أصبح ديوان المظالم هو الملجأ والملاذ الأخير لكل فئات الشعب المصري لاسترداد حقوقهم الضائعة وإيجاد حل لمشاكلهم أمام قصر الاتحادية جلس رجل مسن تبدو عليه علامات الحيرة والأسي اقتربنا منه راح يروي مأساته قائلا: اسمي عبدالرحمن يوسف في بداية حياتي كنت أعمل سباكاً وكانت هذه المهنة سبب سعدي طوال حياتي حيث تمكنت من الزواج وتوفير مسكن لأسرتي وخلال مشوار حياتي رزقني الله بثلاثة من الأبناء في مراحل التعليم المختلفة وحماية لهم من غدر الزمان قمت بالتأمين علي نفسي مهن حرة بمكتب تأمينات الساحل أول برقم تأميني 2994006 ووصلت مدة التأمين 27 عاما ولظروف طارئة مرضت ولم أتمكن من سداد التأمين لمدة 3 سنوات حتي وصل المبلغ إلي ثلاثة آلاف جنيه وتم وقف المعاش وقمت بالعديد من المحاولات من أجل الحصول علي المعاش وخصم المديونية كل شهر دون جدوي جئت اليوم لعلي أجد من يساعدني في الحصول علي معاشي حيث بلغت من العمر 67 عاما وأصبحت غير قادر علي العمل. شقق الشباب أمام قصر الاتحادية اقتربنا من شاب يحاول التحدث مع أحد مسئولي ديوان المظالم قال اسمي أحمد عادل عبدالستار 27 سنة حاصل علي معهد فني تجاري متزوج ولدي طفلتان بحثت كثيرا عن أي وظيفة تناسب مؤهلي الدراسي ولكن لم أوفق فاضطررت للعمل كسائق تاكسي كي أستطيع توفير متطلبات الحياة القاسية خاصة أنني أسكن في شقة بقانون الإيجار الجديد وأدفع 500 جنيه شهريا وينتهي عقدي خلال أشهر قليلة وقد قمت بتقديم طلب للحصول علي شقة حديث الزواج بديوان المظالم منذ ثلاثة شهور برقم 85592 وحتي الآن لم أجد أي رد. وظيفة مناسبة إدريس خيري فتح الله 27 سنة من الدلنجات البحيرة حاصل علي بكالوريوس خدمة اجتماعية وبالرغم من ظروفي الصعبة استطعت الحصول علي دبلومة في الفلسفة حضرت إلي قصر الرئاسة متفائل وأحمل آملا كبيرة في تحقيق هدفي بالحصول علي وظيفة مناسبة بعد أن تغيرت مصر بثورة 25 يناير وخروجي من دوامة البحث عن وظيفة خلال السنوات الماضية والصعوبات التي قابلتني خاصة عدم وجود واسطة للتعيين وأنا عائل الأسرة الوحيد المكونة من 7 أفراد وأتكفل بعلاج والدي الذي يعاني من كثير من الأمراض ونسكن في شقة جميعا بالإيجار 250 جنيها ولم أجد سبيلاً لتوفير النفقات غير أن أعمل باليومية في أي مهنة أو حرفة. فأتمني أن أجد سبيلي في الحصول علي وظيفة أستطيع من خلالها شراء شقة وتوفير نفقات زواجي ومساعدة أسرتي. رسوم الكشك اقترب منا شاب في الرابعة والعشرين من عمره قال اسمي محمود صلاح محمد معاق ومصاب بشلل أطفال بالطرف السفلي من أسرة فقيرة مكونة من ثلاثة أفراد بعد أن توفي والدي وأصبحت العائل الوحيد لها ولا يوجد لنا أي دخل سوي 100 جنيه مساعدات من أهل الخير لا تكفي لمواجهة ظروف الحياة القاسية تقدمت في جميع المسابقات وطرقت جميع الأبواب لحصولي علي فرصة عمل مناسبة دون جدوي إلي أن تمكنت من الحصول علي موافقة محافظة القاهرة بترخيص كشك علي رصيف بولاق العام لبيع السجائر والمرطبات والحلوي وبعد أن أنشأته أصبح مطلوباً مني الذهاب إلي حي بولاق أبوالعلا من أجل دفع الرسوم المقررة وأن التأخير يعرضني لاتخاذ الإجراءات القانونية من قبل الحي وإلغاء الترخيص الذي حصلت عليه بعد معاناة وأنا لا أقدر علي تدبير الرسوم المطلوبة مني ولا أقدر علي جمع ثمن البضاعة لذلك جئت إلي قصر الاتحادية لكي أتمكن من عرض شكواي لأجد من يساعدني في سداد الرسوم المطلوبة للحي وشراء البضاعة حتي أبدأ مشواري مع الحياة.