تحولت البطالة لقنبلة موقوتة قابلة للانفجار في وجه المجتمع بأسره أحداث 25 يناير يتم إستغلال تلك الفئة العمرية من المتعطلين بالتصدي لقوات الأمن وكافة الاعمال التخريبية بمقابل مادي.. وتلك الحالة التي عشناها منذ فترة بداية من تظاهرات أولاد الشوارع واستغلالهم في حرق المجمع العلمي وجامعة الأزهر ومهاجمة المولات والمحال التجارية واستغلال ذلك إعلاميا عبر القنوات التحريضية التي تأخذ من تلك اللقطات والفيديوهات ما يوحي بأن مصر تعيش في فوضي دائمة.. أصبحت فئة العاطلين الآلة التي تستخدم من قبل الحركات والأحزاب في أعمال تخريبية وتدميرية. في البداية يقول احمد زيدان ضابط بالمعاش البطالة أزمة طاحنة تهدد الأمن المصري وتتفاقم يوماً بعد يوم مما يعني أن هناك ملايين الخريجين الباحثين علي عمل ولم يحصلوا عليه ورغم جهود القطاع الخاص والعام في هذا المجال لاتزال الحلول حبرا علي ورق مشيراً لغلق العديد من المصانع وتشريد آلاف العاملين بدلاً من صون حقوقهم. اغتصاب الفتيات ويضيف محمد حامد موظف البطالة التي يعاني منها الشباب تنعكس علي سلوكهم في شكل تحرشات وسرقة وتخريب واعمال عنف وتظاهرات مما تسبب في تهديد الأمن وانهاك جهود الدولة. وتقول دينا مختار - كلية آداب لغة شرقية - الجرائم التي نطالعها يومياً علي صفحات الجرائد من عنف وتخريب وسرقة واغتصاب تعبر عن حالة التخبط التي يعيشها هؤلاء الشباب داخل مجتمع مترد لعجزهم عن الحصول علي ابسط حقوقهم رغم امتلاكهم الطاقة والطموح وبدلا من ان نلقي اللوم عليهم ونجعلهم المتهم الأول في تدمير الأمن المصري لابد ان نجد حلولاً جذرية للبركان الذي سينفجر في وجه المجتمع. الحزب الوطني والبلطجة محمد عمران - صاحب محل ان تلك الفئة نتاج طبيعي لحقبة الماضية التي حكم فيها الحزب الوطني حيث كان يتم استغلالهم في الدعاية الانتخابية وتهديد المنافسين حتي تحولوا الي بلطجية امتهنوا هذه المهنة في كل العقود ومع الانظمة والاحزاب التي ترغب في الاستفادة منهم حيث انهم علي استعداد تام لمثل هذه الاعمال في مقابل مادي. هند احمد - مدرسة - لم تكن البطالة المطلة علي مجتمعنا المصري السبب الوحيد وراء ما يحدث من عنف وجرائم فهناك عوامل أخري مثل الفقر والجهل والبيئة المحيطة حيث انهم اصبحوا بيئة خصبة لإنتاج بلطجية يقومون علي تدمير مقدرات الوطن.. وقد شهدت العديد من مدارس القاهرة اعمال عنف وبلطجة كان المحرك لها بعض اولياء الأمور الداعمين لابنائهم داخل تلك المدارس وهو ما حدث في مدرسة ببني سويف حيث قام أولياء الأمور بإشعال النيران في مدرسة اهنسيا التعليمية والشيء نفسه بمدرسة الخزان الابتدائية بمحافظة البحيرة مما يدل علي ان ثقافة بعض اولياء الأمور هي الداعمة لابنائهم في القيام بهذه الاعمال. ويضيف مسعد صالح - عامل أن التعليم والفقر السبب الرئيسي في استغلال وخاصة بعد ثورة 25 يناير فقد تم استقطابهم في