ننجت منطقة وسط القاهرة من كارثة محققة بعد اندلاع حريق هائل داخل مركز طلعت حرب التجاري امتد لعدد من المحال التجارية داخله وكاد المبني أن يتحول لكتلة من اللهب إلا أن قوات الحماية المدنية تمكنت من السيطرة علي الحريق باستخدام السلالم الهيدروليكية بعد تهشم الواجهة الزجاجية من شدة النيران وهو ما ساهم في الوصول إلي مركز الحريق بالطابق الثالث وإخماده. تلقي اللواء أسامة الصغير مساعد أول وزير الداخلية لقطاع القاهرة إخطاراً من النجدة بنشوب حريق ضخم داخل مركز طلعت حرب التجاري فكلف علي الفور اللواء سامي يوسف مدير إدارة الحماية المدنية بسرعة الانتقال إلي موقع الحريق حيث انتقل إلي هناك يرافقه نائبه اللواء جمال فريد حلاوة علي رأس 10 سيارات إطفاء و2 سلم هيدروليكي لسرعة السيطرة علي الحريق الذي أصاب المواطنين بالفزع والرعب خاصة رواد المطاعم والمقاهي بالطابق الأرضي بالمركز التجاري الذين أصيب بعضهم بالاختناق من شدة الأدخنة التي خلفها الحريق. اضطرت قوات الحماية المدنية تحت إشراف اللواء علي الدمرداش حكمدار القاهرة إلي تغيير مسار السيارات بشارع طلعت حرب والسيرر بسيارات الإطفاء عكس الاتجاه لسرعة الوصول إلي موقع الحريق وفرض كردون أمني حول المنطقة وإخلاء المبني من رواده وأصحاب المحال التجارية خشية علي حياتهم بعد أن امتد الحريق لباقي الأدوار في الوقت الذي تم فصل التيار الكهربائي والغاز عن المبني خوفاً من وقوع كارثة في حالة انفجار مواسير الغاز وساهم من سرعة تعامل رجال الإطفاء مع الحريق وجود حنفية حريق بمدخل المركز التجاري. استمر الحريق أكثر من نصف ساعة قامت خلالها قوات الحماية المدنية بإشراف اللواء جمال سعيد مساعد مدير أمن القاهرة لفرقة الغرب بمد خراطيم المياه باستخدام السلالم الهيدروليكي حتي الطابق الرابع مستغلين تهشم الواجهة الزجاجية بفعل شدة النيران في الوقت الذي امتدت الخراطيم من الداخل لتحجيم ألسنة اللهب لتقليل الخسائر وهو الأمر الذي ساهم في السيطرة علي الحريق خلال 10 دقائق من وصول رجال الحماية المدنية. تبين للواء جمال فريد حلاوة نائب مدير الإدارة العامة للحماية المدنية أن الحريق شب في الطابق الثالث بالمركز التجاري داخل محل ملابس علي واجهة المبني وامتد إلي الطابق الرابع وأمسكت ألسنة اللهب بمحل ملابس به فدمرت وآتت علي جميع محتوياته حتي أمكن السيطرة علي الحريق وإخماده وبدء عمليات التبريد خوفاً من تجدد ألسنة اللهب مرة أخري. كشفت المعاينة المبدئية للعميد هاني جرجس مأمور قصر النيل أن المركز مكون من 6 طوابق يقع في الطابق الأرضي منه مجموعة من المطاعم والكافيتريا والتي كان يجلس بها العشرات أثناء اندلاع الحريق ويوجد في باقي الطوابق أكثر من مائة محل خاص ببيع الملابس والأحذية والاكسسوارات بالإضافة إلي مستحضرات التجميل وأن الحريق بدأ بمحل ملابس بالطابق الثالث وبعد تهشم الواجهة الزجاجية امتد إلي المحل الذي يعلوه. تسبب الحريق في توقف العمل داخل المبني بعد إخلائه من رواده وأصحاب المحلات في الوقت الذي امتلأت الطوابق بكميات كبيرة من المياه التي تم استخدامها في عمليات الإطفاء التي جرت بقيادة العقيد حازم البدوي رئيس مباحث الحماية المدنية. أصيب المواطنون بحالة من الرعب فور رؤيتهم لألسنة اللهب تخرج من واجهة المبني وتسقط الواجهة الزجاجية مهشمة بعد أن تحطمت من شدة النيران فأصيبوا بحالة من الهياج والصراخ خاصة الباعة الجائلين الذين كانوا يتوقفوا أمام المبني باستاندات لبيع الملابس وحملوها وأخذوا يهرولون في الشارع خوفاً من امتداد النيران إليهم لتسود حالة من الرعب والفزع دخل فيها الجميع في نوبة صراخ حتي وصول سيارات الإطفاء والسيطرة علي الحريق. رجحت المعاينة المبدئية وقوع الحادث بسبب ماس كهربائي تسبب في تطاير الشرر ليمسك بالملابس وتندلع النيران وتم التحفظ علي المبني وإخلائه من جميع أصحاب المحلات وإخطار المعمل الجنائي للانتقال إلي موقع الحريق ومعاينته لبيان أسبابه وتولت النيابة التحقيق. وفي تصريح خاص ل"الجمهورية" أكد اللواء جمال فريد حلاوة نائب مدير الإدارة العامة للحماية المدنية أن غرفة العمليات تلقت بلاغاً في الساعة الواحدة ظهراً باندلاع الحريق فتم الدفع بعشر سيارات إطفاء و2 سلم هيدروليكي توجهت إلي موقع الحريق عكس الاتجاه لسرعة الوصول إليه وفور وصولها تم وضع خطة عمل استهدفت مد السلالم الهيدروليكية لمكافحة النيران التي خرجت من الواجهة ومد خراطيم المياه عبر السلالم لمكافحة النيران في الداخل وتولي مجموعة من الضباط إخلاء المكان للمحافظة علي سلامة الأرواح. وأضاف أن سرعة الوصول ساهمت في تقليل الخسائر وسرعة السيطرة علي الحريق الذي كاد أن يتحول إلي كارثة تدمر المنطقة بأكملها لكن سرعة تعامل رجال الإطفاء مع الموقف ساهم في احتوائها. انتقل فريق من نيابة قصر النيل برئاسة سمير حسن وبإشراف المستشار حمدي منصور المحامي العام الأول لنيابات وسط القاهرة الكلية إلي مول طلعت حرب بوسط البلد لمعاينة الحريق الذي شب بالمبني كما أمر أحمد صفوت هلال مدير النيابة وعمرو عوض وكيل أول النيابة بانتداب المعمل الجنائي لبيان سبب الحريق وحصر التلفيات التي لحقت بالمبني وسرعة تحريات المباحث حول الواقعة. كشفت التحقيقات التي أجراها أحمد الموجي وكيل النيابة أن مول طلعت حرب بمنطقة وسط المدينة قد تعرض لنشوب حريق به في الطابقين الثالث والرابع بمحلات الملابس ثم انتقلت النيران إلي باقي الطوابق وتبين من المعاينة المبدئية أن سبب الحريق ماس كهربائي.