علي باب ديوان المظالم دموعاً تتساقط وأجساداً استهلكت من كثرة الذهاب والإياب.. علي رصيف قصر الاتحادية جلست إحدي السيدات تبكي بهستيريا. تستجدي عطف رجال الأمن للسماح لها بالدخول لمقابلة رئيس الجمهورية.. اقتربنا منها وتحدثنا إليها فقالت: اسمي زينب علي.. جئت من قرية الصوفية مركز أولاد صقر محافظة الشرقية منذ أسبوع لمقابلة رئيس مصر لحمايتي من جيراني. حيث إنني اشتريت قطعة أرض منذ سنوات وأقمت عليها منزلاً يأويني أنا وابني الوحيد. والآن يحاولون أخذه مني بالقوة. حيث قاموا بالتعدي عليّ أكثر من مرة. وقمت بتحرير العديد من المحاضر مها محضر رقم 2/118ج الصوفية لسنة 2012 بتاريخ 3/10/2012 وآخر برقم 3/118 الصوفية بتاريخ 4/10/2012. ومحضر برقم 27/275 أحوال. وآخر 12/16 بتاريخ 9/10/.2012 علي اثر ذلك قاموا بتكسير جميع الأبواب وتم إخراجي من المنزل ومنعوني من العودة إليه مرة ثانية.. وعندما أغلقت جميع الأبواب في وجهي جئت إلي رئيس الجمهورية أناشده لرفع الظلم عن سيدة لا تملك من حطام الدنيا شيئاً غير هذا المنزل. أمناء الشرطة المفصولون: قرار ينقذ 600 أسرة من الضياع محمد: صاحب التوك توك لم يرحم إعاقتي .. وأمام باب قصر الاتحادية اقتربنا من مواطن يدعي محمد أحمد يجلس علي دراجة بخارية وتحدثنا معه فقال: أنا حاصل علي معهد فني صناعي منذ 14 عاماً. ولم أحصل علي أي عمل حتي الآن بالرغم من البحث المستمر في كثير من المصالح الحكومية. وخاصة أنني معاق. والعائل الوحيد لأسرتي. علاوة علي قيامي بالإنفاق علي علاج والدي. وشقيقاتي الأربع من عملي علي توك توك.. حيث تقدمت للعمل في وزارة الكهرباء ضمن نسبة ال 5% معاقين. وتم تحويل أوراقي لشركة إنتاج الكهرباء ولم أجد أي رد من المسئولين علي طلبي. وطرقت جميع الأبواب دون جدوي ولم أجد أمامي سوي اللجوء لديوان المظالم أملاً في حل مشكلتي حتي لا تموت أسرتي جوعاً بعد رفض أصحاب التكاتك التعامل معي لكوني معاقاً. .. وأمام رصيف الاتحادية اقتربنا من محمد فؤاد الذي وقف يستغيث برئيس الجمهورية نيابة عن 600 أمين وفرد شرطة تم فصلهم عن العمل بسبب الغياب.. يقول فؤاد: بعد ثورة 25 يناير تمت إعادة 12 ألفاً من زملائنا إلي العمل دون أي شروط. وعندما جاء دورنا قامت وزارة الداخلية في عهد منصور العيسوي بوضع شروط مجحفة للعودة للعمل. وهي أن يكون قد مرت 5 سنوات من تاريخ الانقطاع عن العمل.. وأن يكون آخر تقرير جيد. وهذا بالطبع لا ينطبق علينا.. فجئت ألتمس وقوف الرئيس مرسي بجوارنا وإعادتنا إلي العمل أسوة بزملائنا الذين عادوا للعمل دون شروط وخصوصاً أنه لا يوجد أحد منا محكوم عليه في قضايا مخلة بالشرف أو خيانة الأمانة. أما أشرف سعد محمد.. قال: أقف علي باب ديوان المظالم بالاتحادية بعد أن أغلقت كل الأبواب في وجهي ولم أجد أي مصدر دخل وأصبحت سائق توك توك بالوردية. بُترت ساقي من أعلي الركبة في حادث قطار عام 93. وحصلت علي دبلوم تجارة عام 2002 تزوجت ولدي ثلاثة أولاد في مراحل التعليم المختلفة. ودخلي من العمل علي التوك توك لا يكفي خاصة أنني أسكن في شقة بإيجار جديد. وقمت بالتقدم إلي وزارة الكهرباء منذ شهرين للحصول علي وظيفة ضمن نسبة ال 5% معاقين.. وبالفعل تم تحويل أوراقي إلي شركة كهرباء شمال القاهرة ولكنني حتي الآن في انتظار أي خبر من الشركة دون فائدة.. فجئت أطرق باب الرئيس للوقوف بجواري ومساعدتي في الحصول علي الوظيفة التي وعدونا بها.