نظمت رابطة الجامعات الإسلامية بالاشتراك مع جامعة القاهرة ندوة عن واقع ومستقبل اللغة العربية في إطار الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية الذي قرره المجلس التنفيذي لليونسكو في دورته 190 في أكتوبر من العام الماضي حيث تم اختيار يوم 18 من ديسمبر سنويا. وجاء اختيار هذا لأنه اليوم الذي أقرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1973 اعتبار اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية لها ولكافة المنظمات الدولية المنضوية تحتها.. رصد المشاركون في الندوة أهم التحديات التي تواجه لغة القرآن وكيفية حلها عمليا وليس من خلال تشريعات لا تنفذ علي أرض الواقع. أكد الدكتور جعفر عبدالسلام. الأمين العام لرابطة الجامعات. ان واقع لغة الضاد في أوطانها يرثي له حيث أصبح بعض أبنائها يتنصلون من الحديث بها وكئنها عار عليهم في حين نجدهم يتهافتون علي الحديث باللغات الأجنبية كمظهر من مظاهر التحضر والمدنية حتي وصل الأمر بالبعض الي الحديث ليس بالانجليزية أو الفرنسية باعتبارهما من اللغات العالمية بل وصل الأمر الي التحدث باللغة العبرية التي تعد لغة الأعداء التي كانت في عداد اللغات الميتة الي أن أحياها أبناؤها في الوقت الذي نقتل فيه لغتنا التي تعد من اللغات الأم عالميا. وطالب الدكتور جعفر عبدالسلام بتفعيل التشريعات الموجودة علي ارض الواقع منها اعتراف الدساتير المختلفة عبر العصور بان اللغة العربية هي اللغة الرسمية للبلاد التي دينها الرسمي الإسلام الذي شاءت إرادة الله أن يكون دستوره القرآن اللغة العربية التي تعد لغة أهل الجنة وليس الأعزاء من أهل الدنيا فقط. وأشار الدكتور عبدالله التطاوي. نائب رئيس جامعة القاهرة سابقا. الي أهمية إعادة النظر في مناهج اللغة العربية التي يتم تدريسها بالمدارس والجامعات ليتم تطويرها بدلا من حالة الجمود التي تتصف بها كثير من المناهج حاليا والتي جعلت تلاميذ المدارس والجامعات يكرهونها لأننا لم نحسن تقديمها إليهم في شكل جذاب مثلما يفعل أهالي اللغات الاخري بلغاتهم التي يعتزون بها ويحاولون خدمتها بكل الوسائل المتاحة عبر الأدوات التكنولوجية الحديثة التي يمكن لو أحسنا استثمارها لكان للغتنا شأن آخر. وطالب الدكتور التطاوي. المسئولين علي المناهج الأزهرية فعل نفس الشئ حيث التطوير والتيسير مع احترامنا للكتب الصفراء إلا انه ينبغي أن لا تكون هي الأساس أو الاكتفاء بها بل لابد من الجمع بين الأصالة والمعاصرة حتي نجمع الحسنيين بأن لا ننفصل عن جذورنا وفي نفس الوقت نتواصل مع عصرنا. إساءات متعددة تعجب الدكتور صابر عبدالدايم. عميد اللغة العربية بالزقازيق - جامعة الأزهر. من احتفاء الدولة باللغة العامية في الأدب أكثر من الاحتفاء بالفصحي حتي وصل الأمر إلي انه يتم إغداق الجوائز علي أتباع العامية بل ومن يتطاولون علي ثوابت الإسلام وما تم مؤخرا منذ ايام ليس بقليل حيث تم تكريم شاعر عراقي له سابق تطاول علي الرسول صلي الله عليه وسلم وتشكيك في ثوابت الإسلام مما أثار حالة من الاستياء في الأوساط الثقافية. وهاجم الدكتور عبدالدايم من يطالبون بوضع معاجم للغة العامية أو من يطالبون بتدريس اللغة الفرعونية في المدارس وكأنه لا تكفي محنة العربية من مزاحمة اللغات الأجنبية لها في عقر دارها ابتداء من السنوات الأولي في عمر الطفل حيث يشعر أهله بالفخر والسعادة عندما يرون أبنائهم يتحدثون باللسان الأعجمي ولا يشعرون بذلك اذا كان