الكاتب أشرف العوضي.. يكتب عن البيئة المصرية الأصيلة وشخوصها البسيطة . عن الريف وعن الأزمات التي يمر بها الإنسان في هذه البيئة . فتكون كتابته رصدا يتكأ علي هذا العالم وثرائه . صدر له عدد من المجموعات القصصية والروايات ومنها رواية ¢الهيش¢ التي حققت نجاحا كبيرا وعدد من الطبعات. * ماذا عن تجربتك مع الكتابة؟ 1⁄4 الحقيقة لقد بدأت النشر في سن مبكرة حيث نشرت اول مجموعه قصصية وكان عمري ثلاثة وعشرين عاما وهي ¢عفاريت شجرة السرو¢ ثم اعقبها مجموعه ¢حذاء السيد المنسي¢ وكتاب تراجم بعنوان ¢هؤلاء لم يهبطوا من السماء ¢ثم رواية ¢الهيش¢ ثم توقفت لالتقاط الانفاس عدة سنوات وعدت برواية¢ دحل الحمام ¢وأخيرا مجموعه قصص ¢النوبي ¢والمتوالية القصصية التي ستصدر في معرض الكتاب¢ كنت اري البحر¢. بدأت كتابة الرواية بعد بدايتي الأدبية بسبع سنوات انتجت خلالها مجموعتين قصصيتين ودراسة نقدية وكان الكتاب الرابع هو رواية الهيش. واقع وخيال * هل عالم الهيش - الذي كتبت عنه - واقعي أم خيالي؟ 1⁄4 لا يستطيع اي كاتب ان يفصح عن الخيال والواقعي في النص حتي هو ذاته ربما لا يدرك الفرق المهم ان ما كتبه مستعينا بخبراته الحياتية وخبرات اخرين كحكايات الجدات القديمة ومما قرا ومما شاهد كل ذلك يؤدي الي مخزون ينهل منه والهيش تحديدا هي خليط من كل ذلك من الواقعي الحقيقي ومن المتخيل ومن الحكايات التراثية ومن خيال وابداع مؤلف النص. * معظم شخصيات رواية ¢ الهيش ¢ لاقت مصيرا مأساويا مثل برهان وفتاة المولد و تهاني وغيرهم لماذا اخترت هذا الخيط الدراماتيكي للرواية ؟ 1⁄4 المصير كان نتيجة حتمية لافعال الشخوص ربما انا نفسي بعد الانتهاء من الكتابة اشعر بما يشعر به اي متلق بل ربما اندهش مثل اي قارئ. اما لماذ كان هذا المصير فهناك اشخاص لمست طريق الخير وخرجت من النفق المظلم واشخاص كان موتها حتمي لانها اصلا ميتة وان كانت ما تزال تتتنفس الحياة. ابن الريف * لماذا اخترت الريف فضاء لروايتك وأنت تقيم في المدينة سواء في داخل مصر أو خارجها؟ 1⁄4 أنا ابن الريف المجاور حيث كانت قريتي تبعد فقط عن المنصورة خمس دقائق فكنت أري من برج حمام جدتي المدينة بكل انوارها وبهرجها في الوقت الذي نعيش فيه مفردات القرية المصرية في السبعينيات والثمانينيات العمدة والخفر والنيل وماكينة الطحين وطقوس الدفن والموت وحفلات الزار والمولد وعادات الزواج وتلك الدهشة التي تعلوهم حين يذهبون الي المدينة المتاخمة لهم السعادة التي تعتلي وجوههم بحصولهم علي أشياء تبدو لآخرين بسيطة بل وساذجة فمن يأتي منهم في ذلك الزمن بحذاء جديد من عند باتا او علبة حلويات من عند أحمد أمين أو حتي عيش فينو وطعمية سخنة يظن ان المدينة منحته الشيء الكثير. كنت أحب في ناسنا البساطة والمحبة والبيوت المفتوحة وطبعا تلاشت كل المفردات التي ذكرت. ولكن بقيت القرية التي اعرف بتلك الدروب القديمة وتلك الوجوه السمراء التي تعاني. وأنا لم اكتب حرفا واحدا في اي من اعمالي عن الغربة حتي الآن بل لم أحلم إلا عن مصر فأنا رغم البعد المكاني مربوط وملتصق بايامي في مصر. * في ظل الاحداث الجارية والتغيرات كيف تستطيع الرواية المصرية المنافسة عربيا والظهور علي الساحة الدولية؟ 1⁄4 الرواية المصرية كما ذكرت باقية وقوية ومتجددة ومؤثرة بدليل ان جائزة البوكر فازبها اثنين مصريان يوسف زيدان وبهاء طاهر ودخل القائمة القصيرة كل عام اكثر من كاتب مصري مبيعات وشهرة الروائين المصريين خارج مصر من خلال لقائاتهم وترجمتهم واضحة وملموسة المشكلة في ظهور عدد كبير ممن نشروا أعمالهم وهم غير مكتملي التجربة والخبرة فظهر للناس ضعف المستوي مقارنة بكم رهيب منشور ولكن اذا دققنا سنجد أسماء راسخة عميقة وقادرة علي المنافسة العربية وربما العالمية.