تحتفل اليوم الفنانة فيروز (الطفلة المعجزة) بعيد ميلادها ال 71 وسط معجبيها وأصدقائها وأسرتها. "فيروز" اسمها الحقيقي "بيروز أرتين كالفايان" وهي أشهر طفلة مصرية وعربية في السينما المصرية. لقبت فيروز بالعديد من الألقاب خلال مشوارها الفني الذي لم يمتد سوى عشر سنوات ومنها "فيروز هانم، قطقوطة السينما، الطفلة المعجزة، رائدة أطفال السينما". وفي بداية حياتها الفنية لقبوها بشيرلي تمبل، إلا أن الفنان الراحل أنور وجدي اختار لها اسم "فيروز". ولدت فيروز عام 1943 لعائلة أرمينية سورية ولها عدد من الإخوة والأخوات منهم الفنانة نيللي وتميزت منذ صغر سنها بقدرتها الفائقة على الاستعراض والغناء والتمثيل، وقد اكتشفها الفنان الكوميدي إلياس مؤدب أحد أصدقاء والدها حيث كان يقضي معه أمسيات فنية بمنزله وكانت فيروز تشارك والديها تلك الأمسيات وكان مؤدب يعزف على الكمان وترقص عليه فيروز ولفتت الفتاة الصغيرة انتباهه بموهبتها وحاول تطويرها فقام بتأليف وتلحين مونولوج لتغنيه وحدها فأثارت إعجاب الحضور. قرر مؤدب إدخال فيروز مسابقة مواهب في ملهى الأوبيرج الليلي حيث كان الملك فاروق موجوداً بالحفل فأعجب بأدائها حينذاك. وقدمها مؤدب لأنور وجدي الذي وجد فيها كنزاً فنياً واسماها "فيروز" بدلاً من "بيروز" ووقّع عقد احتكار مع والدها تتقاضي فيه 1000 جنيه عن كل فيلم، وعهد وجدي إلى مدرب الرقص الشهير إيزاك ديكسون مسئولية تعليمها مهارات الاستعراض. دور أنور وجدي في حياة فيروز تمثل في تبنيها فنياً وتقديمها في عدد من أفلامه التي كان مخرجاً وممثلاً ومنتجاً لها وكان أول ظهور لها وهي في عمر سبع سنوات مع الفنانة مديحة يسري في فيلم "ياسمين" عام 1950 الذي لاقي إعجاب الجماهير بتلك الطفلة المعجزة لتتألق بعد ذلك في أفلام "فيروز هانم" عام 1951 مع حسن فايق ثم فيلم "صورة الزفاف" عام 1952 و"دهب" مع ماجدة الصباحي عام 1953 وحينها أصبحت مهارة فيروز الاستعراضية فائقة رغم أن عمرها لم يتعد العشر سنوات وكانت تؤدي رقصات تشبه التي تقدمها راقصات شهيرات مثل تحية كاريوكا وسامية جمال. وشهد عام 1953 انفصال النجمة الصغيرة عن الأب الروحي لها أنور وجدي حيث قرر والدها عدم تجديد عقد الاحتكار مع أنور وجدي وأن يقوم هو بإنتاج أفلامها وأنتج لها فيلم "الحرمان" وكان عمر فيروز حينها نحو 13 عاماً، وقد ظهرت فيروز في الفيلم بجانب شقيقتيها نيللي وميرفت مع النجم عماد حمدي، وبعد ذلك الفيلم توقفت فيروز عن العمل لمدة ثلاث سنوات. وقد ارتبط نجم فيروز المتألق مع اسم أنور وجدي فلم تجد مخرجاً يتعامل مع موهبتها الفذة مثلما تعامل هو معها. وفي عام 1955 عادت فيروز الي السينما لكن ليس بأدوار الطفلة الاستعراضية الشقية وإنما بأدوار تناسب مرحلتها العمرية وقدمت عدة تجارب لم يكتب لها النجاح مثل فيلم "عصافير الجنة" عام 1955 مع شقيقتها الصغرى "نيللي". وانضمت فيروز الى فرقة اسماعيل ياسين وقامت ببطولة فيلمين معه هما "إسماعيل ياسين للبيع" عام 1957 و"إسماعيل يس طرازان" عام 1958 ثم فيلم "أيامي السعيدة" عام 1958 وكان آخر أفلامها فيلم "بفكر في اللي ناسيني" مع شكري سرحان عام 1959 والمخرج حسام الدين مصطفي وكانت تبلغ من العمر حينها 16 عاما. وأثناء عملها مع فرقة إسماعيل ياسين تعرفت فيروز على زوجها الفنان الراحل بدر الدين جمجوم الذي كان يكبرها بنحو 9 سنوات وتزوجا وأنجبا "أيمن وإيمان". قررت فيروز بعد آخر أفلامها التوقف عن العمل والبعد عن أضواء السينما من أجل الحفاظ علي صورتها كطفلة استعراضية شقية في أذهان الجمهور وتفرغت لحياتها الأسرية وأبنائها. وتعيش حالياً حياة هادئة تاركة بصمة كبيرة في السينما المصرية وحلماً كبيراً في نفوس العديد من الأطفال الذين ما زالوا يحلمون بلقب معجزة السينما. وقد تم تكريم الفنانة فيروز من مهرجان القاهرة السينمائي عام 2001.