حماية الشبكة الكهربائية القومية من الإرهاب الذي وضعها علي قائمة أعماله التخريبية لعقاب المصريين علي ثورتهم والإطاحة بهذه العصابة الإجرامية وأعادتهم إلي عصر لمبة الجاز أو فتيل الزيت وحرمانهم من كل مزايا المدنية والعصرية.. لكن هل الدولة وأجهزتها قادرة علي ردع هذه الجماعات الإرهابية وحماية الشبكة الكهربائية أم نستمر في نزيف الخسائر وانقطاعات التيار. الأمر يبدو شديد الصعوبة خاصة إذا علمنا أن أطوال شبكة الجهد الفائق والعالي تزيد علي 44 ألف كيلو متر وتضم حوالي 200 ألف برج منتشرة في كافة مناطق الجمهورية وتمر بمناطق وعرة وصحراوية ووسط الزراعات وأطوال شبكة الجهد المتوسط والمنخفض 440 ألف كيلو متر. في البداية أكد د.محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة أن الوزارة تتعاقد مع جهات مختلفة لحماية جميع أبراج شبكة الجهد العالي والفائق إلا أن انتشار الشبكة في مختلف بقاع الجمهورية سهل علي الإرهابيين استهدافها خاصة أن الشبكة المصرية هي الأكبر علي مستوي القارة الأفريقية ولا يمكن الاستعانة مثلاً ب 200 ألف حارس لحراسة أبراج الجهد العالي والفائق فقط لكن يتم التعاقد مع مشايخ البدو والقبائل لحماية هذه الأبراج المجاورة لمناطقهم. قال إنه تم الاتفاق مع وزارة الداخلية علي تنفيذ خطة أمنية لتأمين كافة مكونات الشبكة ومراجعة الخطط الحالية لتأمين منشآت الكهرباء ومحطات التوليد والمحولات للحد من الأعمال الإرهابية التي تستهدف الشبكة وتسببت في خسائر تجاوزت نصف مليار جنيه. أوضح المهندس جابر الدسوقي رئيس القابضة للكهرباء أن الجماعات الإرهابية تعاقب الشعب وتريد عودة البلاد إلي الظلام وأنهم لن ينجحوا أبداً في تحقيق أهدافهم مادام هناك إصرار من عمال الكهرباء علي توفير التيار للمواطنين كافة بما فيهم هؤلاء الإرهابيون وأسرهم فالكهرباء لا تفرق بين مواطن وآخر وتلبي احتياجات الجميع وتوفر ملايين فرص العمل في الزراعة والصناعة وقطاعات الإنتاج والخدمات الأخري. أضاف رئيس القابضة أن هناك 5 سيناريوهات لحماية الشبكة الموحدة من الأعمال الإرهابية منها إقامة سياج مكهربة حول الأبراج وتركيب كاميرات مراقبة وإنذار في كل الأبراج وعلي خطوط الشبكة ومحطات ومنشآت الكهرباء والاستعانة بطائرات هيلكوبتر لمراقبة خطوط الكهرباء في المناطق الساخنة والنائية وإسناد أعمال الحماية لكل منطقة للجهة التابعة لها وتكليف مشايخ وعمد القري بحماية أبراج الكهرباء بمناطقهم وتعيين حراسة عليها بالإضافة للاستعانة باللجان الشعبية ورفع وعي المواطنين بأهمية الشبكة. أضاف أن أجهزة الأمن المختصة تقوم بمراجعة خططها الأمنية وفقاً لتطورات الأعمال الإرهابية وقد تم الدفع بتعزيزات أمنية حول محطات التوليد والمحولات وإقامة نقاط أمنية متحركة وثابتة تضم كل منها ضابط شرطة وضابط من الأمن المركزي وثالث من الأمن القومي ومجموعة من الأفراد المسلحين. مشيراً إلي أنه تم تفعيل خطة الطوارئ الأمنية الخاصة بتأمين دخول الأفراد والسيارات إلي منشآت الكهرباء. بالإضافة إلي الجهود التي تبذلها القوات المسلحة لتأمين محطات التوليد وأنه تم زيادة أفراد ضباط المفرقعات للكشف عن أي متفجرات يتم زرعها علي خطوط الكهرباء. لا قيادات إخوانية أكد الدسوقي أن تغيير خطط