يأتي رمضان ببركاته والقلوب نابضة بذكر الله والمساجد عامرة بصلوات المسلمين وخاصة صلاة التراويح ولمصر عدد كبير من المساجد معظمها يسجل تاريخ عصور وأزمنة مختلفة ولكل من اصحابها قصة ويضم بعضها اضرحة لهم وللصلاة مذاق يختلف من مسجد لآخر. الجامع الازهر يعتبر اقدم جامع وجامعة وقد بناه جوهر الصقلي في العهد الفاطمي في شهر رمضان 361ه 972م وهو اول عمل فني معماري يقع بقاهرة المعز لدين الله الفاطمي ليكون منبرا للدعوة الفاطمية في نشر المذهب الشيعي. اختلف المؤرخون في سبب تسميته بالازهر والراجح ان سبب التسمية بالازهر تيمنا بفاطمة الزهراء بنت رسول الله صلي الله عليه وسلم.. اعيد تجديد اجزاء كثيرة منه ويحتفظ ببقية من النقوش والكتابات الكوفية وحظي باصلاحات في العهد الفاطمي والايوبي والمملوكي والعثماني وله مكانة في العالم الاسلامي ويوجد بالجامع 13 حارة و13 محراباً و26 رواناً و9 أبواب اشهرها باب المزينين حيث كان يوجد ممر يجلس فيه المزينون ويحلقون رؤوس المجاورين لهم وقد أنشأ هذا الباب الامير عبدالرحمن كتخدا "1752م1176ه" ويوجد مع باب اخر في الناحية البحرية المواجهة لميدان الازهر ويوجد مدرستان احداهما تعرف بالمدرسة الاقبغاوية وتشغلها الاتي مكتبة الازهر وبها محراب والمدرسة الاخري هي المدرسة الطيبرسية واصبحت ملحقاً للمكتبة.. ويتكون الجامع من مئذنة أنشأها قيتباي وتوجد في الجهة الجنوبية الشرقية للجامع المدرسة الجوهرية ثم زاوية العميان وقد بني منارة الازهر السلطان الغوري آخر سلاطين دولة المماليك الجراكسة ويعتبر الوزير يعقوب بن كلس اول من فكر في اتخاذ الازهر مكانا للدراسة المنظمة بعد ان استأذن الخليفة العزيز بالله في تعيين فقهاء للقراءة والدرس وكان عددهم في البداية 37 فقيها باجر ودار للسكن. وفي القرن الثامن تبوأ الازهر زعامة فكرية وثقافية في مصر والعالم الاسلامي نضبت في أواخر القرن التاسع بداية انهيار الدولة الفاطمية وسطوع نجم الدولة العثمانية وقد حافظ الازهر علي اللغة علي مدي 3 قرون ولعب دورا في الحياة السياسية حيث تزعم رجاله الحركة الوطنية في طرد الفرنسيين من مصر.. ومن اشهر شيوخه "حسن بن محمد العطار جمال الدين الافغاني وابراهيم موسي الفيومي" والصلاة فيه سواء التراويح او العيد لها مذاق وعلم.