منذ سنوات يعاني سكان قرية الحميدات شرق اسنا بالأقصر من الانقطاعات المستمرة للمياه والتي تستمر أحياناً لعدة أيام وعندما يتم توصيلها تكون مليئة بالشوائب والرواسب.. الأهالي أرجعوا سبب الانقطاع إلي تهالك رافع المياه بالمحطة وتعطله بصفة مستمرة وطالبوا باحلال وتجديد المحطة بعد ان اضطروا للاعتماد علي مياه ترعة الكلابية ونهر النيل للشرب مما تسبب في اصابتهم بالأمراض. يشكو جابر عبدالكريم - موظف - من الانقطاع المستمرة للمياه والتي تغيب لمدة أيام وعندما تصل تكون لمدة نصف ساعة فقط طوال اليوم بسبب تعطل رافع المياه بصفة مستمرة وغياب الصيانة تماماً. يضيف عبدالمتعال محمد - الكلابية بالمعاش - نضطر للشرب من نهر النيل أو ترعة الكلابية مباشرة دون المرور علي محطات تنقية رغم الحيوانات النافقة والطحالب والديدان مما أصاب عدداً كبيراً من الأهالي بالفشل الكلوي والروماتيزم علاوة علي إصابة 90% من السكان بالديدان المعوية. جهود ذاتية يؤكد أبوالحسن محمد عرابي - إمام مسجد - ان القرية بها أماكن مرتفعة لا تصلها المياه أكثر من ساعة في اليوم وأحياناً تنقطع لمدة أسبوع كامل ولا توجد رقابة علي العاملين بالمحطة الذين لا يلتزمون بمواعيد العمل فيقوم العامل بوقف الرافع "الموتور" وينصرف قبل انتهاء ورديته ونضطر في حالة انكسار ماسورة لاصلاحها بالجهود الذاتية. أما منصور أحمد - عامل - فيؤكد ان المعالجة تتم باستخدام الشبة فقط مما يؤدي إلي عدم القضاء علي الاحياء المائية ونحن القرية الوحيدة بالأقصر التي تعاني من مشكلة انقطاع المياه وتلوثها. سيد أحمد - عامل - يؤكد ان محطة المياه تم إحلالها وتركيبها بقريتنا منذ 15 سنة بعد ان كانت تعمل في قرية مجاورة ولكن تم تركيبها في مكان منخفض عن مستوي القرية والخزان حجمه صغير لا يكفي استهلاك قرية تعدادها 10 آلاف نسمة. فريال محمد - ربة منزل - تقول ننقل المياه بالجراكن من الترعة ونستأجر عربة كارو لتحميل الجراكن مقابل 15 جنيهاً كل يومين وأحياناً نشتري الجركن بجنيه مما يمثل عبئاً مادياً خاصة أننا من القري الفقيرة. يضيف حسن علي أحمد - موظف بالمعاش - المناطق العشوائية بالجبل محرومة من المياه لصعوبة مد خط المواسير لهم لذلك يشربون من أقرب جار لهم تتوافر لديه المياه وفي حالة انقطاع المياه يشترون الجركن بجنيه من أصحاب العربات الكارو. يؤكد محمد العمدة - مزارع - ان المسئولين يجلسون في المكاتب المكيفة ولا يشعرون بمعاناة من يشربون مياهاً ملوثة فلا يوجد أمامنا حل عند انقطاع المياه سوي مياه الترعة أو الموت عطشاً علي الرغم من أننا نسدد فواتير المياه التي تصل إلي 40 جنيهاً كل شهرين. من جانبه يؤكد عامل المحطة يؤكد ان أطول انقطاع استمر لثلاثة أيام فقط كان بسبب عمل صيانة للمحطة ورافع المياه حيث تم فك الفلاتر المتهالكة وتركيب أخري جديدة لأن المحطة قديمة وطالبنا أكثر من مرة باحلالها دون جدوي لذلك نقوم بإصلاح الأعطال أول بأول. متابعة يومية أما محمد محمود أبوحاسوب - رئيس مركز ومدينة اسنا - فيقول تتم متابعة يومية لأعطال المياه بالمدينة وكل القري المحيطة بناء علي توجيهات السيد محافظ الأقصر لرؤساء المراكز لمتابعة المياه والكهرباء والصرف الصحي والأسواق وأي مشكلة يبلغها رئيس القرية يتم التعامل معها علي الفور والاتصال بالجهة المسئولة لسرعة حلها والمتابعة ويتم إعداد تقرير يومي للمحافظة موضحاً ان انقطاع المياه بقرية الحمايدة ينتج عن الأعطال الروتينية للرافع أو المعدات بالمحطة التي تحدث كل فترة ويتم عمل الصيانة لها علي الفور وأحياناً ينتج عن كثرة الاستخدام في أوقات الذروة ولا توجد انقطاعات مستمرة. كفاءة تشغيل يؤكد ياسر عشماوي السيد مدير إدارة مياه اسنا ان قرية الحميدات لها طابع خاص في تضاريسها حيث توجد بها مناطق مرتفعة جداً لا تصل لها المياه في وقت الذروة خاصة في فصل الصيف بسبب الاستهلاك المرتفع لسكان القرية وهذه هي المناطق التي تعاني من الانقطاعات أما باقي المناطق بالقرية لا تعاني من أي مشكلة وبمجرد تخفيف الضغط تصل المياه لجميع المناطق حيث يعمل الرفع 23 ساعة في اليوم ويتوقف لمدة ساعة فقط ليلاً حتي لا تنفجر الشبكة بسبب عدم وجود استهلاك من المواطنين.. والأعطال الروتينية تحدث مرة كل شهر علي الأكثر بسبب عطل مفاجيء في المعدات أثناء التشغيل وينتقل فريق صيانة لاصلاحه علي الفور وما يتردد عن أعطال الرافع المستمرة غير صحيح فجميع مكونات المحطة تعمل بكفاءة منذ تركيبها عام 2004 والمحطة منسوبها منخفض عن مستوي القرية لأنها مركبة علي منسوب النيل لسحب المياه ويعوض ذلك طلمبات الرفع التي تقوم برفع المياه 60 متر لتصل لكل مكان بالقرية. ويؤكد ان معالجة المياه تتم عن طريق اضافة كبريتات الالومنيوم "الشبة" والكلور لمعالجة الرواسب والميكروبات ويتم أخذ عينات دورية يتم تحليلها بمعامل الشركة كما تراقبها معامل وزارة الصحة وتقوم بتحليل العينات باستمرار لتؤكد علي صلاحية المياه للاستخدام الآدمي وخلوها من الشوائب والميكروبات.