أبناؤهم متفوقين في العربية. ونفس السياسة القذرة في فرض التلوث اللغوي يتم في مختلف الدول العربية حيث يتم إحياء اللغات المحلية مثل الامزيغية غيرها لتزاحم العربية في عقر دارها. وانهي الدكتور صابر عبدالدايم كلامه بالدعوة الي إعادة النظر في التدريس المبكر للغات الأجنبية في المدارس والمعاهد الأزهرية في حين يتم إهمال العربية مما يؤثر سلبا علي هوية وانتماء أطفالنا وكذلك دراسة تجارب الدول التي تحترم لغاتها والتي لا تسمح بتدريس أي لغة أجنبية قبل 12 سنة علي الأقل حتي يتم الانتهاء من التأسيس الصحيح لعقول وألسنة الأطفال علي لغتهم الأصلية. استراتيجية متكاملة وأكد الدكتور أحمد عاشور مستشار وزير التربية والتعليم للغة العربية إلا انه يجري الآن إعداد استراتجية كاملة ترصد مشكلات العربية ووضع حلول مبتكرة وغير تقليدية لها واستعراض توصيات مجامع اللغة العربية وتشجيع اتخاذ اللغة العربية كلغة للعلوم الحديثة لأنها قادرة علي ذلك ولا تعجز علي استيعابها كما يروج أعداؤها. وأشار الي أن هناك قوانين كثيرة تحمي العربية وتجرم تسمية المحلات التاريخية والشركات بأسماء غير عربية ولكن هذا النص مجرم والدليل أننا نجد لغة ممسوخة تم إطلاقها علي المحلات والشوارع والشركات وغيرها مما يعد سبة في جبين كل أبناء العربية الذين رضوا بهذا المسخ غير المسبوق في تاريخ العربية التي كان يتسابق ملوك وأمراء العالم الي تعلمها باعتبارها لغة الأقوياء وسادة العالم في العصور الزاهرة وكما قال ابن خلدون ¢إن المغلوب مولع بتقليد الغالب في كل شيء¢ وللأسف الشديد نحن مولعون بالتقليد والنقل لكل ما هو سيئ وسلبي فقط في حين نترك قيم التقدم والعمل وقيمة الوقت. لم يقتصر الاحتفال بلغة الضاد علي أهلها بل امتد خارج الحدود حيث قالت إيرينا بوكوفا المديرة العامة للمنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" في كلمتها بمقر المنظمة بباريس :¢ إن الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية يعد اعترافا بالمساهمة الكبيرة للغة العربية في تعزيز الثقافة العالمية وإن هذا اليوم يؤكد تجديد تمسك العالم بالتعدد اللغوي الذي يعد جزءا أساسيا من التنوع الثقافي. ويعكس ثراء الوجود الإنساني ويتيح الانتفاع بموارد غير محدودة للتحاور والتعلم والتطور والعيش في سلام. كما أن اللغة العربية ¢تكتنز¢ ثقافة إسلامية وتحمل أصوات الشعراء والفلاسفة والعلماء الذين سخروا عمق هذه اللغة وجمالياتها لخدمة الإنسانية. وأشارت إلي أن اللغة العربية تحمل هويات وقيم ما يقرب من 422 مليون مواطن في العالم العربي وحوالي 5.1 مليار مسلم يستخدمونها في صلواتهم اليومية فهي محرك لتعزيز القيم المشتركة ومن هذا المنطلق. فإن اليونسكو تدعم المجلس الدولي للغة العربية الذي يضطلع بدور أساسي في تحقيق الترابط فيما بين ثقافات اللغة العربية واللغات الأخري عبر العالم كما أن المنظمة تسهم في عدة مبادرات إقليمية ترمي إلي ترويج اللغة العربية مثل المنبر الإلكتروني المخصص للمدرسين ¢التعليم للقرن الحادي والعشرين¢. وأشارت المديرة العامة لليونسكو إلي إمكانية حشد هذه القوة لنشر المعرفة وتشجيع التفاهم وبناء مجالات التعاون لتحقيق التنمية وإحلال السلام. كما أن اليونسكو تخصص الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية هذا العام لدور وسائل الإعلام في نشر اللغة العربية وتعزيزها. منوهة بأن وسائل الإعلام فاعلة ومحورية في التعبير عن الرأي العام.