منذ أن تمت عملية فض اعتصامى رابعة والنهضة وجماعة الإخوان تسعى لتشكيل «مثلث الرعب» فى «كرداسة وناهيا ودلجا»، ومنذ ظهور هذه البؤر والقوى السياسية تطالب قوات الأمن بالقضاء على هذه البؤر الارهابية، وخلال الفترة الماضية استجابت قوات الأمن لهذه المطالب وبدأت بالقضاء على هذه «المعاقل الإخوانية». يقول اللواء حسين عبدالرازق، الخبير الاستراتيجي، إن قصة عصيان واستقلال «دلجا» بدأت بعد عزل «مرسى»، حيث تحولت إلى دولة داخل الدولة وجرى فيها حرق مقر الشرطة والكنائس وأصبحت بلا أمن ولا أمان، لذا كان يتوجب على قوات الأمن اقتحامها لحماية الاهالى المؤيدين لثورة 30 يونية من مخالب «الإخوان». وأكد «عبد الرازق» أن عملية الاقتحام ليست قراراً مفاجئاً أو عشوائياً ولكنها تمت بعد أيام من الدراسة لطبيعة المنطقة ومداخلها المتعددة التى تم إغلاقها جيداً قبل الاقتحام الذى بدأ من الطريقين الصحراوى والزراعى معا أثناء الفجر، مدعوما بالطائرات. وأوضح «عبد الرازق»، أن البؤر فى دلجا بالمنيا كانت إرهابية، وليست إجرامية فقط، مشيرًا إلى أن آلافاً من عناصر الأمن شاركت فى الحملة الأمنية لتأمين المواطنين. وأشار اللواء نبيل فؤاد الخبير الاستراتيجي إلى أن ما قامت به قوات الجيش والشرطة، بالقبض علي العناصر الإرهابية في كرداسة للقضاء علي البؤر الإجرامية، برغم تأخر العملية بعض الشيء، يؤكد أن الدولة لن تسمح بوجود دويلات داخلها تحاول العمل ضد الدولة. وأكد «فؤاد» أن كرداسة كما «دلجا» تحولت طوال الفترات الماضية إلى ترسانة من الأسلحة، وانتشرت العناصر المسلحة بشوارعها، ما جعل عملية اقتحامها ضرورة وقد باتت قريبة للغاية رغم السرية المحاطة بها. ولهذا فإن خطة اقتحام كرداسة وجهت رسالة للمتأسلمين بالقضاء على ثلاثى الرعب الذى تحول إلى بؤر إرهابية جعلت أنصار العنف والإرهاب يعتقدون أنه بمقدورهم إقامة دويلات داخل الدولة وهى كارثة. وطالب الخبير الاستراتيجى بعودة رجال أمن الدولة مرة أخرى لأن هم القادرون على التعرف على البؤر الارهابية فى المدن الأخرى غير «مثلث الرعب»، التى يقطنها «الإخوان» خاصة فى مدن الصعيد. وأوضح نبيل عبد الفتاح، الباحث السياسى فى الشئون الإسلامية بمركز الأهرام الاستراتيجى، أن سقوط كرداسة في قبضة الأمن بداية النهاية لكل من حمل السلاح في وجه الدولة، منوها بأن مقتل اللواء نبيل فراج، مساعد مدير أمن الجيزة، في أرض المعركة يدلل على الفارق بين الرجال وأشباه الرجال حيث قيادات الإخوان والجماعة الإسلامية الذين فروا هاربين. وأكد «عبد الفتاح» أن تحرير كرداسة يعتبر ضربة مؤلمة لجماعة الإخوان وما تبقى من فكر الجماعة الإسلامية، مشدداً على أن المراجعات الفكرية للجماعة الإسلامية سقطت بعد ثورة 25 يناير لظنهم أن الدولة ماتت. وأوضح «عبد الفتاح» الأزمات الأخيرة ستطيح بهذا الجيل من جماعة الإخوان والجماعات الإسلامية، لأنهم أدخلوا الحركات الإسلامية في نفق مظلم. واستطرد قائلاً: الحركات الإسلامية لأول مرة في تاريخها تكون في مواجهة الشعب لأنها كانت دائما ضد الدولة فتكسب تعاطف المواطنين معهم، باعتبارهم ضحية لكن الأمر تغير تلك المرة». وأشار صلاح عيسى، الكاتب الصحفى إلى أن قوة عائلة الزمر بكرداسة كانت وراء التجرؤ على ارتكاب مذبحة القسم هناك واختباء عناصر من الجماعة الإسلامية فيها، منوها بأن أهم معوقات اقتحام كرداسة هو قربها من منطقة صحراوية في ظل «حواري ضيقة» ومحلات كثيرة. وأكد «عيسى» أن جغرافيا منطقة كرداسة تخدم الإرهابيين ولا تصب في مصلحة الأمن، ولكن التعامل من قبل قوات الأمن كان على أعلى مستوى، وأنه سيتم تتبع جميع الإرهابيين عبر الظهير الصحراوي. وأوضح «عيسى» أن خطة اقتحام كرداسة نجحت بنسبة تفوق الخيال، والتأخر في اقتحام كرداسة كان الهدف منه تحديد أماكن إقامة العناصر المطلوبة، وأتوقع أن المرحلة القادمة ستشهد جيلاً جديداً من قيادات الجماعات الإسلامية والإخوان».