نقص حاد في أكثر من 750 صنفاً دوائياً يشهده سوق الدواء في مصر خلال الفترة الأخيرة خاصة بعلاج القلب والأزمات الصدرية والسكر والرمد حتي أنك تستطيع سماع أنات المرضي بمجرد المرور بجوار الصيدليات والذين انهكهم البحث عن الدواء أو بدائله حيث لجأت شركات الأدوية لوقف بعض خطوط الإنتاج واتجهت لانتاج المكملات الغذائية وأدوية التخسيس لتعويض خسائرها. خالد جمال أحد المرضي أبحث في الصيدليات وعن طريق اصدقائي العاملين بشركات الأدوية عن مرهم "ميولول" جل لعلاج ضغط العين أو أحد بدائله الكل أكد ان الشركات أوقفت انتاجه حتي أنني أرسلت لاقاربي بالخارج للحصول عليه وبأي مقابل. تقول أمل أحمد - ربة منزل: أنا مصابة بروماتيزم مزمن واحتاج لحقنة بنسلين شهرياً وأظل أبحث في الصيدليات لانها غير متوفرة فاضطر لشرائها عن طريق ممرضة تعمل في مستشفي حكومي توفرها لي مقابل 20 جنيهاً. وفي لهجة غاضبة يقول محمد عصام بحثت في الصيدليات الموجودة بالحي عن حقنة مضاد حيوي "سفزباكسون 1جم" لابني عمره عامين وهو مصاب بالتهابات حادة باللوزتين حيث انه الصنف الوحيد الذي لا يسبب له حساسية وكنت اشتريه له منذ ان كان عمره 9 أشهر إلا انها غير متوفرة منذ شهور. ويشكو أحمد رمضان: اخي مصاب بمرض السكر ونبحث له عن انسوين 40 وحدة غير موجود بالصيدليات وأنا علي استعداد للحصول علي الدواء بأي ثمن مقابل توفيره علي الرغم ان سعره لا يزيد 6.5 جنيه للانبول. ويقول رمضان موسي: "الأسبوسيد الخاص بسيولة الدم" غير موجود نهائياً بالصيدليات وحالتي حرجة حيث انني مريض جلطة وأمرني الطبيب بالمواظبة علي تناوله لعدم تكرار الجلطة ويرهقني البحث يومياً بصيدليات المنطقة أو بالشركة المصرية لتجارة الأدوية. وتشكو غادة محمد من عدم توافر امبولات التبويض الخاصة بالحمل "برجنيل" منذ فترة طويلة والبديل هو الفاستيمون وسعرها 55 جنيهاً للحقنة الواحدة وأحياناً اضطر لأخذ 4 حقن باليوم الواحد لعمل نتيجة أفضل مما يجعلني أتابع العلاج شهراً وأتوقف الآخر. د. أمير موريس صيدلي يقول: بالاضافة لذلك هناك ارتفاع في أسعار ما يقرب من 36 صنفاً دوائياً منها أدوية لعلاج خشونة المفاصل وحساسية الصدر والربو وأدوية لتحفيز الإنجاب والحل هو رفع أسعار الدواء المصري وربطه بالأسعار العالمية لان رخص الثمن يؤثر علي جودة المنتج وعلي المادة الفعالة بعد ارتفاع أسعار المواد الخام مما أجبر الشركات علي رفع الأسعار والامتناع عن إنتاج الأصناف رخيصة الثمن لأن تكاليف انتاجها أعلي من عائدها فسعر المياه الغازية أعلي من قطرة العين. ويؤكد د. فكتور شكري صيدلي ان دعم وزارة الصحة غير كاف وحصص الصيدليات لا تتناسب مع زيادة اعداد المرضي كما في الانسولين وحقن البنسلين. ويشير د. محمد عبدالسلام صيدلي إلي ان بعض أصحاب شركات الأدوية الكبري يقومون بسحب الأدوية من السوق المحلية لاجبار المسئولين بوزارة الصحة علي منحهم موافقة لرفع سعر الصنف الدوائي وهناك الكثير من الأدوية تم رفع اسعارها منها ليفوستين بخاخة لحساسية الأنف تم رفع السعر من 27 جنيهاً إلي 40 جنيهاً. سبازموديجيستين لعلاج عسر الهضم من 6.75 إلي 9 جنيهات