بعد أن تمكنت قوات الأمن من فرض سيطرتها التامة على قرية دلجا التابعة لدير مواس بمحافظة المنيا، التى كان قد فرض سيطرتهم عليها أنصار الرئيس المخلوع لما يقرب من 75 يوما، فإن مدينة كرداسة تنتظر دورها لتتمكن من التخلص من الجماعات الإرهابية الموجودة داخلها التى نفذت الحادث الإرهابى المروع على قسم الشرطة، الذى راح ضحيته 13 ضابطا ومجندا، حتى يتمكن الأهالى هناك من العودة إلى حياة آمنة. «الوطن» رصدت مداخل ومخارج المدينة فى محاولة لمعرفة أماكن وجود الإرهابيين والأماكن التى من الممكن أن يستخدمونها فى الهروب، يفرون منها هاربين، فعلى الحد الشمال الغربى لمحافظة الجيزة تقع مدينة ومركز «كرداسة»، واحدة من أهم المدن والمراكز التى تحولت لها الأنظار عقب الحادث الأليم الذى أدى إلى حرق قسم كرداسة، ومقتل عدد من ضباط الشرطة فى حادث مروع. مدينة كرداسة تحولت إلى كابوس لسكان المدينة، بعد أن باتت وكرا آمنا للجماعات الإسلامية المسلحة والبلطجية، وهو ما جعل الأهالى هناك يدفعون فاتورة هذا الإرهاب. سهولة مداخل ومخارج المدينة، تجعل منها منفذا سهلا لكافة المجرمين، حيث يقع غرب المدينة طريق إسكندرية الصحراوى ومنطقة جبل أبورواش، وهو أكبر المنافذ سهولة لأى أحد يريد الفرار. داخل شوارع المدينة فى الطريق إلى مقابر كرداسة، يقل عدد المنازل الموجود فى المكان، كلما اقتربت من كوبرى «شعبوط» كما يطلق عليه أهالى كرداسة، وهو المنفذ القريب من إسكندرية الصحراوى، يقول «طارق» الشاب العشرينى وهو أحد سكان المدينة «ده أكبر منفذ ممكن يهرب منه أى حد، الطريق ده مفتوح مباشرة على الصحراوى»، يشير فى كلامه إلى المجرمين والبلطجية ممن يمكن لهم ارتكاب الجرائم. يروى طارق أن عددا كبيرا من سكان المدينة ينتمون إلى التيار الإسلامى، حيث يوجد عدد كبير من المنتمين إلى الإخوان المسلمين والسلفيين، وأن من فعل هذا العمل الإجرامى يمكن لهم بسهولة الدخول للمدينة، خاصة أن حدود المدينة ليس بها أى وجود أمنى، والأهالى لا يستطيعون وحدهم أن يقوموا بهذا التأمين، لأنهم سيواجهون وقتها عناصر مسلحة. على امتداد طريق يبلغ ما يقرب 5 كيلومترات، يتسع عن اليمين واليسار لمساحات زراعية يتوسط هذه المساحات بعض المنازل، وعدد من «الورش»، ذلك هو أحد الحدود الجنوبية لمدينة كرداسة، الخالية تماماً من أى وجود أمنى على حدودها حتى الوصول إلى مسجد سلامة الشاعر، أحد أهم المداخل الرئيسية لمدينة كرداسة. تلك المساحات الشاسعة من الأراضى الزراعية، تجعل من السهل الدخول فى المدينة، خاصة أنها خالية تماماً من أى تأمين، ويسهل على من يريد تنفيذ أى عملية إرهابية أن يدخل المدينة، لأنه لا يتعرض إلى تفتيش، أو حتى الملاحقة فى الخروج. يقول محمد إيهاب أحد شباب المدينة، إن اتساع الحدود التى توجد عليها مدينة كرداسة، تجعل من المدينة ملاذاً آمناً فى دخول وخروج الكثيرين من خارج المدينة، خاصة أن هذه المداخل لا يوجد بها أى نوع من التأمين، قائلاً «على سبيل المثال طريق اللبينى المؤدى إلى المريوطية، هو من أكثر المناطق الحدودية للمدينة سهولة فى الحركة، بسبب ندرة وجود السكان به». الطرق المؤدية إلى منطقة أبورواش والمقابر، يغلب عليها المساحات الخالية من السكان، كذلك قال محمد، مشيراً إلى أن مدخل صفط اللبن الذى يغلب عليه المساحات الزراعية الواسعة، التى تقل فيها المنازل، ولا يوجد عليها أى نوع من التأمين سواء فى النهار أو الليل، «البلد هنا كبيرة ومداخلها كثيرة، لأن المركز ممتد حتى منطقة ناهيا وأبورواش والمريوطية، ومن المرجح أن من نفذ العملية هرب فى منطقة ناحية جبال أبورواش خاصة أنها قريبة من الطريق الصحراوى، والإخوان يخافوا هنا فى البلد يعملوا كدا، لأنهم عارفين إن البلد كلها تعرفهم كويس». يروى محمد الذى يحزنه كثيراً ما تحولت إليه مدينته، عقب هذا العمل الإرهابى «إحنا هنا فى البلد كلنا نعرف بعض كويس، ومحدش يقدر يعتدى على التانى، اللى عمل كدا أكيد مش من أهل البلد»، ويشير إلى أن الأهالى أوقفت عمل اللجان الشعبية وفى انتظار الجيش حتى يحافظ على أمن وسلامة المدينة. «محمد»: الحدود المستهدفة للمدينة هى المليئة بالمساحات الزراعية