"دلجا وكرداسة وناهيا" مثلث رعب "الفقروالجهل والمرض" وهو أشد ضراوة من مثلث مخدرات القليوبية.. لغته الدم وعقيدته السلاح ومذهبه التشدد.. اتخذته جماعات الاسلام السياسي معقلاً وغرفة عمليات لتصدير الرعب مستغلين الظروف الاقتصادية والاجتماعية للسكان. الفقر الذي يعيشه سكان تلك المناطق وموقعها الجغرافي والاهمال الخدمي والأمني جعلها مكاناً مثالياً لجماعات العنف. اصطدمت "كرداسة" بقطار العنف في عهد الرئيس جمال عبدالناصر عام 1965 بعد قتل اثنين من مجندي الجيش شهدت وقتها المدينة معركة كبري مع قوات الأمن المركزي بعد رفض الاهالي اعتقال زوجة سيد نزيلي عضو الجماعة والقيادي البارز بمحافظة الجيزة وكرد علي ما حدث استقرت الجماعات الجهادية في كرداسة وفور اعتلاء الرئيس المعزول مرسي السلطة عادت معقلا للجماعة ومعتنقي الفكر الديني المتطرف وساعد علي ذلك الطبيعة الجغرافية للمكان وقربها من أبورواش المشهورة بالجبال والتي تسهل من عمليات الهروب. هنا كرداسة يقول عمر عبدالله من سكان كرداسة بعد مقتل ضباط قسم كرداسة أعلنت جماعة الاخوان المسلمين والجماعات الاسلامية عزلها عن باقي المحافظة ببناء حواجز ترابية علي مداخل ومخارج المدينة لمنع دخول الغرباء مما أعطي إنطباعاً بأنها مدينة الارهابيين رغم انها أحد قلاع الصناعات اليدوية في مصر. يضيف رفاعي محمد ان المدينة تعد من أكبر المدن التي تأوي التيارات الاسلامية بالجيزة حيث استغل الاسلاميون حرمانها من خدمات كثيرة في مقدمتها الوحدة الصحية التي يطلق عليها المجموعة علاوة علي افتقارها لمياه نظيفة وصرف صحي وشبكة طرق. ويشير شعبان جمعة "صاحب محل" بأن أغلبية سكان قري كرداسة وناهيا من المنتمين لجماعة الاخوان المسلمين ومن أنصارالرئيس المعزول نظراً لنشأتهم في القري التي تحتضن التيارات الاسلامية منذ سنوات طويلة بينما يشير مصطفي السعيد للطبيعة الجغرافية لمدينة كرداسة ووجود زراعات كثيفة واستقر البعض الآخر في أماكن أخري مثل ناهيا وأبورواش ذات الجبال الشاهقة والتي تسهل الهروب. أحمد محمود صاحب عربة فول أمام قسم كرداسة يري ان السكان في ناهيا أغلبهم غير متعلمين وهو ما يجعلهم منتمين للجماعات الدينية لذا بمجرد الدعوة للجهاد بأي شكل وضد أي هدف ينساقون دون تفكير. فبركة إعلامية في حين ينفي أمير عبدالمنعم عامل بشركة مقاولات وجود أي تطرف أو ارهابيين بين أهالي ناهيا أو كرداسة مشيراً إلي أنها فبركة من الإعلاميين تنشرها برامج التوك شو فلم نقطع طرق وانما مجرد تأمين للطريق لتتخذ السيارات منحي محدداً فيتم التعرف علي أصحابها قبل دخول المدينة. بينما يري أحمد محمد عامل محارة ان الأهالي فرحوا بدخول الجيش والشرطة وكان الأولي بالحكومة الدخول في تلك العشوائيات والتي تحكمها القبلية والعائلات وفض أي محاولة للتمرد في مهدها. المهندس خيري أحمد مرسي رئيس مركز ومدينة كرداسة يشير الي ان المركز له طبيعة محددة وتجعل البعض يطمع في تنفيذ مخططاتهم للانفصال عن الدولة لان حدود المدينة من الجنوب "الهرم" ومن الشمال "منشأة القناطر" وشرقا "حي بولاق" و"العجوزة" وغرباً طريق مصر اسكندرية الصحراوي وهي عوالم ربطت كرداسة عبر العقود الماضية بجماعة الاخوان المسلمين منذ بدايتها حيث ينتمي 50% من السكان للاسلام السياسي ويدافعون عنه بضراوة ومنذ ان توليت رئاسة مجلس مدينة كرداسة وجدت نسبة الأمية مرتفعة فقررت اقامة فصول لمحو الأمية لتنوير العقول ومحو الظلام والأفكار الهدامة كما سيتم فتح السينما للأهالي ويضيف ان المدينة اشتهرت بصناعة المنسوجات وصناعة الجلابية الشرقية والخليجية الي جانب تصدير البقدونس للدول العربية والأهم هو فتح أبواب رزق للأهالي. ونشر الوعي حتي يدافعون بعقولهم عن أي غزو فكري لا بالسلاح وهو ما نحاول الوصول اليه خلال الشهرين الماضيين وتجاوب معنا الأهالي بتوفير سياراتهم لنقل المخلفات واستمرار سير الحياة أثناء ساعات الحظر. تختلف دلجا عن كرداسة وناهيا في طبيعة أهلها وجغرافيتها رغم ان الأولي في وسط الصعيد والأخيرة في الجيزة.. ضاحي محمد "مزارع من دلجا" يؤكد ان الفقر والاهمال في القري تسبب في نشأة الاجرام وتفريغ الارهابيين وأدي الاستمرار في الاهمال إلي تحويل تلك المناطق الي امبراطورات يحكمها السلاح تحت شعار نصرة الاسلام. إهمال متعمد ويضيف سامي عيد من "البدرمان" ان السبب في انتشار العناصر الارهابية في قري ديرمواس يرجع لعزل القري عن المدينة وعدم معرفة المسئولين لمشاكلها المتراكمة فالقري بدون طرق ولا تصلح للسير عليها حتي علي الاقدام ورغم مناشداتنا العديدة للمسئولين. ويشير عبدالقادر عمران من "دلجا" إلي ان الطريق الرئيسي بين "دير مواس المدينة" والقري يمتد لأكثر من 15 كيلومتر ولا يصلح لسير سيارات نقل المواشي تستخدم لنقل الركاب مما يجعلنا نعاني أشد المعاناة للوصول إلي المدينة أو المدن المجاورة. محمد عبدالعال "موظف" يقول ان المستشفي الموجود بالقرية لا يوجد به أجهزة أو معامل وخارج نطاق الخدمة منذ انشائه.