بعد الوالدين والإخوة والأخوات، لا أعز لدى كل منا من صديقه المقرب، االذي يعتبره الإنسان بمثابة أخ له لم تلدها أمه، وتوأم روحه االذي يشاركه كل اهتماماته ومغامراته ويطلعه على أسراره وحتى أخطائه. وفي استطلاع رأي حقيقي تم إجراؤه بين بعض الشباب من الذكور والإناث، تم سؤال كل منهم عن أهم ما يجعل أعز أصدقائه إنسان متميز لا يشاركه في مكانته بقلبه أي شخص آخر، ولا يمكن أن يستبدله بشخص آخر أبدا. وكانت إجابات الشباب كالتالي: - قالت إحدى الفتيات: "صديقتي تعرف دائما كل الأمور المهمة بالنسبة لي، وتتذكر دائما مناسباتي الخاصة، وتدعمني دائما في كل المواقف التي أمر بها، وإن كنت مخطئة، توجه لي النصيحة بعيدا عن الآخرين ولا تعرضني أبدا للحرج أمامهم. صديقتي لابد وأن تكون شخصية معروفة ومحبوبة في منزلي وبين أفراد أسرتي، وكثيرا ما نقوم بعمل الكثير من أجل بعضنا البعض دون أن تطلب إحدانا من الأخرى شيئا" - وقال أحد الشباب "الصديق الجيد هو االذي يشاركني رحلاتي ونزهاتي، وأقضي معه أوقاتا سعيدة، لكن أعز أصدقائي هو الذي يمكنني أن أصارحه بكل شيء دون حذر أو خجل، ومهما كان كم الأشياء السيئة والأخطاء التي ارتكبتها، فأنا على ثقة أنه لن يتخلى عني أبدا، وسيظل دوما بجواري وسيحاول أن يعيدني للطريق الصحيح" - وقالت فتاة أخرى: "أعز الصديقات ليست فقط من تبتسم بسعادة كلما رأتني، أو تجعلني أضحك من قلبي، أو تترك لي مساحة من الخصوصية بتفهم وتقدير لظروفي عندما أحتاج لذلك، لكنها أيضا من تشاركني أحيانا في لحظات تهوري واندفاعي حتى لو كانت ترفض ذلك من داخلها، لكي لا تتركني وحدي. أعز صديقاتي تنسى زلات لساني وهفواتي ولا تقاطعني بسببها، وتحبني دوما وحتى إذا غضبت مني لا تقبل أن يذكرني أحدهم بسوء أمامها، فهي تهتم بي أكثر مما أتخيل أو ادرك، وتحترم اختياراتي الشخصية ولا تفرض رأيها عليّ. صديقتي المقربة باختصار هي أحد أفراد أسرتي، لكنها الفرد الوحيد الذي اخترته بنفسي ". - وقالت ثالثة: "صديقتي الأقرب إلى نفسي هي من تشاركني لحظات الفرح والمرح، ولا تتخلى عني أيضا في الأوقات الصعبة والحزينة". - وقال شاب ثان: "هناك أشخاص يثيرون إعجابنا فقط، وأشخاص آخرون نحبهم ولا نتصور الحياة يوما واحدا بدونهم... أعز أصدقائي من النوع الثاني". - وعودة لفتاة جديدة تقول: "إذا قمت بعل أحمق أو سخيف أمام صديقتي المقربة وتوأم روحي، فإنها تقول: "لابأس" وربما تكرر نفس فعلتي لترفع عني الحرج، وتجعلني أضحك من قلبي وأنسى ما حدث". - وننتقل مرة أخرى للشباب، حيث قال أحدهم: "الزميل أو الصديق العادي هو من يشاركك الطعام في كافتيريا العمل أو الجامعة، أو يتبادل معك أطراف الحديث عبر مواقع التواصل الاجتماعي من باب التسلية وقتل الوقت، لكن الصديق المقرب هو من تلجأ إليه عندما تشعر بوحدة فتتصل به تليفونيا في منتصف الليل أو في الصباح الباكر، ويتلقى مكالمتك بمنتهى الاهتمام والسعادة ويستمع إليك بكل الود مهما كانت مشاغله " - وعن التواصل بين الأصدقاء والتوحد في مشاعرهم، قالت إحدى الفتيات: "عندما أعرف أن فيلما أو برنامجا متميزا ستتم إذاعته في التليفزيون، فإن صديقتي المقربة هي الشخص الذي أتصل به إذا كانت بعيدة عني في ذلك الوقت، حتى تشاهد نفس الفيلم أو البرنامج في نفس التوقيت الذي أشاهده فيه لأشعر أننا معا رغم بعد المسافات". والآن، ماذا عنك أنت؟ هل يوجدفي حياتك إنسان له مكانة مميزة في قلبك؟ ما مواصفات هذا الصديق المقرب، وما الفارق بينه وبين أي صديق أو زميل أخر؟ اكتب رأيك وشعورك نحو صديقك العزيز في تعليق أسفل هذا المقال.