نهر النيل أصيب بالإحباط الشديد من جراء الإهانات التي لحقت به مؤخراً وهي تعد جريمة نكراء بكل المقاييس ألا وهي بقعة الزيت التي طفت علي السطح مؤخراً والتي قدمت من أسوان إلي القاهرة والجيزة حالياً وفي طريقها إلي وجه بحري خلال أيام وهي تسير في موكب جنائزي مهيب. استقبلها المحافظون بكل حفاوة وودعوها بكل أسي لكن لم يحاول أحد منهم تشكيل لجنة بحثية من الجامعة أو مراكز الابحاث التابعة له للتعامل مع هذه البقعة التي لوثت نهر النيل من أسوان حتي البحر الأبيض المتوسط. لا أدري لماذا هذا الاضطهاد والظلم الفادح من الشعب المصري لشريان الحياة وسر الوجود وذلك بإلقاء المخلفات الصلبة والسائلة وإلقاء القمامة والحيوانات النافقة في مجري النهر الخالد رغم وجود محطات مياه الشرب التي تصطف علي حافتي النهر من أسوان حتي البحر الأبيض المتوسط والتي تتعلق بها حياة الناس. لكن ماذا بعد.. الحكومة في سبات عميق وخاصة المسطحات المائية التي هي في واد والنيل ومشاكله في واد آخر.. ما يحدث في ريف مصر يعد جريمة بكل المقاييس بل وأخطر من الزيت والسولار حيث جرارات الكسح التي تقوم بكسح طرنشات الصرف الصحي والقائها في النيل أمام محطات مياه الشرب ليل نهار ولا أحد يتحرك ويعترض ويغار علي هذه الحرمة وحياة الناس التي اصيبت بالفشل الكلوي وأمراض الكبد والبلهارسيا وغير هذه الأمراض. أناشد وزارتي الموارد المائية والري والداخلية بالاضافة إلي المحافظين ورؤساء المدن بعمل حملات جادة ومستمرة للقبض علي هؤلاء اللصوص الذين يغتصبون النيل العظيم في وضح النهار وأثناء الليل بإلقاء المخلفات والحيوانات وردم المجاري المائية التي عليها محطات مياه شرب. أهيب بحكومة د. هشام قنديل الاهتمام بمشروع الصرف الصحي في القري المحرومة ومعاقبة الخارجين علي القانون وتحديد أماكن معينة لإلقاء كسح المجاري في بعض المصارف المخصصة لذلك حفاظاً علي أرواح هذا الشعب العظيم من أجل التنمية وإلي الأمام.