مازالت تلك الشرذمة تمارس الخداع. فيجب ألا ننسي ما اصطنعوه أيام المجلس العسكري وتلك الفتاة التي "تعرت" عمدا في ميدان التحرير. ليختلقوا قضية "حرائر مصر". وتكشفت ألاعيبهم. وبعدها كانوا يخططون للتظاهر بالمصاحف ليقوم رجال الجيش بالتصدي لهم ثم يلقون بالمصاحف علي الأرض. ليظهروا للعالم أمام الفضائيات ان الجيش المصري يدنس المصحف. لكن فضح الله مخططهم وتراجعوا عنه بعد ما تم الكشف عنه. يدعون أنهم ينصرون الدين. وما يخدعون الا أنفسهم. فلو كانوا كذلك لتمعرت وجوههم لما يتعرض له الأقصي من تدنيس. ولاستنكروا ما يتعرض له المسلمون من حرب إبادة في ميانمار وافريقيا الوسطي وغيرها. لكنهم لا يستهدفون الا المسلمين ولا يقاتلون الا في بلاد التوحيد. ولا يقصدون الا هدم الدين. لقد ظهرت نواياهم وحقيقتهم. المصريون ليسوا بالسذاجة ولن يلدغوا من جحر مرتين. عرفوا الحق وميزوا بين الغث والسمين. لذا فمن يحاول الخروج الآن بدعوة من خوارج العصر المخالفين للدين. سيجد المصريين جميعا علي قلب رجل واحد يتصدون له قبل الجيش والشرطة. فالمسألة حرب بقاء وكينونة. والأمر جد وما هو بالهزل. سيجد دعاة الفتنة الموت من كل جانب من أمامهم ومن خلفهم ومن فوقهم ومن تحت أرجلهم ومن علي ايمانهم ومن علي شمائلهم. ان الداعين لأحدات 28 نوفمبر انما يوجهون دعوة ليلقوا حتفهم. ويخلقون حدثا ليضعوا به نهايتهم. فمن أراد من الخوارج أن تثكله أمه وييتم ولده وترمل زوجته فليخرج. وسيجد عشرات القبور محفورة في انتظاره. لابد أن ندرك انه قبل 25 يناير كانت مصر كلها مهيأة للثورة. لاقت الدعوة للخروج استجابة من الغالبية العظمي. كثيرون كانوا مجروحين من تزاوج المال بالسلطة. ومن غياب العدالة الاجتماعية وانتشار البطالة. ومن نوايا التوريث. والانتخابات يتم تزويرها بكل فجور. الحالة الاقتصادية تتدهور والخدمات تنهار. هذا في الداخل أما في الخارج. فقد كانت المؤامرات تحاك بأيدي أمريكا والغرب وعملائهم من أجل الشرق الأوسط الكبير الذي يهدف الي تفتيت الدول العربية الي دويلات متناحرة علي أسس عرقية وطائفية. ولعب هؤلاء مستخدمين "الدمي" التابعة لهم من الخونة والعملاء وعبيد المال. تلاقي هذا وذاك كله يوم 25 يناير. واستغل أولئك الحراك الشعبي واندسوا فيه ليشوهوا براءة الثورة. ثم قفز الارهابيون علي المشهد. وظهر الاخوان بعدما تأكد سقوط نظام مبارك ليسرقوا الثورة وبعدها يحاولون سرقة مصر كلها. ولكن الشعب استكمل ثورته واستعادها في 30 يونيه. تلك كانت البارحة أما الليلة فهي مختلفة تمام الاختلاف. والذين يدعون لثورة جديدة أو كما يتشدقون بموجة ثورية. أو ثورة الشباب المسلم. فانما لا يعرفون أن الحقائق تجلت وظهر الخونة. وأن الذين خرجوا معهم بالأمس هم ضدهم اليوم.