سألنا الشباب - أصحاب القضية - لماذا يتمسكون بالميري حتي الان ويزداد خوفهم من القطاع الخاص..نلتمس لهم العذر فخلف ثقافة الميري الراسخة هناك تجارب صعبة يحدوها الأمل في قطاع خاص محترم. "الوظيفة الميري استقرار ودخل ثابت" هكذا يبدأ محمد متولي "خريج نظم ومعلومات" كلامه قائلا:عملت في ثلاث شركات قطاع خاص ولم استقر في أي منها أكثر من ثلاث سنوات بسبب ارتباط راتبي بالعمولة التي تتغير باستمرار واحيانا تنقطع تماما فكيف أشعر بالأمان الوظيفي ؟ كما يستهلكني العمل تماما حتي أنني لا أجد وقتا للبحث عن وظيفة افضل. ووجد محمد البديل عن القطاع الخاص ¢ المستغل¢ بالعمل الخاص أي مشروعه الخاص يضيف: الان لدي محل ملابس أحقق منه ربحا معقولا واشعر بالأمان رغم أن عملي الحالي بعيد عن تخصصي ولكني اعمل بحرية دون ضغوط من رئيس أو مشرف ولدي الوقت الكافي للبحث عن عمل يناسب دراستي التي أحبها إذا استقرت الأمور داخل المشروع. وبمنطق ¢الموجود يسد¢ يعبر اسلام عباس "دبلوم صنايع" عن اقتناعه بالعمل في القطاع الخاص فالعمل في أي شركة أفضل من الجلوس علي المقاهي وأحسن من عمله الحالي كنجار والسوق نايم.. ويرتب أولا عناصر الأمان والتأمين تالية لإيجاد العمل نفسه. وللحق ليس كل الشباب تجاربهم سيئة مع القطاع الخاص فمثلا هشام السيد "ليسانس حقوق" يعمل في إحدي شركات القطاع الخاص منذ 13عاما رئيس مخازن وبراتب مجز ولا يجد مشاكل تجعله يترك وظيفته ويضيف: عندما تخرجت في الجامعة لم اجد وظيفة تناسب مؤهلي وعندما وجدت فرصة في القطاع الخاص قررت الالتحاق بها فورا حتي لا أجلس في المنزل منتظرا الوظيفة الميري ويعمل أحمد عبدالمعطي "عامل" حاصل علي شهادة محو الأمية في أحد محلات وسط البلد ويحظي بكامل حقوقه ومنها التأمين الاجتماعي ورغم وضعه الجيد مقارنة بغيره يدرك أن القانون الذي يحمي العاملين بالقطاع الذين يتعرضون احيانا للفصل التعسفي لا يطبق في معظم الأحيان وقد تقضي عمرك في وظيفة بالقطاع الخاص وتجد نفسك في لحظة في الشارع! وبعكس الكثير من الشباب لا يخضع شعبان عطية "طالب بأحد المعاهد" ثقافة الميري ويفضل العمل بالقطاع الخاص مفسرا أن المرتبات اكثر وتضمن معيشة طيبة بدلا من مرتبات الحكومة الضئيلة. ويظل الجدل أكبر من مجرد تغيير ثقافة سائدة.. أنه عن خوض التجربة بثقة في صاحب العمل وأمان في الوظيفة في مقابل انتاج من العامل أو الموظف وتميز في الاداء. هو الأمر الذي ينفذه مناخ بعد الالتحاق بالعمل.. وليس بيانات في إعلان أو حوافز مغرية في ملتقي توظيف.