تواصلت أزمة البوتاجاز لليوم الثاني علي التوالي بعد أن فجرتها "الجمهورية".. وصلت الأزمة إلي المحافظات.. أشار المواطنون بأصابع الاتهام إلي السريحة الذين استغلوا الأزمة وخزنوا الأنابيب في مخازن سرية بالاتفاق مع أصحاب المستودعات.. كشف المسئولون عن سبب آخر للأزمة وهو تأخر وصول بعض الشحنات بسبب اضطراب الملاحة البحرية.. رغم زيادة حصة كل محافظة 10%.. وكان هذا التحقيق.. ربيع فتحي - موظف - يقول: انتظر علي مدي ثلاثة أيام أمام مستودع البوتاجاز بشارع ناهيا ببولاق الدكرور منذ الساعة السابعة صباحاً وحتي التاسعة مساء كي أستطيع الحصول علي اسطوانة فأصحاب المستودعات والسريحة استغلوا الأزمة لتحقيق مكاسب علي حسابنا. يتساءل شوقي عمر - موظف من العياط عن الرقابة فمعظم سكان المدينة من البسطاء ومحدودي الدخل لا يستطيعون شراء الاسطوانة من السريحة بمبلغ 45 جنيهاً وقد اعترضنا علي حكومة هشام قنديل السابقة لرفع الاسطوانة إلي 8 جنيهات مما جعلنا نحصل عليها من المستودع بسعر 12 جنيهاً وأصبح الأمر عبئاً إضافياً علي كاهل الأسر المصرية. يضيف أحمد عبدالله - موظف - من صفط اللبن بأنه ذهب إلي أحد مستودعات الغاز القريبة منه وبالرغم من توافر الاسطوانات بكميات كبيرة إلا أن صاحب المستودع رفض بيعها للمواطنين مؤكداً عدم وصول الحصة ولكننا فوجئنا ببيع معظم الحصة للسريحة في غياب تام للأجهزة الرقابية. عواطف أحمد - ربة منزل - من حلوان تقول مصروفي اليومي 20 جنيهاً وزوجي أرزقي لا يستطيع توفير مبلغ إضافي حتي أستطيع شراء اسطوانة البوتاجاز من السريحة الذين يستغلون عدم توافرها بالمستودعات ويرفعون سعرها ثلاثة أضعاف ثمنها. الأمر الذي يضطرني لحمل الاسطوانة والانتظار أمام المستودع من بعد صلاة الفجر للحصول عليها بعد معاناة شديدة مع صاحب المستودع الذي يفضل السريحة والباعة الجائلين. نقص المعروض تقول نجفة أحمد - ربة منزل - من شبين القناطر إن نقص المعروض من اسطوانات البوتاجاز بالمستودعات شجع علي بيعها في السوق السوداء من خلال السريحة الذين استغلوا الأزمة وباعوها بأكثر من 45 جنيهاً والأغرب من ذلك أنهم يبدأون العمل بعد الساعة 11 مساء هرباً من مفتشي التموين وخوفاً من إلقاء القبض عليهم. يشاركها الرأي جلاء سيد - من العبور فتقول: لم نعد نتحمل معاناة أكثر من ذلك فنحن نعيش معاناة مستمرة فأسعار الخضراوات مشتعلة واسطوانة البوتاجاز وصل سعرها إلي 45 جنيهاً ولا أستطيع شراء مأكولات جاهزة لأني من فئة معدومي الدخل. أكذوبة الدليفري يصرخ عيد عبدالسلام - موظف: قائلاً أعيش في ظل ظروف صعبة ولا أستطيع شراء اسطوانة البوتاجاز من السريحة بسعر 45 جنيهاً فدخلي محدود يكفي بالكاد احتياجاتنا وحاولت الاتصال بالخط الساخن لوزارة التموين عدة مرات دون جدوي فدائماً الخط مشغول. يضيف محمد طلبة - محاسب ببنك مصر - فرحت بإعلان وزارة التموين عن تشغيل مشروع توصيل اسطوانات البوتاجاز للمنازل "دليفري" وأعتقدت أنها ستقضي علي السوق السوداء "السريحة" وبالفعل قمت بالاتصال بالخدمة لحجز الاسطوانة علي ان تصلني بعد 48 ساعة كما أكد لي متلقي الطلب ولكن انتظرت أكثر من 5 أيام وعاودت الاتصال بالخدمة فكان الرد أن خدمة الدليفري لا تغطي سكان شارع خاتم المرسلين بالعمرانية فطلبت تغيير العنوان علي والدتي بحي مصر القديمة لأن الخدمة تغطي هذا الحي حدث ذلك منذ 10 أيام ولم يصلني شيء حتي الآن. تشير روحية عبدالحميد - موظفة من سكان عين الصيرة إلي أنه منذ انقضاء اجازة عيد الأضحي وهي تبحث عن اسطوانة بوتاجاز فالسريحة يختفون من الشوارع طوال ساعات النهار وينتشرون في الساعات الأولي من الفجر حيث تجول أحد السريحة وكان يبيعها بسعر 40 جنيهاً ولكن لم أستطع شراءها لضيق ذات اليد وخوفاً من التعامل مع هؤلاء السريحة لأن معظمهم من البلطجية وأرباب السوابق. رحلة عذاب محمد سعيد يصرخ قائلاً: منذ ثلاثة أسابيع وأنا في رحلة عذاب مستمرة بحثاً عن أنبوبة بوتاجاز وأتردد يومياً علي مستودعات الأنابيب في شبرا والزاوية الحمراء وانتظر بالساعات في طوابير وزحام شديد ومع كل هذه المعاناة لا أستطيع الحصول عليها ووصل سعرها إلي 35 جنيهاً في شبرا مصر وروض الفرج وفي حلوان إلي 45 جنيهاً. يري رمضان زيدان أن أصحاب المستودعات هم السبب الرئيسي في الأزمة لقيامهم ببيع الأنابيب للباعة الجائلين "السريحة" والذين يقومون بدورهم ببيعها لأصحاب المطاعم بمبالغ مرتفعة. يضيف أن سعر الأنبوبة وصل في منطقة روض الفرج إلي 35 جنيهاً إن وجدت. يوضح وليد سيف النصر من الشرابية أن الباعة الجائلين "السريحة" هم أصحاب الكلمة العليا الآن يحددون الأسعار حسب أهوائهم بالاتفاق مع بعضهم والسعر يختلف في كل منطقة عن الأخري والبيع علني بسعر 30 جنيهاً لذلك نضطر للخروج من البيت يومياً سعياً وراء الحصول علي أنبوبة واحدة.