أوضحت ان نتائج المسح السكاني الصحي للمركز العام 2014 أكد أن هناك تبايناً واضحاً في استخدام وسائل تنظيم الاسرة بين العاملات بمقابل نقدي والاخريات العاملات بدون مقابل نقدي ففي الاولي النسبة 66.6% والثانية 57.3% وهذا يؤكد أن المرأة العاملة تنظم اكثر في الانجاب.. وعليه ينبغي إعادة في خريطة توظيف السيدات في المجتمع لتحقيق أهداف الاستراتيجية السكانية وأهمها الوصول بنسب استخدام وسائل تنظيم الاسرة إلي 70% بين السيدات وهذا يتضح اكثر بين صفوف النساء العاملات وهناك عوامل اخري مؤثرة في الخريطة السكانية علي رأسها التعليم وحصول النساء علي مؤهلات علمية أعلي وهذا كله يصب لصالح ضبط الساعة السكانية فالتعليم وتطويره يعطي فرص عمل أكثر للمرأة وكذلك يعيد تشكيل وتصحيح نظرة المجتمع للأنثي وعملها وهذا سيستغرق وقتا طويلا حسب نتائج آخر مسح أجراه المركز حول فرص العمل وطرح علي العينة سؤالا أن فرص العمل اصبحت محدودة والمفاضلة فيها بين الرجل والمرأة فأجاب 88% من العينة اعطوا للرجل الحق بالفرصة عن المرأة ولا عزاء للكفاءة والتميز!! التوعية والمشورة الدكتورة فاطمة الزناتي الاستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية ورئيس مركز الزناتي للبحوث تنبه ان التوعية والتعليم والثقافة هي مفاتيح حل المشكلة السكانية وبالنظر إلي الجداول الاحصائية للمرأة العاملة ومتوسط انجابها للاطفال نجد بالفعل فروقا واضحة بين الأم العاملة وست البيت في عدد الاطفال فالاخيرة عدد اطفالها أكثر من الأولي ولكننا نتساءل كم عدد النساء العاملات والمؤثرة في الخريطة السكانية تجد أن نسبتهن تتراوح بين 18% إلي 20% وهي نسبة قليلة.. بالمقارنة بعدد النساء في سن الانجاب ولا يستخدمن الوسائل وبما اننا لا نستطيع حاليا تشغيل كل النساء أو حتي الشباب في سن العمل لابد من ايجاد محاور بديلة للتنبيه باهمية تنظيم الاسرة أولها تكثيف التوعية الجماهيرية وتنشيطها بتنظيم ندوات ولقاءات وحلقات نقاشية بحضور رموز من رجال الدين والجمهور المستهدف خاصة في القري الاكثر فقرا والتي تعتبر إنجاب الاطفال رأسمال بشري تمتلكه وينطلق إلي سوق العمل غير الرسمي أو كما صور المسلسل التليفزيوني مازال النيل يجري وهو الوحيد الذي طرح المشكلة السكانية في شكل درامي علي الشاشة الصغيرة وهذه الاعمال نفتقدها اليوم. وتشير د.فاطمة إلي أن هناك تراجعا ملموسا في استخدام وسائل تنظيم الانجاب كما جاء في البحث الاخير الذي اجرته وجدت انه بعدما كان استخدام اللولب بين النساء في سن الانجاب قد وصل إلي 36% تراجع إلي 30% في الاستخدام. وهذا يعود لقلة وجود المشورة الطبية التي تشرح للمرأة وتطمئنها علي صحتها وصحة وليدها وضرورة المباعدة بين الحمل والاخر وينبغي أن تنظم دورات تدريبية لمقدمي المشورة في مراكز ووحدات تنظيم الاسرة لينقلوها إلي المشهد فان في الاماكن النائية علي خريطة الجمهورية والفرص لتقديم المشورة للأمهات فعند مواعيد التطعيم المختلفة وكذلك في تنظيم النسل واستخدام الوسائل للحفاظ علي صحة وجمال الأم والعناية بالمولود فتكرار النصيحة مهم وكما قال المثل "الزن علي الودان أكثر من السحر".