يوم 18 ديسمبر هو يوم اللغة العربية الذي خصصته هيئة الأممالمتحدة كل عام للاحتفال بها وتشجيع استخدامها وهو اليوم الذي أقرت فيه المنظمة الدولية اللغة العربية لغة رسمية سادسة إلي جانب اللغات الأخري تقديراً لمكانتها واعترافاً بفضلها وأهميتها.. ما يدعو إلي الدهشة ويثير الغرابة ما يتخلل أحاديثنا نحن المصريين ونحن نتحدث مع بعضنا البعض عبارات واصطلاحات أجنبية وبصفة خاصة باللغتين الانجليزية أو الفرنسية.. ونتساءل: لماذا نهرب من لغتنا القومية ونهجرها وهي التي نزل بها القرآن الكريم وهي مدخلنا إلي فهم كتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم كما أنها تحمل هويات وقيم ما يقرب من 422 مليون إنسان في العالم العربي وحوالي مليار ونصف مليار مسلم في العالم يستخدمونها في صلواتهم اليومية. لماذا يضع البعض اللغات الأجنبية كعناوين علي منتجاتهم وأسماء شركاتهم ومحلاتهم ويكتبونها بالألفاظ الأجنبية ولكنها مكتوبة بالحروف العربية؟ لماذا تسعي بعض المدارس والمؤسسات التعليمية في المراحل الأولي إلي أن تكون لغة التعليم الأساسي غير العربية منذ استقبال الطفل لتعليمه فلا يجد العربية ولا يصادفها إلا في حصص اللغة العربية والتربية الإسلامية أما برامج التعليم الأخري فلغتها كلها غير العربية مما يلقي في روع الناشئ أهمية خاصة نكتسبها تلك اللغة الأخري علي حساب لغته الأم وخاصة بعد أن صار اتقان لغة من تلك اللغات مدخلاً واسعاً لسعة العيش وتحصيل أسباب الرزق؟ الغريب والعجيب أن الكثير من المعاهد والكليات التي تخرج مدرس اللغة العربية قد فشلت إلي حد كبير في تقديم المقررات الدراسية التي تؤهل خريجها ليكون مدرساً ناجحاً ونموذجاً يحتذي به فالكثير من مدرسي اللغة العربية يخطئون في نحوها وصرفها وبالتالي يعجزون عن توصيلها للتلاميذ. ينبغي أن نعلم أن كل الدول المتقدمة في جميع انحاء العالم تحرص علي أن يقتصر تعليم اللغة الأم لأطفالها حتي سن 12 سنة علي الأقل حتي يتم الانتهاء من التأسيس الصحيح لعقول وألسنة الأطفال علي لغتهم الأصلية ونود أن نشير إلي أن اللغة الأم هي الوطن الروحي لكل فرد في الأمة واتقان لغة أجنبية أو أكثر من لغة هو ضرورة وطنية وقومية ذلك أن الدعوة إلي النهوض بلغتنا العربية وهي لغة الضاد لا تتعارض مطلقاً مع الدعوة إلي الاهتمام بدراسة اللغات الأجنبية فبدونها نفقد التواصل التواصل مع العصر ومنجزاته وكل لغة حية نتعلمها تمنحنا رئة جديدة للتنفس ومساحات جديدة من الوعي وآفاقاً جديدة من حرية المعرفة والتمسك بقيمها. كلمات : ** التميز يعني ألا تخاف من الصمود أمام التحديات وأن تمتلك عقلاً متوهجاً بالأفكار التي لا تنضب. ** تعلم من النملة! فهي لا تبحث عن المداخل والممرات بل تصنعها!