ببلسكلدين لعلاج هشاشة العظام من 29 إلي 36 جنيهاً. ميفلونيد لعلاج حساسية الصدر من 45 إلي 66 جنيهاً. ونقط ايفورتيل لعلاج ضغط الدم المنخفض من 5 إلي 7 جنيهات. ويضيف د. صيام بلبل صيدلي انه تم فعلياً رفع أسعار الكثير من الأصناف بنسب تتراوح من 15% إلي 90% في بعض الأصناف منها نيوروفيت فيتامينات لأعصاب من 6 إلي 8 جنيهات. انوسول لعلاج البواسير من 6 إلي 7 جنيهات. يوريفين لعلاج النقرس من 4 إلي 5.5 جنيه. كورتيبليكس حقن للقيء للاطفال من 4.5 إلي 9 جنيهات وللكبار من 6 إلي 12 جنيها. اتروفينت امبولات للحساسية والربو من 45 إلي 55 جنيهاً ومرهم مرطب بانثينول من 2.5 إلي 4.5 جنيه وان بعض الشركات لجأت لزيادة عدد الشرائط بالعبوات لزيادة حجمها ورفع سعرها في حين المريض ليس في حاجة لزيادة الجرعة. ويؤكد د. هاني حلمي صيدلي ان هناك ما يقرب من 750 صنفاً دوائياً اختفت من السوق المحلية وخاصة الأدوية رخيصة الثمن وان الكثير من الأدوية بدائلها غير متوفر لكثرة الطلب عليها فهناك أدوية هامة منها كلينيل بخاخ لعلاج أزمة التنفس وحساسية الصدر اختفي منذ 6 أشهر وهو من الأصناف الملازمة لمريض الربو وامبولات برجنيل وكوريمون لتحفيز الأنجاب وابيجينت مضاد حيوي لحساسية العين وسيلجون اقماع ونقط لعلاج السعال للاطفال وسيتال نقط للأطفال خافض للحرارة ويورسولفين فوار لعلاج حالات النقرس الحاد وبليفايو وبروزولين قطرة للعين. ويضيف د. سامح عياد بأن هناك عدة أصناف غير متوفرة علي الرغم من رفع اسعارها منها حقن للقيء كورتجين للاطفال والبديل حقن كورتيبليكس ويوريفين لعلاج النقرس وأدوية برجاتون ونصار لعلاج الامساك المزمن ومرهم تراميسين للعين وفيتامينات كيروفيت واكوا فيرا شراب للاطفال وانتينال شراب مطهر معوي وترابكتين ومينالاكس وبريكاتيل شراب وان معظم منتجات شركة أمون للأدوية غير موجودة وان وزارة الصحة قد أعلنت انها سوف تصدر نشرة اسبوعية بالأدوية الناقصة بالأسواق ولم يحدث حتي الآن. وبمواجهة د. جمال عبدالوهاب نقيب الصيادلة بالإسكندرية اكد ان النقابة ووزارة الصحة تقفان أمام سياسة الاحتكار حرصاً علي مصلحة المريض ويتم عمل حصر للأدوية غير المتوفرة وتكليف الشركات الوطنية الجادة المحترمة لانتاجها لمحاولة سد العجز وخاصة بعد تزايد الاعباء المالية علي شركات الأدوية وارتفاع أسعار المعدات الطبية والمواد الخام والطباعة والتغليف مما اجبر الشركات لرفع أسعار أصناف سعرها ثابت منذ 25 سنة وأطالب برفع سعر الدواء حيث يعد الدواء المصري الأرخص بالشرق الأوسط وان لجنة التسعير بوزارة الصحة هي المسئولة عن تحديد سعر الدواء وأما عن الأدوية الناقصة فقال النقص ليس بالكم والكيف كما يصوره الاعلام واري ان حل هذه المشكلة يكمن في ان يكون الطبيب أمينا ويقوم بكتابة الاسم العلمي في الروشتة بدلاً من الاسم التجاري حيث ان المادة الفعالة أصل تكوين دواء ما تستخدمها عدة شركات تنتج نفس الصنف تحت مسمي تجاري مختلف وأناشد الإعلام بمختلف أجهزته بتوعية المرضي بضرورة ترشيد استخدام الدواء وشراء الجرعة التي يحددها الطبيب فقط تجنباً لحدوث أزمات نقص الدواء بالسوق المحلي.