لم يعد هناك غذاء آمن حتي الأسماك.. فأصحاب المزارع السمكية في رحلة بحثهم عن المكسب السريع يقومون بتغذية الاسماك بمخلفات المجازر والحمير والخراف والحيوانات النافقة والروث والبراز. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد فاستعمل البعض السموم والمواد المخدرة لصيد الاسماك بسرعة. انتهاكات عديدة رصدناها في مركز المحمودية وقرية سنبادة والعطف ومدينة السعيد وبعض قري شبين القناطر حيث يشتري اصحاب الاقفاص والمزارع دواجن نافقة يقدمونها للاسماك بعد تقطيعها ويسخرون الاطفال للبحث عن الحمير أو الخراف النافقة فيتم سلخها وبيع الجلد أولاً لارتفاع سعره ثم يلقي باللحم للأسماك أما أسماك القراميط فيغذونها علي البراز الآدمي من سيارات الكسح بالقري. وفي النهاية تخرج سيارات النقل محملة بالاسماك لسوق العبور ليشتري المصريون السمك بالسم. سكان القري ابلغوا عن كوارث ومخالفات صارخة لكن إدارات البيئة والري والجمعيات الزراعية لم تتحرك خاصة أن اصحاب المزارع السمكية المخالفة قادرون علي اخفاء جرائمهم بحجة ارتفاع أسعار العليق وأعلاف الاسماك. بينما يفجر احد خبراء البيئة مفاجأة بان الاعلاف السمكية التي صرح بها وزير الزراعة الاسبق د.يوسف والي مخالفة للمواصفات وتسبب أمراضا خطيرة للاسماك والإنسان. البيئة آخر من يعلم يقول محمود إبراهيم موجه رياضيات الجمعيات الزراعية وإدارات الري والبيئة آخر من يهتم بما يجري في المزارع السمكية غير المرخصة. ففي قرية طحانوب استغل أصحاب هذه المزارع "رشاح خميس" الذي يفصلها عن قرية زاوية الشيخ سند بشمال القرية. وأقاموا مزارع سمكية مخالفة بالرغم من تخصيص الرشاح للصرف الزراعي وتعتبر مياهه شديدة الخطورة. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد بل يتم تغذية الاسماك بالمواد الضارة والحيوانات الميتة. ويؤكد عبدالفتاح كساب قيام بعض الفلاحين بحفر مزارع في اراضيهم لتربية الاسماك بعيدا عن أعين الرقابة. خاصة الذين يمتلكون ماكينات ري ارتوازي دون ان يتدخل أحد من الجمعية الزراعية الذين تفرغوا لبيع الاسمدة في السوق السوداء. كما ان الصيد بالترعة الكبري أصبح باستخدام السموم أو بنبات السكران الذي يخدر الاسماك ويجعلها تطفو علي سطح الترعة ويتم اصطيادها صباح اليوم التالي وفي نفس الوقت تستخدم الترعة كمصدر لمياه الشرب في القري ذات الكثافة السكانية العالية مما يتسبب في إصابة الآلاف بالكبد والفشل الكلوي والسرطان في مركز شبين القناطر. وتري هانم أمين ربة منزل إن أهالي القرية حاولوا منع الصيادين من الصيد بالطرق المخالفة دون جدوي. لذلك فاضطررنا للتخلي عن السمك كغذاء خوفا علي صحتنا. وقام الأهالي بعمل بلاغات في الري والبيئة ولكن الصيادين لهم طرقهم في اخفاء الاقفاص بانزالها في قاع النهر وترك عدد محدود من الاقفاص الفارغة فوق سطح المياه لازالتها واثباتها علي الأوراق الرسمية. بينما الأقفاص الحقيقية تحت الماء!! أعلاف مخالفة للمواصفات من جانبه يؤكد د.عيسي شادي كبير باحثين وزارة البيئة سابقا أن وزير الزراعة الاسبق د.يوسف والي صرح باستخدام أعلاف المخلفات الحيوانية من المجازر ومحلات الدواجن بعد معالجتها بالتعقيم والطحن وإعادة التعبئة. بينما الأعلاف المتداولة حاليا كلها غير مطابقة للمواصفات. فقد اثبتت الابحاث تعرض الأعلاف للتلوث خلال عمليتي الطحن والتعبئة. حيث تفقد تعقيمها وتتعرض مرة أخري للتلوث. وتتكون جراثيم خطيرة فيها عند نشرها وتبريدها في الهواء. ورغم هذه الابحاث يصر المسئولون علي هذه الأعلاف للأسماك. في الوقت الذي اصبح الحمل البيئي للنهر غير قادر علي استيعاب تربية الاسماك ونوعية الغذاء الذي أدي لتلوث المياه والاسماك معا. ويشير د.أسامة أحمد علي أستاذ كيمياء تلوث المياه بالمركز القومي للبحوث ان للأقفاص آثاراً جانبية عديدة اخطرها نقص الاكسجين الذائب وتكوين الأمونيا بنسب كبيرة وزيادة نسبة المواد الصلبة الذائبة والتلوث الكيميائي الناتج عن علاج الاسماك. حيث يستخدم اصحاب الاقفاص هرمونات واغذية فاسدة تسبب السرطانات. كما يستخدم البعض مخالفات الماشية ومزارع الدواجن والمجازر وهي ما يطلق عليها "السبلة" كعلف. لتنتج اسماكا خطيرة وضارة بالصحة. يقول الدكتور إبراهيم حامد أستاذ الكيمياء الحيوية والتغذية بالمركز القومي للبحوث ان الثروة السمكية مهدة بالانقراض بسبب استخدام اساليب صيد تضر بالسمك وبالتالي الإنسان الذي يتناوله مثل نبات "السكران" المخدر الذي يؤثر علي أعصاب الإنسان ويسبب جحوظا بالعين مثل مدمني المخدرات. كما يلجأ بعض الصيادين لأدوات صيد أكثر خطورة مثل المبيدات الحشرية والكهرباء لتموت وتطفو الاسماك علي سطح الماء. وعند تناولها يتعرض الإنسان لأمراض الكبد والكلي والسرطان. يضيف حامد أن بعض المزارع تلقي حيوانات نافقة كاملة للسمك لاعتقادهم أن الجيفة غنية بالبروتينات. بينما الفطريات والبكتريا التي تنشط في الحيوان النافق تنتقل للأسماك وتؤذي جهاز الإنسان الهضمي. ويمكن للمستهلك معرفة السمك الفاسد من لون الخياشيم الباهت. مع ان بعض البائعين يلونون الخياشيم لتصبح مثل السمك الطازج.