المتطرفون أعلنوا أنهم سيقومون بثورة إسلامية فى الثامن والعشرين من هذا الشهر، وأعلنوا أنهم سيتاجرون بالإسلام مرة أخرى، وسيرفعون المصاحف؛ حتى يقاوموا رجال الأمن. خدعة قديمة انطلت على القدامى، ومن العار أن تنطلى علينا، فرفع المصاحف لا يعنى أن نسلّم وطننا لأنصار «داعش» الذين لا يعرفون من المصحف سوى كل ما يسىء إلى الإسلام والمسلمين. رفع المصاحف لن يجعلنا نسلّم أطفالنا للبيع عبيدا، ولا أن نترك نساءنا لهم سبايا. لو أنهم بالفعل يؤمنون بالمصاحف ويرفعونها، فى قلوبهم قبل أيديهم، لما أقحموها فى خلاف سياسى وفى غضب مسعور من الشريط الحدودى العازل الذى ذبح حلمهم بتسييد «داعش» على مصر. يرفعون المصاحف حتى تسقط أرضا، يرفعونها وهم يتمنون أن تدوسها الأقدام حتى يصرخوا بأن الشرطة والجيش يطؤون المصاحف فينضمّ الجهلاء والمغيبون وبقر البشر إليهم من شدة نفاقهم وسجودهم للشيطان. سيحملون المصاحف متمنين إهانتها، يحملون المصاحف حتى يرضى الشعب بالعبودية والرِّقّ ويستسلم للذل والذبح. وكالمعتاد، أطلقوا على تظاهراتهم اسما كبيرا لا يليق بالخونة المتخلفين الشرسين أمثالهم «الثورة الإسلامية». قالتها داعش قبلهم، ثم ذبحت بلا رحمة، وعذّبت وقتلت بلا إنسانية، وقهرت كل البشر، وحطّمت حتى قبور الأنبياء. لا تجعلوا المصطلع يخدعكم. انظروا إلى تصرفاتهم وأفعالهم لا إلى كلماتهم ومصطلحاتهم. سيرفعون المصاحف حتى يخوّنوكم ويسلموكم لقاتليكم ومعذبيكم وذابحيكم. يرفعون المصاحف حتى يستولوا على تجاراتكم وبيوتكم، ويأخذوا أطفالكم ويبيعوهم فى سوق النخاسة. سيرفعون المصاحف حتى يستبيحوا أعراض وشرف زوجاتكم وأمهاتكم وبناتكم وشقيقاتكم تحت مسمى السَّبْى والرِّقّ. سيرفعون المصاحف حتى تشاهد ابنك يُعرض للبيع أمام عينيك، لست تدرى ما سيفعل به المشترى. سيرفعون المصاحف حتى تُباع ابنتك أو زوجتك لرجل شهوانى يعتبرها جارية وسبية، ويعبث فى جسدها وعِرضها وعِرضك باسم الدين. سيرفعون المصاحف ليقهروك معنويا ويهزموك عاطفيا. إنهم مستعدون لأن يطؤوها بأقدامهم لو أن هذا يُسقِطك فى أيديهم. سيرفعون المصاحف لتسقط لا لتعلو. يتصوّرون أنهم بخدعة معاوية سيهزمون الشعب الذى خرج عن بَكْرَة أبيه يركلهم خارج حياته وينتصر لإرادته ومستقبله وأحلامه وحريته. إنهم يشتعلون بنار الهزيمة بعد أن عزلْنا إرهابييهم فى سيناء، وسَدَدْنا عليهم سبل الدخول والخروج، ورفع المصاحف هى خدعتهم الأخيرة، التى سيندس وسطها كل من يضمر لك ولوطنك وأهلك شرا يرفعون المصاحف ليسود حليفهم «داعش» فى مصر. ارفع أنت السلاح فى وجوه الخونة الكفار الذين سيرفعون المصاحف على أمل أن تُهان. يتحدّثون عن ثورة إسلامية، وهى ثورة خونة خوارج. كل منكم حرٌّ، إما أن يفرّط فى وطنه وعرضه ونفسه وماله، وإما أن يقف خلف وطنه أمام خونة يعيدون خدعة معاوية. كلٌّ منكم حر لو رضى بالهوان والعار، وقَبِل أن تنام ابنته فى أحضان رجل اشتراها على الرغم منها، اشتراها وأذلَّك وأذلَّها، وهتك عرضك وعرضها لأنهم رفعوا المصاحف!