تحول العديد من الباعة الجائلين في مصر إلي مقيمين بعد أن تملكوا الشوارع وفرضوا سيطرتهم بالبلطجة في ظل عجز الأمن والأحياء عن مواجهتهم ثم اشهروا نقابة لهم تدافع مما يسمونه بحقوقهم وتطالب بتقنين أوضاعهم. إبراهيم فوزي صاحب محل يتحدث عن شارع طلعت حرب الذي تحول لسويقة كبيرة للباعة والبلطجية بعد أن كان من أرقي شوارع وسط البلد والإستاندات والخيم يعرقل حركة سير المارة فهم لم يكتفوا باحتلال الرصيف بل نزلوا للشارع ليصبح المرور فيه لا يتسع إلا لسيارة واحدة ونحن كأصحاب محلات لا نريد قطع رزق أحد ولكن لابد من تقنين الأوضاع وتفعيل الرقابة. ويلتقط أحمد عبداللطيف محام طرف الحديث قائلا: مازال هناك خلل في الحكومة وما نراه الآن اكبر دليل فإن الشوارع تحولت إلي سوق عشوائي يعرقل حركة سير المارة فمنطقة سعد زغلول التي تضم مجمع الوزارات حولها الباعة لسوق يعوق وصول الموظفين لعملهم لدرجة اختفاء بوابات مترو الانفاق وكذلك الحال امام دار القضاء العالي. تيسير خلف الله وفتحية محمد تشيرا إلي وجود الباعة الجائلين بالقرب من المصالح الحكومية يضمن لهم الزبون دائم خاصة مع سوء الحالة الاقتصادية واتجاه المواطنين للشراء منهم حيث يبيعون منتجات أصلية ولكن بها عيوب فنية بسيطة جدا ترفضها المحلات ونحن أ ولي بفرق السعر بالإضافة إلي توفير الوقت لشراء إحتياجاتنا. ويتساءل أحمد صالح مسن مثلي كيف يسير في هذه الشوارع خاصة في منطقة وسد البلد فالرصيف تحول إلي مول كبير ومطاعم مصغرة ونصف الشارع الرئيسي احتل باستندات الملابس واصبحت السيارات تسير فيما تبقي من الشارع فاين يسير المواطنون؟ وأين القاهرة الخديوية التي نعرفها بعراقتها وجمالها؟ وتضيف سهير متولي اعمل موظفة في مطبعة البنك المركزي بالهرم وقد كانت المنطقة المحيطة بالمطبعة تمتاز بالهدوء والانضباط نظرا لاهميتها القصوي للمصلحة ولكن بعد الثورة تغير كل شئ واصبح حرم المصلحة مرتعاً لبائعات الاطعمة المعلبة والمعجنات كما افترش شباب البلطجية اسوار المصلحة بالطرح وملابس الاطفال ولم يستطع أحد منعهم والوضع لا يختلف كثيرا بشبرا وروض الفرج حيث تحول شارع روض الفرج لسوق خضار كبير يعرقل حركة المرور وهذا ما يؤكده محمد فهمي قائلا: الشارع احتله الباعة الجائلون والتكاتك. علي الجانب الآخر يقول ماهر علي بائع متجول بشارع 26 يوليو: البطالة هي السبب الرئيسي وراء وجودنا في الشوارع فأنا حاصل علي شهادة عليا ولا أجد وظيفة لذا وقعت أنا والعديد من زملائي فريسة لتجار الجملة الذين يستغلوا إحتياج الشباب لإي مصدر للرزق ويحولوهم لباعة جائلين أو أصحاب فرشة علي الرصيف ويكون المكسب كله للتاجر ويحصل الشاب في نهاية اليوم علي الفتات. ويتساءل لماا لا تقوم الدولة بتوفير فرص عمل للخريجين او تنقنين أوضاعهم كالباعة الجائلين بحيث تقوم كل محافظة بإيجاد مكان غير مستغل بالمنطقة وإنشاء باكيات منظمة ومحددة بمساحة معينة لا يمكن تعديها وبالتعاون مع هيئة النطافة يتم إزالة المخلفات بصفة يومية لنعمل بشكل مشروع. سعيد عبدالله بائع ملابس بكوبري القبة يقول: شريحة الباعة الجائلين مظلومة في البلد فنحن لا نجد وظيفة بدخل ثابت وتطاردنا الشرطة والبلدية إذا ما افترشنا الارض فكيف نعيش ونعول أسرنا فنحن نبيع منتجات جيدة الصنع بأسعار مخفضة ولا نمانع في الانتقال لمكان بديل علي أن يكون قريب من تواجد المواطنين. أبوالقاسم شعبان يؤكد أن الكثير من اصحاب المحلات يعرضون بضائعهم بسعر أقل علي استندات خارج محلاتهم بهدف طرد الباعة الجائلين وجذب زبائن الأرصفة كما يحدث بوكالة البلح والعتبة فأصبح من الصعوبة المرور بهذه المنطقة حتي سيرا علي الأقدام.