الجماعات الإرهابية واستهدافهم أبراج الشد بدلاً من أبراج التعليق يشير لاحتمالات كثيرة منها تسريب معلومات من بعض الأشخاص أو تطوير خطط الجماعات الإرهابية. مؤكداً عدم وجود قيادات إخوانية بشركات الكهرباء وأن التقارير الأمنية وراء استبعاد العديد من القيادات بما فيهم رئيس المركز القومي للتحكم طلعت أبوزيد. مشيراً إلي أن الأمن القومي كان قد أوصي باستبعاد 1128 مهندساً وفنياً وإدارياً من مواقعهم لانتماءاتهم إلي الجماعات الإرهابية وتم علي الفور تنفيذ القرار. أكد المهندس محمد موسي وكيل أول وزارة الكهرباء لشئون البحوث والدراسات أنه لا توجد شبكة في العالم لا توجد بها أبراج أو خطوط هوائية وتعتمد علي الكابلات بصفة متكاملة حتي شبكات أمريكا وأوروبا وأن تأمين وحماية هذه الخطوط التي تمتد لمسافات طويلة شديد الصعوبة خاصة في حالة مثل الحالة المصرية التي يوجد مخططات إرهابية تستهدف الشبكة الكهربائية ويوجد عشرات من الإرهابيين منتشرين في كل مكان للقيام بأعمال التنفيذ والتعدي علي مرفق من أهم مرافق الدولة. مشيراً إلي أن رفع ثقافة المواطن وتعاونه أهم الحلول في هذا الموضوع والاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة سوف يساعد في السيطرة علي الأعمال الإرهابية والتخريبية التي تستهدف شبكة الكهرباء. أكدت المهندسة صباح مشالي وكيل أول وزارة الكهرباء أن شبكة الكهرباء المصرية تواجه أقصي حملة إرهابية في العالم تستهدف مرفق من مرافق الدولة وتهدف لتخريبه وأن صمودها بهذا الوضع هو رسالة تحدي للإرهاب والإرهابيين وتؤكد أن هذه الشبكة أقيمت علي أسس فنية وعلمية مؤكداً علي أن دراسات التأمين والتطوير للشبكة لا تتوقف وأن هناك عشرات الطرق والتأمين سيتم استحداثها للتغلب علي إرهاب الكهرباء قريباً. أكد المهندس أحمد الحنفي رئيس شركة نقل الكهرباء أن المواطن هو خط الدفاع الأول عن الشبكة وحمايتها من الأعمال الإرهابية وأن الأحداث الأخيرة تؤكد ذلك فمن خلال تعاون المواطنين تم مواجهة عشرات من حالات استهداف أبراج ومكونات شبكة الكهرباء ومن خلال المواطنين أيضاً تم تدمير أكثر من 65 برجاً للجهد العالي والفائق مؤكداً علي أن حالات تصدي المواطنين لأعمال الجماعات الإرهابية لاستهداف خطوط الكهرباء ومكونات الشبكة كثيرة وحققت نتائج إيجابية وأنهم كانوا السبب الرئيسي في إفشال عشرات الخطط الإرهابية خاصة في سمالوط والعياط والصعيد ومحافظات الدلتا وأن هناك شباباً من قري كونوا لجاناً شعبية وفرق لحماية أبراج الكهرباء من منطلق الإحساس الوطني ولم يتم تقديم أي مكافآت أو مبالغ مالية مقابل ذلك. قال إن خطوط الجهد العالي والفائق بالشبكة تعرضت ل 65 عملية إرهابية واستهدافها كان في قمتها في شهري يوليو وأغسطس ثم تصاعدت خلال الأيام الأخيرة في ذكري الثورة لإرباك الشبكة وزيادة معاناة المواطنين إلا أن كافة هذه الأعمال تم مواجهتها رغم تأثير عدد كبير منها علي تغذية مناطق كثيرة وتسببها في عدم الاستفادة الكاملة من قدرات محطات التوليد خلال ذروة الصيف إلا أن الوضع الحالي جيد وجميع مكونات الشبكة في الخدمة ولا توجد انقطاعات للتيار وأنه تم التغلب علي الآثار السلبية للحوادث الذي استهدفت أبراج الجهد العالي خلال الاحتفالات بذكري الثورة.