الاعمال الإجرامية بمقابل مادي ففي مدينة مثل العياط وكرداسة قاموا البلطجية بالنزول للمنطقة وإرهاب المواطنين بالسلاح وحرق المنشآت الخاصة للأهالي وأصبح العاطل فريسة لتجار السوء وتعليمه كافة الاساليب مثل حمل السلاح واختيار التوقيت المناسب لافتعال المشاجرات التي يسقط فيها العديد من الضحايا من المتظاهرين السلميين أو التعدي علي المنشآت لحرقها. ويتفق معه محمد السيد - موظف للأسف قامت جماعة الإخوان الإرهابية باستغلال الشباب العاطل والاستعانة بالبلطجية والهاربين من السجون وجعلهم حصناً لهم لنشر الفوضي وترويع المواطنين بالاضافة لاقتحام المحلات لسرقة محتواياتها من أموال وأجهزة أو مصوغات مثلما حدث في الاعتداء علي صاحب محل جواهرجي بعد حدوث انفجار مديرية أمن الدقهلية. يلتقط طرف الحديث عبدالله السيد موظف متحدثا عن - قيام بعض القيادات الإخوانية بتحريض مجموعة من البلطجية القاطنين بقري الجيزة نظير مقابل مادي بحرق الأقسام التابعة لهم وخاصة عند فض اعتصام رابعة والنهضة فضلا عن بيع الكثير من الاسلحة لترويع الآمنين. ويقول مايكل نادي رزق - صاحب محل إذا تم توفير عمل للشباب أو مشاريع صغيرة لن يستطيع أحد استقطابهم في الاعمال الإجرامية والتظاهرات التي تبدأ سلمية ثم تتحول الي مجزرة يضيع فيها أرواح الكثير من الشباب في عمر الزهور بالاضافة لجمع أولاد الشوارع لتدريبهم علي الميليشيات الإخوانية ليكون جيل المستقبل لتلك الأحداث. ويضيف محمد محمود - محاسب الكثير من الشباب الحاصلين علي مؤهلات عليا بدون عمل جالسين علي المقاهي وأصبحوا صيدا ثمين للقوي الشريرة التي تستغلهم في أعمال تخريبية تضر الوطن مقابل اعطائهم 300 جنيه في الليلة الواحدة للسير في مظاهراتهم ليظهروا أمام العالم أنهم كثر وعند الاحتكاك يكونوا هم في المواجهة والضحية التي تسقط وكل ذلك ناتج من الفراغ الذهني وتعاطيهم للمخدرات التي تفقدهم السيطرة والتحكم في أفكارهم. حسن السيد - مدرس يشير انتشار البلطجية في معظم أنحاء الجمهورية بسبب غياب دور الدولة الحقيقي لهم ووضع أساليب علاج فعلية لمواجهة الجهل والبطالة السببان الرئيسيان لجعلهم فريسة لتجار الممنوعات وأصحاب السوء وبالتالي ينحرف لتجارة المخدرات والسلاح وممارسة البلطجة والسرقة وفرض الاتاوات. ويؤكد تامر عبدالحميد - محام أن الدولة قبل ثورة 25 يناير أحكمت قبضتها علي كافة العناصر الإجرامية والخارجين عن القانون بما يحقق استقرار وأمن الوطن علي النقيض لكن الامن الآن منهك ولا يستطيع السيطرة علي تلك العناصر مشددا علي أهمية العملية التعليمية في المراحل الأساسية حتي الجامعة علي أن تحث المناهج علي التوعية والانتماء للوطن وتنمية المهارات الفنية والقضاء علي العشوائيات حتي لا يكونوا فريسة سهلة للدخول في عمليات الحرق مثل قيام الشباب الصغير بحرق المجمع العلمي وهم لا يعلمون مكانته وأهميته للدولة ولابد من رجوع قبضة الدولة. محمد أحمد - من شباب الثوار أنه بالفعل يوجد بيزنيس للتظاهرات وذلك عن طريق مجموعة من البلطجية باستغلال الشباب والفتيات البسطاء الذين يبحثون عن عمل لاحداث شغب أثناء التظاهر ويخرجها عن السلمية مثلما حدث في أحداث جامعة الأزهر بعد التحريات فوجيء بأن هناك مجموعة من الشباب ليسوا طلبة لاينتمون الي الجامعة بالمرة وهذا أكبر دليل علي دفع مبالغ لهم. ويقول محمد ابراهيم أننا قمنا بالذهاب لمعرفة ما يحدث بالميدان بعد تنحي الرئيس مبارك فوجئت بشخص دخل علينا وأدعي بأنه من الحزب الوطني وقام بتوزيع مبلغ 300 جنيه بالاضافة لوجبة مقابل تجمعنا بميدان التحرير بعد نصف ساعة علي أن نقوم بعمل سيناريو فوضي بافتعال معارك مع بعضنا البعض عند سماع الاشارة المتفق عليها. ونظرت لاصدقائي في حالة من الدهشة وانصرفنا ولم نرجع مرة ثانية. ويؤكد متولي شحات - عاطل أننا كنا أيام الاعتصام في ميدان التحرير كنا نذهب للحصول علي مبلغ لايقل عن 250 جنيها في اليوم وشراب وطعام ومعنا الكثير من الصبية بغرض الاعتصام والتواجد باستمرار بالميدان ونحن شباب حاصل علي مؤهلات متوسطة وعليا ولكن لايوجد باب رزق الا ذلك ولا نقوم بأي أعمال بلطجة ولكن الذين كانوا يقوموا بدفع المبالغ لايعرفونا شخصيتهم. ويلتقط طرف الحديث محمدي محمود قائلا : كنا متواجدين يوم موقعة الجمل بالتحرير وفوجئنا بعدد من راكبي الجمال والاحصنة تقتحم الميدان مما أدي لحدوث حالة من الهرج وأشاع أحد الأشخاص المنتمين للإخوان الإرهابية أنهم رجالة الحزب الوطني يريدون اقتحام الميدان وانكشفت الحقائق مع مرور الوقت وتبين أن من قام بهذه الموقعة هم قناصة أسامة ياسين وما يسمي بالفرقة 95 إخوان الذين أعتلوا أسطح العمارات بتنفيذ عمليات قتل عشوائي لتظهر الصورة علي أن من اقتحم الميدان من أهالي نزلة السمان هم الذين قتلوا الثوار. اللواء محمد ربيع الدوبك - خبير أمني يشير الي البطالة والفقر أحد العناصر التي تساعد علي انتشار الجرائم والعمليات الارهابية من ناحية والجرائم الجنائية من جانب آخر حيث يسهل تجنيد الشباب العاطل بنسبة كبيرة تحت مسمي الدين وأن تلك الاعمال الانتحارية استشهاد في سبيل الله ولكنها جريمة يتحمل وزرها ووزر من عمل بها وعلي النقيض رأينا شبابا أثرياء متزوجين ويعولون ويتمتع بكافة الرفاهية ولكنهم ساهموا في إرتكاب الجرائم الارهابية وكذلك بعض العناصر الأمنية التي تم اختراقها بسبب الحقد والكراهية المتمكنة من النفس البشرية دفع شخصا منهم بتقديم زميله قربانا للإرهاب دون وازع ديني أو أخلاقي وذلك في واقعة مصرع واستشهاد المقدم محمد مبروك من أجل جماعة أو تنظيم يستخدمون متوسطي الثقافة وأصحاب الضحالة الفكرية والأطفال الابرياء في تلك الأعمال وأضاف ليس كل عاطلا أو فقيرا يسهل تجنيده لان كثيرا من هؤلاء يكونوا مسلحين بالقيم الاخلاقية والقيم الدينية والانسانية